يقال إنّ “الضربات الموجعة لما تأتي، فإنها تأتي تباعا”، وهذا القول ينطبق على المنتخب الوطني الجزائري. يقال إنّ “الضربات الموجعة لما تأتي، فإنها تأتي تباعا”، وهذا القول ينطبق على المنتخب الوطني الجزائري الذي لا زال لم يستفق بعد من الضربة الموجعة التي تلقاها عقب الخسارة المفاجئة أمام منتخب مالاوي، فإذا به يتلقى ضربة أخرى أكثر ألما. ففي وقت تأكدنا بأن منتخبنا الوطني صار في حاجة إلى لاعبين ينقذونه من الورطة التي وقع فيها عقب خسارته الأخيرة، تأكد أنه خسر خدمات عنصرين هامين كان المدرب سعدان يعوّل على الإستفادة منهما بداية من اللقاء الذي سيجمع “الخضر” غدا أمام المنتخب المالي، ألا وهما صخرة الدفاع عنتر يحيى وصانع الألعاب مراد مغني اللّذان غابا -كما هو معلوم- عن لقاء مالاوي بسبب الإصابة التي يعانيان منها. إجتماع طارئ عُقد مع الطاقم الطبي لأجل البت في حالة مغني أشد هذه الضربات الموجعة التي تلقاها المنتخب الوطني تتمثل في تأكد غياب صانع ألعاب “لازيو” مراد مغني عن ما تبقى من مشوار هذه المنافسة القارية، حيث أكدت التقارير الطبية الجديدة بعد الفحوص التي خضع لها منذ معاودة الآلام له خلال حصة السبت الماضي أن الإصابة التي يعاني منها في الركبة تتطلب ركونه لراحة طويلة، وتستدعي ألا يشارك في أي مباراة خلال الأسبوعين المقبلين حتى لا تتفاقم إصابته هذه، وهو ما جعل الطاقمين الطبي والمدرب سعدان وأعضاء طاقمه الفني يعقدون اجتماعا طارئا ظهر أمس بفندق “كونتيننتال” اتخذوا على إثره قرار إعفائه من المباريات المتبقية ل“الكان” وعدم المجازفة به تفاديا لأي طارئ. وهي خسارة كبيرة للمنتخب الوطني الذي كان في أمس الحاجة إلى كافة عناصره الأساسية فما بالك بعنصر مميز مثل مغني الذي كان قادرا إلى إعطاء الإضافة ل“الخضر”.
عنتر يحيى غير جاهز بدنيا وسعدان لا يُريد المجازفة به أمام مالي ثاني الضربات الموجعة تتمثل في تأكد غياب صخرة الدفاع عنتر يحيى عن لقاء الغد أمام منتخب مالي. فرغم الرغبة الشديدة التي تحدوه من أجل المشاركة في هذه المباراة، إلا أن المدرب رابح سعدان اهتدى رفقة أعضاء الطاقم الطبي خلال الاجتماع الذي جمعهم أمس إلى اتخاذ قرار إعفائه من هذا اللقاء فقط، على أن يقرر بعده إن كان سيشركه في اللقاء الثالث أمام منتخب أنغولا من عدمه، بعدما تأكدا من أن أمر إشراكه لن يجدي المنتخب نفعا بما أن الحالة البدنية لمدافع “بوخوم” الألماني متدهورة من جهة، وخوفا من تفاقم إصابته والدخول في مشاكل مع ناديه الألماني الذي منعه من المشاركة في وقت سابق، قبل أن يتراجع مرغما في نهاية المطاف، وكان عنتر يحيى (أنظر الحوارفي الصفحة 3) يمنّي نفسه المشاركة خلال مباراة مالي حتى يساعد المنتخب ويعطي دفعا جديدا له أمام منتخب مالي الذي يعجّ بالنجوم، رغم اعترافه بأن هاجسه الوحيد يبقى نقص المنافسة الذي يعانيه بسبب غيابه عن أجواء الميادين منذ الموقعة التي جمعت الجزائر بالمنتخب المصري في الخرطوم. أشرنا في الجزائر إلى أنهما قد يُضيّعان “الكان” والجميع طالب بالبدائل وبما أن قوانين “الكاف“ لا تسمح لأي منتخب بتغيير أكثر من لاعب واحد خلال نهائيات من هذا النوع في حال حدوث إصابات، وهو الامتياز الذي استفدنا منه عندما تم تعويض الحارس ڤاواوي بزميله أوسرير، إثر المرض المفاجئ الذي تعرض له على مستوى الزائدة الدودية التي تم استئصالها له بعد عملية جراحية أجريت له بفرنسا، فإن منتخبنا الآن يكون قد خسر ورقتين كانتا تبدوان منذ الأول خاسرتين، فلو نعد قليلا إلى الوراء وبالضبط إلى الفترة التي أعلن فيها عن قائمة “23” لاعبا المعنيين بالمشاركة في “الكان” كان خلالها عنتر يحيى ومغني يعانيان من هذه الإصابة، وراجت يومها أخبار كثيرة حول احتمال