لم يتمكن مشاهدو قناة “الجزيرة الرياضية” يوم أمس من الاستمتاع بالبثّ المباشر دون انقطاع، بعد مشاكل فنيّة في لقاء افتتاح كأس العالم بين جنوب إفريقيا والمكسيك، أدّت إلى اختفاء الصورة والصوت لوقت، مع عودة ظهورها متكسرة، الأمر الذي أدى بأغلب المشاهدين الجزائريين إلى تحويل الوجهة نحو القناة الأرضية الوطنية التي نقلت المباراة. وكان يعتقد أن الأمر يتعلق بمشاكل فنية عادية، قبل أن يفجّر لخضر بريش مسؤول الأستوديو التحليلي من جنوب إفريقيا مفاجأة لمّا أكد أن التشويش مقصود والهدف منه تشويه صورة القناة المالكة الحصرية للحقوق التجارية لمنافسة كأس العالم. الاتّهامات موجّهة إلى الشركة المصرية للأقمار الصناعية وبما أن تصريحات بريش ثم الخلصي مدير إدارة البرامج على مستوى القناة كانت مباشرة عند نهاية مقابلة جنوب إفريقيا والمسكيك وواضحة، فإن أصابع الاتهام وُجّهت مباشرة إلى المسؤولين عن الشركة المصرية للأقمار الصناعية، وهي الشركة التي تدير الأمور الفنية ومختلف المسائل الأخرى لقمر “نايل سات” الذي عرف حدوث هذه المشاكل، ما أدّى بالقناة عبر إعلان متحرّك بث أسفل الشاشة إلى الطلب من مشاهديها التوجّه إلى أقمار أخرى لمشاهدة القناة، بعد أن أعادت التذكير بالتردّادت من جديد. الخلصي اعتبرها قضية سياسية والأغرب في الأمر أن الخلصي الذي يشغل منصبا حساسا في إدارة القناة أكد أن باقة “الجزيرة” مهتها إعلامية رياضية ولا علاقة لها بالسياسة، وهو الأمر الذي فهم أن هذه الأخيرة تعتقد أن هناك أغراضا سياسية وراء ما وقع، في إشارة على ما يبدو إلى المشاكل التي واجهت مختلف التلفزيونات العربية الرسمية في الحصول على عدد من المقابلات على القنوات الأرضية، ومنها التلفزيون المصري الذي اقتنى 22 مقابلة من كأس العالم مقابل مبلغ كبير يقدّر ب 120 مليون دولار، قبل أن يتم إعلان بث المقابلات نفسها على القنوات المفتوحة، وهو ما اعتبره المصريون استفزازا لهم ما أدّى بالقناة الرسمية رفقة الشركة المذكورة إلى التشويش، وهو أمر وارد للغاية خاصة أن مصادر مصرية هي التي تبنّت هذا الطرح. التلفزيون المصري وراء القضية حسب موقع “ڤول” ونقل موقع “ڨول” العالمي بنسخته المصرية عن مصادر أن التلفزيون المصري استفزّ “الجزيرة” من خلال الإعلان عن بث 25 لقاء على المباشر وبصورة مجانية ما دعاه إلى اتخاذ قرار عاجل بحجب إشارة الجزيرة في مصر لاخلالها بكل العهود، وكان قصد التلفزيون المصري إجبار مشاهديه على متابعة المباراة على القناة الأرضية، والمثير الذي يؤكد ذلك تقطع إشارتي قناتي الجزيرة الأولى والثانية المفتوحتين على “النايل سات“ وعمل باقي القنوات المشفرة!!، وهو اتهام صريح للتلفزيون الرسمي المصري بضلوعه أيضا في هذا التشويش الغوغائي. تقرّر رفع دعوى قضائية ضد المتسبّبين وحتى إن لم يتهم الإشارة بالاسم إلى الشركة المصرية للأقمار الصناعية المسؤولية عن قمر “نايل سات” والقناة الرسمية، إلا أن إدارة “الجزيرة الرياضية” وعبر لخضر بريش وهشام الخلصي، أكدت أنها قرّرت المتابعة القضائية للمتسبّين، فيما قال الخلصي إن أمرا مثل هذا لن يمرّ مرور الكرام وستذهب القناة إلى أبعد حدّ يمكن وصوله، لأن التشويش على حدّ قوله كان مقصودا، والهدف منه ضرب الثقة التي تكوّنت بين المشاهد العربي والقناة التي لم يتردّد في التأكيد أنها قوية والآخرون ضعفاء أمامها، بل وأكد بالحرف الواحد: “لا مجال للمزح مع الجزيرة الرياضية”. لخضر بريش: “الانقطاعات عمل تخريبي لإفساد متعة العرب” أكد لخضر بريش عقب نهاية المباراة التي جمعت جنوب إفريقيا بالمكسيك، أن الانقطاعات الكثيرة التي أقلقت المتتبعين بما فيهم الجزائريين كانت مقصودة بفعل فاعل، موضحا: “نعتذر من المشاهدين على هذه الانقطاعات المقصودة وبفعل فاعل، والجزيرة الرياضية لن تسكت حيال ما يحدث لأنه تبيّن أنها عملية تخريبية لإفساد المتعة العربية عبر الجزيرة الرياضية لأهداف مقصودة”.