كما كان مبرمجا، عاد المنتخب الوطني صبيحة أمس إلى أرض الوطن في رحلة جوية خاصة من مطار “بانغيلا” العسكري وصولا إلى مطار هواري بومدين الدولي، وقد دامت الرحلة أكثر من 7 ساعات كاملة.. ومرّت في أجواء رائعة جدا تؤكد أن رفاق بلحاج تركوا ما حدث في الدور نصف النهائي خلفهم وأن تفكيرهم سيكون فقط على المستقبل، خاصة بعد الوقفة الرائعة للأنصار الذين كانوا في الموعد واستقبلوا اللاعبين بطريقة فاجأت الكثير منهم. الصحافيون أول من إلتحقوا بالمطار كانت البعثة الصحفية التي تواجدت مع الفريق الوطني أول من إلتحقت بمطار “بانغيلا” بعد أن تمت برمجة عودتها في الطائرة نفسها التي أقلت الفريق الوطني، حيث أنه بمجرّد إعلان الحكم السنغالي نهاية المقابلة حتى التحق الصحافيون بمكان إقامتهم من أجل جمع أغراضهم والإلتحاق مباشرة بالمطار، حيث قضوا أكثر من ساعتين في انتظار وصول اللاعبين والإقلاع نحو الجزائر بعد أكثر من ثلاثة أسابيع في الأدغال الإفريقية. روراوة هو من أمر بعودة الصحافيين مع البعثة ورغم بعض المشاكل التي حدثت مع الصحافيين بعد الخسارة أمام مالاوي، إلا أن الأمور عادت إلى طبيعتها بين الصحافة والمسيّرين، وهذا ما أكده رئيس الاتحادية محمد روراوة الذي طلب عودة الصحافيين في الرحلة نفسها مع اللاعبين، في الوقت الذي بقي هو في أنغولا من أجل متابعة اللقاء النهائي أمس، على أساس أنه عضو في اللجنة التنفيذية ل”الكاف”. صادي راقب قائمة الصحافيين بالإضافة إلى مسؤوليته مع اللاعبين، فإن وليد صادي كان هو من راقب قائمة الصحافيين، حيث إطمأن على أن كل الصحافيين الذين كانوا خلف المنتخب الوطني وأرادوا العودة في الطائرة نفسها موجودون بالفعل بقاعة الانتظار، وهو ما يؤكد الاحترافية الكبيرة على مستوى التسيير ل صادي الذي يقوم بعمل كبير داخل الفريق الوطني، كما أنه كان أول مسؤول يصل إلى المطار من أجل القيام بجميع الإجراءات ولا يكون هناك أيّ تأخر في إقلاع الطائرة. التوجّه إلى الطائرة بالمناداة رغم طبيعة المطار العسكرية إلا أنه لا يتوفر على الكثير من الشروط التنظيمية، حيث أن أعوان الأمن كانت مهمتهم فقط مراقبة الحقائب، خاصة بالنسبة للصحافيين الذين قاموا بتسليم حقائبهم وجوازات سفرهم، وبعدها يقوم أحد المشرفين بالنداء بالإسم على الصحافيين ليطلب منهم التوجّه إلى الحافلة ومنها إلى الطائرة، ورغم ذلك فإن هذه الإجراءات كانت بسيطة ولم تتعبنا. اللاعبون وصولوا إلى المطار على (23:30) إلتحاق اللاعبين بمطار “بانغيلا” كان في حدود (23:30) ليلا، حيث أخذوا أماكنهم في قاعة المطار، وبعد أن تمت الإجراءات الإدارية على مستوى المطار والتي تكفل بها وليد صادي، طلب من اللاعبين التوجّه إلى الحافلة التي أوصلتهم إلى باب الطائرة، ليأخذ كل واحد مكانه في رحلة كان واضحا أنها ستكون متعبة. ... وبقوا جنبا إلى جنب مع الصحافيين من جهة أخرى ورغم أنه