حتّى وإن لم يشارك في مباراة مالاوي بسبب عدم جاهزيته، إلاّ أنّ صخرة دفاع “الخضر” عنتر يحيى كان من أشدّ المتأثّرين بتلك الخسارة، حتّى وإن لم يشارك في مباراة مالاوي بسبب عدم جاهزيته، إلاّ أنّ صخرة دفاع “الخضر” عنتر يحيى كان من أشدّ المتأثّرين بتلك الخسارة، بدليل أنه وخلال التصريح الذي نشرناه في عدد أمس، اعتبر الهزيمة أمام منتخب مغمور بمثابة قلة إحترام في حق الجزائر والشعب الجزائري، لا سيما وأن المنتخب وبصفته الآن منتخبا “موندياليا” ما كان له ليخسر أمام منتخب لا تاريخ له في كرة القدم. كما عبّر في حواره هذا عن رغبته في المشاركة خلال لقاء مالي، معربا عن استعداده ليأخذ مكانه في التشكيلة حتى يساعد رفاقه على عبور الدور الأوّل. لم تشارك في المباراة، لكنك حضرتها وكنت قريبا من رفاقك الذين تكبدوا هزيمة ثقيلة هي الأولى لهم في هذه الدورة وأمام منتخب لا يضاهي مستواه المستوى الحقيقي الذي نعرفه عن المنتخب الوطني، فما تعليقك على هذه الخسارة؟ أعتقد أن رفاقي أدوا دورهم على أكمل وجه، وحاولوا بكل ما أوتي من قوة أن يحسموا المباراة لصالحهم، غير أن عوامل عدّة جعلتهم يمرون جانبا وجعلتنا ننهزم بهذه النتيجة الثقيلة، أبرزها حرارة الطقس الشديدة والتي لم يسبق لي وأن شاهدت مثلها من قبل في أي بلد. يا أخي من غير المعقول أن نلعب منافسة قارية رفيعة المستوى في عز الظهر وفي الساعة الثانية ونصف، كما أن عامل الرطوبة الذي يضاف إلى عامل الحرارة جعل لاعبينا لا يقووا على الحركة فوق الميدان ولا على المقاومة، عكس المنافس الذي بدا وأن لاعبيه متعوّدون على اللعب في ظل أجواء مثل هذه. وفي اعتقادي أن عاملا آخر ساهم في ذلك وهو الهدف المباغت الذي تلقيناه في العشرين دقيقة الأولى والذي أخرجنا كلية من المباراة وجعلنا نقاوم صمود المنافس، حرارة الطقس والرطوبة العالية ونسعى في كل اتجاه من أجل تدارك ذلك الهدف المباغت. لكن، هل ترى أن عامل الحرارة يبرر حقا الخسارة أمام منتخب مغمور؟ الخسارة أمام منتخب مغمور مثل منتخب مالاوي لا يمكن تبريرها مهما قلنا، وهي قلة احترام منا للجزائر والشعب الجزائري، فبصفتنا منتخبا “موندياليا” سيكون حاضرا رفقة الكبار خلال الصائفة المقبلة بجنوب إفريقيا، ما كنا لننهزم بهذه النتيجة الثقيلة. كل منتخب معرّض للهزيمة في أي مباراة يلعبها ومهما كانت قيمة المنافس الذي يواجهه وحتى لو كان ضعيفا، لأن عامل المفاجأة وارد في كرة القدم، لكن أن نخسر بثلاثية مقابل صفر فهذا ما لم نتجرعه حتى الآن. وأستغل الفرصة لأقدّم إعتذاري أنا وكافة اللاعبين لشعبنا الغالي والعزيز، والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نخسر ودّه وثقته العمياء التي يضعها فينا. ألا ترى أن هذه الخسارة الثقيلة قد تعصف بكم، وتدفع بالمنتخب إلى مغادرة هذه المنافسة مبكرا؟ رغم أن وقعها كان شديدا علينا، إلا أني شخصيا أعتبرها الصفعة المناسبة لنا حتى نستفيق من النشوة التي عشناها مؤخرا. فأحيانا من الإيجابي أن تنهزم حتى تصحح أخطاءك وحتى تستفيد منها مستقبلا، وفي هذه الدنيا لا بدّ لنا من كبوات من هذا النوع حتى نستفيد من أخطائنا، وهذا ما سنسعى للقيام به الآن، إذ أننا سنتحزّم جيدا وندرس أخطاءنا المرتكبة في لقاء مالاوي تحسبا للقاء مالي الذي سنخوضه بعد أيام. في ظل موجة الحرارة التي تجتاح الأجواء هنا في أنغولا، هل أنتم قادرون على رفع التحدي أمام مالي وأنغولا؟ الظّروف يومها ستكون مختلفة نسبيا، لأنّنا يوم الخميس سنواجه مالي في المساء بداية من الساعة الخامسة، والأمر نفسه بالنّسبة للقاء أنغولا الذي سيلعب في التوقيت نفسه أيضا، ما يعني أنّ الحرارة ستكون منخفضة مقارنة بتلك التي واجهنا تحتها منتخب مالاوي، وآنذاك علينا أن نرفع التحدي لنتجاوز عقبة هذا المنتخب، وحتى نبعث حظوظنا من جديد في الوصول إلى الدور ربع النهائي. وهل أنت متفائل ومقتنع بأن الجزائر ستصل إلى الدور ربع النهائي، أم أنها ستغادر الدورة سريعا؟ علينا ألاّ نفقد الأمل، لأنّنا في بداية المشوار، ولا زالت هناك ست نقاط ممكنة، علينا أن نظفر بها حتى نضمن تأهلنا إلى الدور القادم، ومن الخطأ أن نستبق الأحداث أو أن نفكّر في الخروج المبكر من الدورة لأنّ تطلعاتنا أكبر من تجاوز الدور الأول. هل لا زلت مصرا على المشاركة في لقاء مالي؟ نعم، لا زلت مصرّا على اللعب لأني وبعدما اندمجت مع المجموعة شعرت بأني شفيت تماما من الإصابة التي كنت أعاني منها، لكنّ القرار الأخير يعود للطاقم الطبي الذي وما إن يمنحني الضوء الأخضر سأدشّن عودتي أمام مالي. لكنك من الناحية البدنية لست جاهزا بما أنك لم تشارك منذ لقاء مصر في السودان؟ هذا ما يؤرّقني، لأنّ قرابة شهرين مضيا على غيابي عن أجواء المنافسة، وهو ما جعلني أفتقد كثيرا أجواء المنافسة، وجعل لياقتي تتدهور بعض الشيء. وعلى كل حال، فإنّ الطاقم الطبي هو من سيقرّر بشأن مشاركتي من عدمها، أنا من جهتي جاهز وأرغب في المشاركة ومساعدة منتخب بلادي، وأصرّ أيضا على ذلك، لكن الكلمة الأخيرة تعود للمدرب والطاقم الفني وأنا تحت تصرفهما.