مباشرة بعد نهاية الحصة التدريبية الأخيرة التي أجرتها التشكيلة الوطنية أمس في ملعب “بيتر ماكوبا” في مدينة “بولوكوان” عقد المدرب الوطني رابح سعدان ندوة صحفية أجاب من خلالها عن استفسارات الصحفيين الجزائريين والأجان ب حول آخر استعدادات “الخضر” لمواجهة سلوفينيا الأولى في هذا “المونديال”. كما تطرق إلى الحالة الصحية للاعبيه، لا سيما ما تعلق بإصابة عنتر يحيى وإشاعة إصابة جبور، بالإضافة إلى أهم النقاط التي تشغل بال الشارع الجزائري قبل هذه المقابلة الحاسمة في مشوار منتخبنا الوطني في أكبر محفل كروي دولي. “لا جبور ولا غيره مصاب، كل اللاعبين ال 23 جاهزون والحمد لله” أولى الأسئلة التي وجهت إلى سعدان حول مدى صحة المعلومة التي أشاعها البعض عن إصابة رفيق جبور من عدمها، فكان المسؤول الأول في الطاقم الفني للمنتخب الوطني واضحا في جوابه عندما قال: “لا جبور ولا غيره يعاني من الإصابة وأطمئن الجميع أن 23 لاعبا الموجودون بحوزتي كلهم في صحة جيدة وفورمة عالية والحمد لله، فقد استرجعنا كل العناصر التي كانت تعاني من الإصابة في الأسابيع الماضية في الوقت المناسب. كما أنني بعد الاجتماع التقني الذي سنعقده غدا (يقصد اليوم) سأختار التشكيلة المثلى التي ستواجه المنتخب السلوفيني”. “أنا متردّد بشأن منصبين فقط، رأس الحربة والوسط الهجومي من الجهة اليمنى“ وفي استفسار ثاني حول إن اتضحت لديه التشكيلة الأساسية التي سيكون لها شرف الدفاع عن الألوان الوطنية في أول مباراة في هذا “المونديال” بالرغم من أنها واضحة بنسبة كبيرة وسبق ل “الهدّاف” أن كشفت عنها في أعدداها السابقة، أجاب المدرب الوطني: “قبل يوم اللقاء أمام سلوفينيا من الطبيعي أن أكون قد ضبطت بنسبة كبيرة معالم التشكيلة الأساسية التي ستلعب اللقاء الأول، لكنني بصراحة لا زلت مترددا في منصبين وهما رأس الحربة ومنصب وسط الميدان الهجومي من الجهة اليمنى وسأفصل في الأمر بعد الاجتماع التقني كما ذكرته لكم”. “لا أحب التكهنات، ولكن إذا بدأنا المباراة جيدا ستسهل علينا الأمور” حاول بعض الصحفيين التعرف على توقعات سعدان لنتيجة اللقاء بما أنه يعرف جيدا امكانات فريقه مقارنة بالمنتخب السلوفيني الذي عاينه في العديد من المباريات، إلا أن المدرب الوطني أكد أنه مدرب لا يحب التكهنات مبررا ذلك بأن المقابلة صعبة وصعبة جدا، حيث أكد أن سلوفينيا بلد صغير لكنها تملك منتخبا قويا، وتابع: “بداية المباراة هي التي ستحدّد النتيجة، فإذا دخلنا جيدا المباراة فكل شيء سيسهل وسنحقق نتيجة إيجابية إن شاء الله، أما إذا حدث العكس ولم نظهر بمستوى طيب في بداية المواجهة ولم نجد معالمنا فهنا الأمور صعبة في تحقيق نتيجة مرضية”. “قوة المنتخب في روح المجموعة التي تغطي نقص لياقة بعض العناصر” سعدان لم يتوان في الإشارة إلى أنه مدرب واقعي وينتظر دائما رد فعل أشباله فوق المستطيل الأخضر. وحتى إن اعترف في تدخلاته خلال الندوة الصحفية أن عددا من اللاعبين لم يصلوا بعد إلى مستواهم الحقيقي بسبب عودتهم المتأخرة من الإصابة، إلا أن المهم –على حد تعبيره- هو الروح العالية التي