كانت هناك تعليمات بفصل اللاعبين عن الصحافيين سواء داخل قاعة الانتظار أو داخل الطائرة إلا أن ذلك لم يحدث، حيث أن الكثير من اللاعبين وبمجرّد وصولهم المطار توجهوا ناحية الصحافيين للحديث معهم بعيدا عن “البروتوكلات” الرسمية، في أجواء تؤكد العلاقة الجيدة التي تجمع الطرفين. أجواء مرحة داخل القاعة وغزال “هبّل صحابو” الملاحظ للاعبي الفريق الوطني في قاعة الانتظار بمطار”بانغيلا” يعتقد للوهلة الأولى أنهم عائدون بالتاج الإفريقي بالنظر إلى الأجواء المرحة التي كانت بينهم، والتي قادها هذه المرّة غزال، حيث كان يحمل معه شريطا لاصقا من الحجم الكبير، وكان في كل مرّة يغافل أحد رفاقه ويقوم بإلصاق قميصه أو حقيبته في الكرسي الذي يجلس عليه، وقد تركت تصرّفات غزال وردود فعل بقية اللاعبين انطباعا رائعا على الحالة النفسية لأشبال سعدان. الطائرة قسّمت حسب المراتب قسّم مسؤولو الخطوط الجوية أماكن الجلوس في الطائرة حسب المناصب، فقد كان في الصفوف الأولى وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار والمسيّرون، بالإضافة إلى الطاقمين الفني والطبي، وبعدهم جاء دور اللاعبين الذين أخذوا أكبر جزء من الطائرة، وفي النهاية الصحافيين الذين تجنبوا بهذه الرحلة الكثير من المشاق. 3 كراسٍ لكلّ لاعب فضّل المسيّرون تخصيص ما مساحته 3 كراسٍ في الطائرة لكل لاعب، وهذا حتى يجدون راحتهم في النوم، خاصة أن الرحلة طويلة ومرهقة وتأتي بعد ساعات فقط من نهاية المقابلة أمام نيجيريا، وقد أراحت هذه الفكرة اللاعبين كثيرا، فيما ظهرت الطائرة وكأنها ممتلئة عن آخرها، حيث أن كلّ الكراسي كانت محجوزة. عمال الخطوط الجوية هنّأوهم لم ينتظر اللاعبون حتى الوصول إلى الجزائر لتلقي التهاني على المشوار المميّز في أنغولا، بل أنهم بمجرّد صعودهم الطائرة حتى أتى صوت المضيفة عبر مكبر الصوت ليقدّم لهم تهاني عمال الخطوط الجوية وكل الشعب الجزائري بالإنجاز المحقق، قبل أن يعطي قائد الطائرة إشارة الإقلاع والتي كانت في حدود الواحدة صباحا إلاّ ربع. منصوري، عبدون وبلحاج ناموا بمجرّد ركوب الطائرة ربما تكون كلمات التهنئة آخر ما سمعه منصوري، عبدون وبلحاج في أنغولا، حيث كان التعب باديا عليهم واستسلموا للنوم بمجرّد أن أخذوا أماكنهم في الطائرة. وإذا كان منصوري وعبدون معذورين لأن لقاء نيجيريا أرهقهم، إلا أن الأمر يختلف مع بلحاج الذي يبدو أن تصرّفات “كوفي كوجا“ هي التي أتعبته وسيكون بحاجة إلى وقت أطول للراحة. 