تضييعهما نهائيات “أنغولا”، وحينها نادى الجميع بضرورة استبدالهما بعناصر جديدة على غرار شاذلي العمري أو بن يمينة أو غيرهما من العناصر التي كانت أهلا للتواجد ضمن قائمة “23” التي تحوّلت بإعفاء مغني الآن واحتمال إعفاء حتى عنتر يحيى عن اللقاء الثالث بمثابة قائمة ب“21 لاعبا” فقط دون أن نتحدث عن العناصر التي تعوّد سعدان على إجبارها على الجلوس في المدرجات دون أن يضع ثقته فيها ولو لثوان حتى لا نقول دقائق. سعدان سيحدث تغييرات على التشكيلة بداية من لقاء مالي وفي سياق آخر يتعلق بالتشكيلة التي سيواجه بها المنتخب الوطني نظيره المالي مساء هذا الخميس، كشف لنا المدرب رابح سعدان خلال الحديث الذي جمعنا به أمس أنه اتخذ قرارا يقضي بأن يحدث بعض التغييرات على التشكيلة الأساسية، حيث ارتأى المسؤول الأول على العارضة الفنية أن العديد من العناصر التي أشركها أمام مالاوي لم تؤد دورها، ومرّت جانبا بسبب الحرارة الشديدة التي أثّرت فيها وانعكست على أدائها سلبا، وهو ما دفعه إلى ضخ دم جديد للمنتخب، بإقحام عناصر ستكون أكثر حماسا واندفاعا للكشف عن إمكاناتها في هذه المباراة التي سيكون الخطأ فيها ممنوع على “الخضر” إذا أرادوا تخطي الدور الأول والوصول إلى الدور ربع النهائي. بوعزة وبزاز مستاءان وقد يكونان أساسيين أمام مالي وحسب الأصداء التي استقيناها، فإن بوعزة وبزاز من بين أبرز العناصر المتوقع الاستنجاد بها بداية من لقاء مالي، لا سيما وأنهما لم يخفيا يوم الإثنين الماضي امتعاضهما الشديد من تواجده في كل مرة في التشكيلة الإحتياطية والإستنجاد بهما في بضع دقائق فقط رغم أنهما لا يعانيان من أي إصابة أو أي شيء من هذا القبيل، حيث ظهرت ملامح الغضب والإستياء بادية على محياهما، إلى درجة أنهما رفضا الإدلاء بأي تصريح لأي وسيلة إعلامية لدى مرورهما على المنطقة المخصصة لمحاورة اللاعبين. وتكون هذه الملامح قد تفطن لها المدرب سعدان الذي قرّر -حسب مصادرنا- إشراكهما بداية من لقاء مالي في مكان لاعبين لم يقوما بدورهما على أكمل وجه أمام مالاوي، تأكدنا من واحد منهما ألا وهو مطمور الذي أنهكه التعب جراء الحرارة الشديدة والرطوبة العالية. زياية سيأخذ مكانه منذ البداية هذه المرة وبعدما تأكد من أن اللياقة البدنية للمهاجم رفيق صايفي ليست على ما يرام، قرّر سعدان أيضا وضع مدلل مولودية الجزائر سابقا ومهاجم نادي الخور القطري حاليا على كرسي الاحتياط، على أن يعوض في لقاء مالي برأس حربة وفاق سطيف عبد المالك زياية الذي أنعش خط الهجوم بدخوله، حيث تحرك كثيرا وأقلق بتلك التحركات السريعة مدافعي المنافس، غير أن الحظ لم يحالفه في تجسيد الفرص التي أتيحت له في أول مباراة يحمل خلالها ألوان المنتخب الوطني، وهي فرصة لابن ڤالمة حتى يثبت استحقاقه حمل الألوان الوطنية، واستحقاقه التواجد أيضا رفقة “الخضر” في نهائيات كأس إفريقيا. ومن المنتظر أن يكون رأس حربة نادي “سيينا” عبد القادر غزال، الذي لم يكن جيدا أمام مالاوي لكنه كان الأحسن على الإطلاق من الجانب الجزائري، فوق المستطيل الأخضر. سعدان يدرس أمر تغيير الخطة من عدمه هذا، ولم يقرر سعدان بعد ما إذا كان سينتهج أمام مالي الخطة التي انتهجها أمام مالاوي، أم أنه سيعود لتجريب خطة (4/4/2) التي كان من المقرر أن ينتهجها يومها قبل أن يتراجع، لكن أغلب الظن يشير إلى أنه قد يلعب بخطة “3/5/2” مجددا لأنها الخطة الوحيدة التي ستسمح له الإستفادة من أكثر المدافعين في محور الدفاع من جهة (حليش، بوڤرة وزاوي)، ومن أطولهم من جهة ثانية لأن كبح جماح “كانوتي” الطويل مثلا يتطلب مدافعا طويلا وصلبا حتى يحد من خطورته في الأرض وفي الكرات العالية التي غالبا ما يلجأ إليها مهاجم إشبيليا الإسباني لدك مرمى منافسيه.