يجددّ منتخبنا الوطني على ملعب "مورولينغ" مساء اليوم بداية من الساعة السادسة بتوقيت الجزائر، السابعة بالتوقيت المحلي لجنوب إفريقيا، الموعد مع المباريات الودّية التحضيرية لنهائيات كأس إفريقيا 2013، وذلك عبر المباراة الثانية والأخيرة له أمام نادي "بلاتينيوم ستارز" الناشط في الدرجة الأولى من البطولة الجنوب إفريقية، وهي آخر مباراة سيخوضها منتخبنا الوطني قبل مباراة تونس بتاريخ 22 جانفي. وإذا كانت المهمّة شكلية لمنتخبنا في مباراة كهذه لا تهمّ فيها النتيجة حتى وإن كان الفوز ساحقا، إلاّ أن المدرب حليلوزيتش يولي لها أهمّية كبيرة لأنه بعدما اطمأن على تجاوب لاعبيه بدنيا خلال مباراة جنوب إفريقيا، يسعى اليوم إلى التّأكّد من مدى جاهزيتهم من كل النواحي ويسعى أيضا إلى الحسم بنسبة كبيرة في أمر التشكيلة الأساسية التي ينوي توظيفها في هذه النهائيات. الفرصة متاحة للجميع والكرة في مرمى اللاعبين وكما كشفنا عنه سابقا فإنّ الأمر سيكون مغايرا في مباراة اليوم لأنّ حليلوزيتش الذي لم يوظّف في مباراة جنوب إفريقيا جميع أوراقه بعدما أبقى على البعض على كرسي الإحتياط دون أن يمنحهم فرصتهم، فإنه اليوم سيمنح الفرصة للجميع وسيدفع بكلّ اللاعبين من دون استثناء سواء من تعوّدوا على اللعب في التشكيلة الأساسية أو من انضمّوا حديثا في صورة غلام أو من تعوّدوا على الدخول كبدلاء، وبالتالي فكل واحد من اللاعبين سيكون مطالبا باستغلال فرصة كهذه لفرض وجوده ولفت انتباه الناخب الوطني ولم لا الحصول على فرص اللعب بداية من مباراة تونس، بمعنى أن الكرة في مرماهم ومن يريد اللعب فليبرهن اليوم أمام "بلاتينيوم ستارز"، وهو ما سيجعل التنافس شديدا اليوم فوق الميدان بين لاعبي منتخبنا الوطني فكل من سيدخل اللقاء سيرمي بكل ثقله لإقناع مدرّبه. مصباح، لحسن، كادامورو وسوداني عليهم أن يطمئنوا حليلوزيتش وإذا كنّا نعرف مسبقا أنّ الناخب الوطني سيعوّل خلال المباريات الرسمية على نفس العناصر الأساسية التي تعوّد على الدفع بها في كل مرة، مع إحداث بعض تعديلات طفيفة من حين لآخر، فإنّ ذلك لا يعني أن كل الأساسيين ضمنوا أماكنهم، بالعكس لأنّ لاعبا مثل مصباح مثلا لم يضمن أيّ شيء، وهو مطالب في ظل تواجد الوافد الجديد غلام بأن ينتفض وأن يردّ الاعتبار لنفسه إن كان يرغب في التّواجد امام تونس، نفس الشيء بالنسبة ل لحسن الذي عرقلته الإصابة الأخيرة على مستوى فخذه عن تدارك النقص البدني الذي يعاني منه وصار يشكّل مشكلة لحليلوزيتش الذي يرغب في الإطمئنان عليه اليوم، وكذلك الأمر ل سوداني الذي يبدو أنه تأثر بعض الشيء من الإصابة التي أبعدته عن الميادين لفترة شهرين وصار مطالبا بأن يريح مدرّبه رفقة كادامورو الذي قد يلجأ له البوسني كحل من الحلول الضرورية على الجهة اليمنى في ظلّ تواضع مردود مصطفى مهدي. الاحتياطيون عليهم أن يستغلوا ظروف الأساسيين أمّا بخصوص اللاعبين الاحتياطيين ممن لم يدخلوا ضمن حسابات البوسني الأساسية في المباريات الأخيرة ففرصتهم مواتية للاستثمار