4 ساعات في الجوّ قبل التوقف في “نيامي“ توقفت الطائرة مرة واحدة أثناء رحلة العودة وهذا بمطار عاصمة النيجر “نيامي“ والتي وصلتها عند الخامسة إلاّ ربع، وذلك من أجل التزوّد ب “الكيروزان”، وقد دام توقف الطائرة ب “نيامي“ مدة 45 دقيقة، قبل أن تقلع مباشرة باتجاه العاصمة الجزائرية. وقد قدّمت للاعبين في النصف الثاني من الرحلة بعض الوجبات الخفيفة، خاصة أن هناك من شعر بالجوع. السطايفية قاوموا حتى “نيامي“ وإذا كان الكثير من اللاعبين استسلموا للنوم مع إقلاع الطائرة من مطار “بانغيلا” أو بعد ذلك بقليل، فإن الرباعي السطايفي المكوّن من رحو، العيفاوي، زياية وشاوشي، قاوموا التعب وبقوا يتسامرون لمدة 4 ساعات كاملة، قبل أن يستسلموا بدورهم للنوم بعد مغادرة الطائرة مطار “نيامي“، ولكنهم إضطروا للإستيقاظ مع اقتراب الطائرة من الأجواء الجزائرية. زياني ملك “البلاي ستايشن” أمام بوڤرة وغزال كعادته، فضّل زياني تمضية الوقت ب “البلاي ستايشن”، حيث كانت مواجهته هذه المرّة مع غزال وبوڤرة، لكنهما لم يصمدا أمامه، ليؤكد زياني أنه البطل الأول في هذه اللعبة، وهذا ما أغضب كثيرا بوڤرة الذي احتج بشدّة على زياني مع اعترافه بقوته، عندما أكد له أنه لا يمكنه التفوّق عليه سواء في الطائرة، في الغرفة وفي أي مكان، وهذا ما أضحك زياني كثيرا. “الكوستيمات” ضرورية والكلّ ضحك من زياني رغم أن كل اللاعبين كانوا يرتدون البدلات الرياضية عند إقلاع الطائرة من أنغولا، إلا أنه ومع دخولها الأجواء الجزائرية طُلب من اللاعبين ارتداء البدلات الرسمية على أساس أنهم سيحظون باستقبال رسمي من طرف الوزير الأول، وقد كانت التعاليق والنكت كثيرة أثناء ارتداء اللاعبين البدلات، خاصة على زياني الذي وجد نفسه مُحرجا من تعاليق رفاقه على صغر حجمه وعدم ملاءمة البدلة له، ومع ذلك تقبّل الأمر بابتسامة كبيرة تؤكد على الأجواء الأخوية الموجودة. توقيعات بالجملة على أقمصة اللاعبين بعد ارتداء اللاعبين البدلات الرسمية، فضّل الكثير منهم تسليم أقمصتهم للموجودين من المسؤولين، عمال الخطوط الجوية والمضيفات، وكان وزير الشباب والرياضة أحد المحظوظين. والملاحظ أن كلّ اللاعبين أمضوا على هذه الأقمصة حتى تكون ذكرى جميلة لأصحابها، خاصة المضيفات اللائي فرحن كثيرا بهدايا مطمور ورفاقه. اللاعبون ينقسمون في التنبّؤ بردّ فعل الأنصار كثر الحديث بين اللاعبين قبل الوصول إلى مطار “هواري بومدين”، بخصوص ما سيجدونه من الأنصار، حيث أن هناك من كان متأكدا بأنهم سيجدون آلاف الأنصار في الإستقبال، فيما استبعد البعض ذلك، على أساس أنهم ضيّعوا المرتبة الثالثة، ومن غير الممكن أن يتنقل الأنصار إلى استقبالهم خاصة في هذا الوقت (الوصول كان على الثامنة صباحا)، والأكيد أن صورة المناطق المحيطة بالمطار، جعلت الكلّ يقتنع أن هذا الشعب الرائع لا يُمكنه أبدا أن يتخلّى عن أبطاله. راضية صلاح ودّعت اللاعبين في مطار “بانغيلا“ وقبل أن نختم هذا الموضوع، نشير إلا أن مبعوثة قناة “أم بي سي” راضية صلاح كانت حاضرة في مطار “بانغيلا” لحظة إقلاع الطائرة، من أجل إعداد تقرير عن مغادرة “الخضر“ هذه المدينة، ويكون التقرير بث أمس في حصة “صدى الملاعب“. يذكر أن راضية صلاح رافقت النخبة الوطنية من أول يوم وصل فيه أنغولا إلى غاية مغادرته فجر أمس. .