لم يتم الحسم نهائيا في قضية الطاقم الفني للمنتخب الوطني ما دام أن الرجل الأول في “الفاف” لا يزال متواجدا في جنوب افريقيا ولن يعلن عن القرار النهائي إلا بعد عودته إلى الجزائر، حيث من المنتظر أن يعقد إجتماعا ثانيا مع الطاقم الفني الذي يقوده سعدان هذا بالرغم من أن كل المؤشرات توحي أن سعدان لن يواصل مهمته على رأس “الخضر” لا سيما أن عقده ينتهي في 30 جوان الجاري، كما يكون -حسب مصادرنا- قد أعلم روراوة شفهيا مباشرة بعد نهاية مواجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنه سيستقيل من منصبه لأنه تعب كثيرا وسيقدّم استقالته الكتابية بعد أيام قليلة من الآن. روراوة يعرف جيّدا أن التيار أصبح لا يمر بين سعدان وعدد من اللاعبين من جانب آخر يعرف روراوة جيدا أن التيار لم يعد يمر بين سعدان وعدد من اللاعبين ومقتنع كل الاقتناع أن التغيير على مستوى الطاقم الفني أصبح ضروريا لإعطاء دم جديد للفريق الوطني. كما يدرك أن كوادر المنتخب يطالبون بمدرب كبير وسبق أن انتقدوا سعدان بطريقة غير مباشرة بخصوص خياراته التكتيكية في “مونديال” جنوب افريقيا، إلا أن روراوة يريد ربح الوقت وعدم التسرع في اختيار خليفة سعدان وأعضاء الطاقم الفني الجديد إلى غاية عودته إلى الجزائر بعد نهاية “المونديال” والاجتماع بأعضاء المكتب الفيدرالي حتى لا يقال عنه إنه يتخذ قرارات انفرادية. أطراف تضغط لإبقاء سعدان وغربلة التعداد الجديد في القضية أن بعض الأطراف الفاعلة والمعروفة بنفوذها تضغط في الأيام القليلة الماضية من أجل الاحتفاظ برابح سعدان مدربا للمنتخب الوطني على الأقل لسنتين قادمتين بحجة أنه قام بعمل كبير لبناء هذا الفريق الذي أصبح مفخرة كل الجزائريين، كما يرون أنه بدل إبعاد سعدان الأفضل غربلة التعداد وتنحية كل العناصر التي انفردت عن البقية بسوء الانضباط وعدم احترام قرارات الطاقم الفني، كما يبررون مطلبهم هذا بأن المنتخب سيكون أقوى مع سعدان مستقبلا بما أنه على دراية تامة بكل صغيرة وكبيرة في التشكيلة ويحفظ عقلية كل اللاعبين، وبالتالي فالاستقرار مهم ل“الخضر” في هذا الوقت بدل جلب مدرب جديد سواء كان أجنبيا أو محليا يأتي بذهنية وسياسة جديدة ويحتاج إلى وقت للتعرف على كل اللاعبين في وقت أن انطلاق تصفيات كأس إفريقيا للأمم بقي عن انطلاقتها أقل من ثلاثة أشهر. روراوة سيُقرّر بعد “المونديال” وسيستشير أعضاء المكتب الفيدرالي وبين الانقسام الظاهر بين المطالبين بإحداث التغيير ورغبة “الفاف” في تنصيب خالف أو ماجر مدربا للمنتخب خلفا لسعدان مع تكليف بن شيخة، كاوة، بلماضي وقريشي بمهام في الطاقم الفني، وبين المساندين لبقاء سعدان في منصبه يبقى كل شيء وارد، فالأيام القليلة القادمة وحدها كفيلة بمعرفة الجديد حول هذه القضية التي أصبحت حديث الشارع الكروي في الجزائر، كما قد ينجح الذين يمارسون ضغطا شديدا لإبقاء سعدان مدربا في مسعاهم. سعدان: “أريد التعرّف على ما تريده الفاف قبل أن أقرّر مستقبلي” المسؤول الأول على الطاقم الفني وبالرغم من التعب الذي كان باديا عليه من رحلة السفر من جنوب إفريقيا، إلا أنه رد على بعض أسئلتنا في القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين التي تمحورت حول مستقبله على رأس “الخضر” وما قرّره في هذا الموضوع، وصرّح: “بصراحة لم أتخذ أي قرار نهائي ورسمي في هذا الإطار، فأنا مرهق جدا بعد عمل دؤوب ومتواصل منذ تربص سويسرا إلى غاية المباراة الأخيرة في كأس العالم أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، لذا فمن غير المنطقي أن أعلن بسرعة عن مستقبلي لا سيما وأنني أريد التعرف على مقترح الفاف وما تريد فعله مستقبلا، ومنه فإنني سآخذ قسطا من الراحة وفي الأيام القليلة القادمة ستعرفون كل شيء”. “لا زلت مقتنعا بخياراتي ولعبنا بما هو موجود عندنا” من جهة ثانية لا يزال سعدان يدافع عن خياراته ومقتنع بالخطة التي اعتمد عليها في اللقاءات الثلاثة أمام سلوفينيا، إنجلترا وأمريكا، حيث أكد على شيء مهم على حد قوله عندما قال: “سهل أن يكون المدرب عرضة للانتقادات والكثيرون يتحدثون عن عقم الهجوم لكن الأمر الذي يجب الإشارة إليه هو أننا لعبنا حسب الامكانات المتوفرة لدينا، فأنا المسؤول الأول عن الطاقم الفني وعلى دراية تامة بدرجة استعداد كل لاعب يوم المباراة وتعرفون أن العديد منهم كانوا يعانون الإصابة ونقص المنافسة، لذا فقد كنت مرغما على اختيار الخطة الملائمة مقارنة بالامكانات المتوفرة لدينا. هناك إيجابيات وسلبيات وسنضع تقييم شامل عن كل شيء بما في ذلك تصرفات بعض اللاعبين لنخرج بخلاصة يستفيد منها المنتخب مستقبلا ”.