في مشاكل اللاعبين الأساسيين ممن يعانون من نقص المنافسة ولم يتمكّنوا من تدارك هذا النّقص، لأنّ البوسني سيوظّف تشكيلتين في هذه المباراة تشكيلة يحرس مرماها دوخة وأخرى يحرس مرماها مبولحي، ومن يحرس مرماها دوخة تضم لاعبين لم يحصلوا على فرصهم سوى نادرا وعليهم أن يستغلوا هذه الفرصة في ظل ما تعرفه التشكيلة من بعض السلبيات في الدّفاع ككل، لأن الجهة اليمنى لا تطمئن والجهة اليسرى كذلك ومحور الدّفاع يعاني من خلل كبير قد يكون في مصلحة العائد تدريجيا إلى مستواه رفيق حليش، أو حتى في الهجوم الذي عجز عن التسجيل في مباراتين متتاليتين خاضهما المنتخب أمام البوسنة وجنوب إفريقيا. اللاّعبون "طاڤ على من طاڤ" في التدريبات ويبدو التنافس على أشدّه بين اللاعبين على المناصب مع اقتراب موعد انطلاق المنافسة، إذ عرفت الحصص التدريبية الأخيرة في مركز "بافوكينغ" والمباريات التطبيقية التي برمجها حليلوزيتش تنافسا شديدا بين اللاعبين الذين وظفوا الاندفاع البدني فيما بينهم من أجل لفت انتباه الناخب الوطني، والحصول على فرصة المشاركة في لقاء يوم الثلاثاء المقبل أمام تونس، وعلى طريقة "طاڤ على من طاڤ" جرت الحصص الأخيرة، في انتظار ما يكشف عنه كل لاعب اليوم في هذا اللقاء الودي لأنّ المنافسة على المناصب سيحسمها اليوم حليلوزيتش من خلال ما يقدمّه كل عنصر. أوّل ظهور ل غلام بألوان الجزائر ويبقى الحدث المميّز في هذه المباراة الظهور الأوّل للمدافع الأيسر فوزي غلام بألوان المنتخب الوطني، فبعدما أجبر على البقاء خارج الحسابات في لقاء جنوب إفريقيا بسبب خيارات حليلوزيتش الذي وضعه خارج القائمة لأسباب خاصة به، فإنّ مدافع "سانت إيتيان" سيكون اليوم حاضرا ضمن التشكيلة التي ستواجه "بلاتينيوم ستارز"، وسواء كان مع الأساسيين أو مع الإحتياطيين فإنّ غلام سيكون أمام فرصة الاندماج مع طريقة لعب المنتخب وزملائه الجدد وخطط المدرّب، وأمام فرصة التأكيد على أنه انضم إلى المنتخب واتّخذ قرار المشاركة في "الكان" من أجل إعطاء الإضافة اللازمة وليس تسخين كرسي الإحتياط. حليلوزيتش يحسم اليوم في الخطة والتشكيلة المعتمدتين أمام تونس وعلى كل حال فإنّ حليلوزيتش سيحسم من خلال مباراة "بلاتينيوم ستارز" في أمر الخطة التكتيكية والتشكيلة الأساسية اللتين ينوي توظيفهما في المباراة الأولى أمام المنتخب التونسي، فالرجل حتى إن كان سيلعب اليوم بتشكيلتين لمنح الفرصة للجميع فإنه سيحسم في أمر الخطة التي سينتهجها في المباراة الأولى، لأنه في لقاء جنوب إفريقيا قام بتغيير الخطة المعتادة ولعب بالخطة التي واجه بها منتخب ليبيا في الدارالبيضاء والتي اعتمد فيها على ثلاثة مسترجعين في الوسط، واحد يلعب في الارتكاز واثنين يسترجعان ويساهمان في مساعدة المهاجمين على اليمين واليسار، وهي خطة سيجرّبها البوسني من جديد اليوم على أن يقرّر إن كان سيوظفها أمام تونس أم أنه سيعود إلى الخطة التي لعب بها في أغلب المباريات منذ قدومه والتي كان يوظف فيها مسترجعين اثنين فقط في وسط الميدان.