تسود المجموعة وهو سر قوة المنتخب الذي سيغطي النقائص الموجودة في لياقة بعض العناصر. “لا أتحدث عن منصوري وتأكدوا بأني سأشرك الأحسن نفسينا، بدنيا وفنيا” أما بخصوص الحالة النفسية الحالية للقائد يزيد منصوري الذي تأثر بعد إحالته على كرسي الاحتياط في مواجهة سلوفينيا، فإن سعدان رفض الإجابة بطريقة مباشرة عن منصوري بدليل قوله: “من فضلكم اعفوني من هذا السؤال لأنني لا أريد تشخيص حالة كل لاعب على حدة، بل أفضل الكلام عن المجموعة وما يمكنني تأكيده هو أنني سأشرك اللاعبين الأحسن استعدادا نفسيا، فنيا وبدنيا وإن شاء الله لن أظلم أحدا”. “المنتخب تحسّن كثيرا مقارنة بما كنا عليه في سويسرا” من جانب ثاني أراد سعدان أن يشير إلى نقطة مهمة وهي أن المنتخب تعوّد على اللعب وهو منقوص من بعض اللاعبين، ومهما كانت قيمة اللاعب الذي يغيب فإن المهم هو رد فعل المجموعة وهو سر قوتنا –قال سعدان- كما لمس أن هناك تحسنا في المنتخب في الكثير من النواحي مقارنة ببداية التحضير في سويسرا التي كانت صعبة إلا أن الفريق تحسن في تربص ألمانيا وتطوّر نحو الأفضل في جنوب افريقيا، لذا فهو يرى بأن المنتخب قادر أن يكون في مستواه أمام سلوفينيا. “جزائر 2010 ليست جزائر 1986 والذهنيات تغيّرت” تدخل صحفي قناة “تي. أف1” الفرنسية ووجّه سؤالا إلى سعدان أراد من خلاله أن يتعرف إن كان المدرب متخوّفا من أن يخفق أمام سلوفينيا ويتكرّر معه سيناريو “مونديال” 1986 في مكسيكو حين تعرض رفقة عائلته إلى تهديدات من طرف الأنصار، أجاب سعدان ببرودة أعصاب: “يا أخي جزائر 2010 ليست جزائر 1986 والذهنيات تغيّرت كذلك. وفي اعتقادي الشخصي، فإن الجزائريين اليوم سعداء بمنتخبهم بوصوله إلى المونديال وحضور أكبر محفل رياضي دولي بعد غياب طويل دام 24 سنة كاملة وهو إنجاز لا يستهان به، فالشعب الجزائري يعرف كرة القدم وأنا متأكد أنه مهما ستكون نتيجة مباراة سلوفينيا سيكون الجمهور راضيا لأن منتخبهم عاد إلى مواجهة أكبر وأقوى المنتخبات في العالم وهو أمر نفتخر به كثيرا”. “لست خائفا من أن يتكرّر معي سيناريو تهديدات مونديال 1986” وليس بعيدا عن هذا الموضوع دائما، أوضح الشيخ سعدان أنه لا يخشى أبدا هذه المرة أن يكون عرضة لتهديدات كما حدث في مونديال 1986، لا لشيء سوى لأن الشعب الجزائري استعاد الثقة في منتخبه الذي يتشكل من عناصر شابة تعد بمستقبل واعد، وأضاف: “الفريق كان منسجما والجميل أننا دعمناه بلاعبين ممتازين مثل لحسن وعناصر شابة إضافة إلى امكاناتها العالية فهي صغيرة في السن، وهو مكسب علينا الحفاظ عليه. أنا أعرف الفوتبال مثلما أعرف جيدا من يعترفون بالجميل ومن ينكرون ذلك، فالمطلوب مني قمت به والكرة الآن في مرمى اللاعبين الذين يصنعون القرار فوق الميدان”. “علينا التعامل مع نوعية الأرضية وليس أمامنا أي اختيار آخر“ استفسر بعض الصحفيين المدرب الوطني عن مدى تأثير ملعب “بولوكوان” في أداء لاعبيه اليوم الأحد بالنظر إلى أن نصف الميدان من العشب الطبيعي والنصف الثاني اصطناعي فكان ردّه: “الفيفا منحتنا حصة تدريبية واحدة في هذا الملعب وفي ظرف