بعد أن أغلق المنتخب الوطني صفحة إخفاق جنوب إفريقيا وخروجه غير المنتظر من الدور الأول، لم يبق ل "الخضر" إلا تحد واحد وهو التأهل إلى كأس العالم بالبرازيل، وهو هدف بات إجباريا على حليلوزيتش تحقيقه بعد أن مر جانبا بخصوص أول أهدافه مع الجزائر.. ولذلك يركز المنتخب كثيرا على مباراته المقبلة أمام البينين شهر مارس التي يأتي بعدها منعرج خطير، إذ سيلعب رفقاء فغولي مرتين خارج الديار في البينين ورواندا شهر جوان وفي ظرف قصير، وهو ما قد يجعل الأمور قد تتضح مسبقا بالنسبة ل "الخضر" المطالبين بتصدر مجموعتهم التي تضم كذلك المنتخب المالي، ثم لعب لقاءين فاصلين للتأهل إلى مونديال البرازيل 2014. المباريات مصيريّة والوقت يضغط، ولهذا السّبب قرّر روراوة الإبقاء على حليلوزيتش وبكل تأكيد، فإن كل المباريات التي سيلعبها "الخضر" في الأشهر القليلة المقبلة ستكون مصيرية وسيحاول خلالها "الخضر" تحقيق أكبر عدد ممكن من النقاط، بداية بلقاء البينين الشهر المقبل قبل رد الزيارة إلى البينين ثم التنقل إلى رواندا، وبعدها استقبال مالي في المباراة الأخيرة، وعقب ذلك في حال احتلال المرتبة الأولى (كل المنتخبات الأخرى تُقصى) يلعب صاحب المرتبة الأولى لقاء فاصلا بصيغة الذهاب والإياب، وهو ما فرض على رئيس الإتحادية محمد روراوة أن لا يفكر تماما في تغيير حليلوزيتش بمدرب آخر طالما أن الوقت يضغط والمباريات التي هي في الانتظار تحمل صبغة مصيرية. من سوء الحظّ أنّ تنقّلين صعبين جدّا إلى البينين ورواندا بُرمجا في ظرف أسبوع ومن سوء حظ المنتخب الوطني في المباريات الأربعة التي تبقت له في تصفيات كأس العالم 2014 بعد أن لعب لقاءين حتى الآن (يملك 3 نقاط)، هو أن التنقلين إلى البينين ورواندا سيلعبان في ظرف قصير للغاية، إذ يلعب "الخضر" مباراة الجولة الرابعة في كوتونو بين 7 و11 جوان وأيام قليلة فقط بعد ذلك- أي بين 11 و14 جوان- سيجدون أنفسهم في كيغالي لمواجهة رواندا في وقت ضيق دون شك لا يتعدى أسبوع، سيتكبد فيه المنتخب الوطني عناء التنقلات الإفريقية والظروف الصعبة خاصة المناخية منها، أين ستكون درجات الحرارة مرتفعة. "الخضر" مطالبون ب 4 نقاط من التّنقّلين على الأقل والفوز إن أمكن في البينين المشكل هو أن المنتخب الوطني سيكون مطالبا بعد الفوز على البينين شهر مارس والتحول إلى الريادة تحقيق 4 نقاط على الأقل في تنقليه إلى البينين ثم رواندا، وهذا ليبقي على كامل حظوظه في التأهل إلى الجولة الأخيرة، كما أنه من المستحسن أن يكون الفوز في البينين خاصة أن هذا المنتخب يملك حاليا 4 نقاط ويحتل مؤقتا الريادة، والفوز عليه مرتين (ذهابا و إيابا) سيبعده نوعا ما من سباق التأهل، والذي يرشح كثيرون عن هذه المجموعة أن ينحصر بين المنتخب الوطني وكذلك نظيره المالي الذي احتل المرتبة الثالثة في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة ويعتبر ندا قويا ل "الخضر". مالي مرشّحة للمجيء إلى الجزائر برصيد 12 نقطة والفوز عليها للتّأهّل إلى اللّقاء الفاصل ومن شأن النقاط الأربع أن توصل "الخضر" قبل المباراة السادسة والأخيرة في دور المجموعات إلى 10 نقاط (باحتساب الفوز على البينين شهر مارس بطبيعة الحال)، أين ستكون مباراة مصيرية يتوجب فيها على اللاعبين تحقيق الانتصار أمام مالي، خاصة أن هذا الأخير بالنظر إلى ما أظهره من قدرات في كأس إفريقيا يبقى مرشحا للحصول على 9 نقاط في المباريات الثلاث التي تنتظره، كما سيتنقل مرة واحدة إلى رواندا في الجولة المقبلة ثم يستقبل مرتين كل من رواندا والبينين (المباراتان ستجريان بنسبة كبيرة على ميادين محايدة)، وبالتالي سيتنقل حسب هذه الحسابات وهو برصيد 12 نقطة، بينما رصيد "الخضر" سيكون 10 نقاط (انطلاقا من مبدأ الفوز على البينين وكسب 4 نقاط في التنقلين الموالين كما أسلفنا)، وهو ما يجبر المنتخب الوطني على الانتصار والوصول إلى النقطة 13 في المباراة التي ستجرى بين 6 و10 سبتمبر، وبالتالي التأهل إلى المرحلة الأخيرة. "الخضر" قد يلعبون 6 لقاءات مصيريّة حتّى شهر نوفمبر وكما هو معلوم، فإن المرحلة الأخيرة ستلعب في لقاءين بصيغة الذهاب والإياب شهري أكتوبر ونوفمبر، وفي حال ما إذا سارت الأمور كما يتم التخطيط لها ومن خلال احتلال المرتبة الأولى بطبيعة الحال في دور المجموعات الذي يلعبه المنتخب حاليا، فإن الجزائر ستلعب 6 مباريات مصيرية حتى شهر نوفمبر، وهو ما من شأنه أن يرفع الضغوط على اللاعبين وقد يعيد أجواء ملحمة أم درمان إلى الجزائر، ولو أن ذلك ما لن يتحقق سوى بمشوار دون خطأ بالنسبة لمنتخب شاب سيكون مطالبا ببذل الكثير من الجهد قبل المرحلة الأخيرة، خاصة أن التأهل في المرتبة الأولى عن هذه المجموعة أمام مالي يبقى صعبا لكنه طموح مشروع في انتظار حقيقة الميدان.