ساعة واحدة كان على اللاعبين التعوّد على أرضية الميدان مهما كانت. ليس أمامنا أي اختيار آخر ونحن مطالبون بالتعامل مع هذه الوضعية”. “أنصح المنتخبات الإفريقية بوضع الثقة في مدربيهم المحليين” وأصرّ سعدان أن يعبّر عن افتخاره على أنه مدرب جزائري يقود منتخب بلاده في هذا “المونديال”، حيث وجه نداء إلى المنتخبات الإفريقية بالاعتماد على إطاراتها المحلية بدل جلب مدربين أجانب بأموال باهظة دون أن يحققوا الأهداف المرجوة. “ما عندنا ما نخسرو في هذا المونديال وسنلعب الكل في الكل” وحول ما إذا كان رفقة أشباله يشعرون بضغط شديد قبل مواجهة سلوفينيا، نفى سعدان ذلك مكتفيا القول إن المواجهة صعبة جدا ما دام أن سلوفينيا أقصت روسيا في التصفيات، لكننا مطالبون –أضاف سعدان- بتحقيق نتيجة إيجابية ترفع معنوياتنا كثيرا قبل مباراتيّ إنجلترا وأمريكا. وختم تصريحاته في الندوة الصحفية بالقول: “الكثيرون يعتبرون أن المنتخب الجزائري هو الحلقة الأضعف في المجموعة، وعليه فليس لدينا ما نخسره وسنلعب الكل في الكل دون ضغوط علينا واللي فيها الخير يجيبها ربّي”. ---------------- سعدان يؤكد على التشكيلة الأساسية التي نشرناها ب قادير على الجهة اليمنى ومطمور وجبور في الهجوم شاركت العناصر الوطنية بكامل التعداد في المباراة التطبيقية التي شهدتها آخر حصة تدريبية بالملعب الذي سيحتضن مواجهة “الخضر“ اليوم في “بولوكواني“، حيث لم تعرف تشكيلة الفريق الأساسي أي تغيير يذكر بعد أن أشرك سعدان اللاعبين المتعودين على اللعب مع الأساسين وهم: شاوشي، بوڤرة، حليش، عنتر يحيى، بلحاج، لحسن، يبدة، زياني، قادير، جبور، مطمور. حيث أبقى المدرب الوطني على التعداد نفسه الذي كشفنا عنه في أعدادنا السابقة. سعدان يبقى يصرّ على القذف من بعيد ويختار قادير في الرواق الأيمن وكعادته لم يخرج رابح سعدان عن العادة وواصل مطالبته أشباله القذف من بعيد، وهو الأمر الذي جعله يبقى يصرخ طيلة الحصة التدريبية في وجه اللاعبين الذين لا يقذفون من بعيد، وأبقى سعدان هذه المرّة طيلة المباراة على فؤاد قادير في الرواق الأيمن، حيث لم يغيّر هذه المرّة هذا اللاعب بزميله عبد القادر غزال الذي بقي في الفريق الاحتياطي طيلة المباراة التطبيقية. مطمور وجبور دائما في الهجوم وخلال هذه المواجهة التطبيقية ظهر جبور ومطمور في الهجوم مثلما كان الحال في الأيام الثلاثة الأخيرة، رغم أن الانسجام بين هذين اللاعبين يبقى ناقصا، في حين أن الفريق الاحتياطي الذي كان دائما ب مبولحي، العيفاوي، مجاني، بلعيد، مصباح، منصوري، ڤديورة، عبدون، غزال، صايفي، قديورة، لم يعرف هذه المرّة أي تغيير يذكر رغم بروز التشكيلة الاحتياطية في هذه المواجهة التطبيقية. صايفي يبرز، يسجّل ويخلط أوراق سعدان وعرفت المباراة التطبيقية بروز رفيق صايفي ورياض بودبوز، خاصة أن صايفي كان في المستوى وسجل الهدف الوحيد في هذه المواجهة للفريق الاحتياطي، مما جعل المدر الوطني في الندوة الصحفية يصرح أنه أصبح يفكر في منصب قلب الهجوم، لأن جبور لم يظهر بمستوى لائق في الفريق الأساسي منذ ثلاث حصص كاملة.