مثلما إنفردت به “الهدّاف” منتصف الأسبوع الفارط، تنقل صبيحة أمس السبت مهاجم شبيبة بجاية محمد أمين بلخير إلى مقر مولودية الجزائر ب فيلا الشراڤة ووقّع رسميا على عقده كما كان قد إتفق عليه مع المسيّر عمر غريب، ليكون بلخير قد حرّك عجلة الإنتدابات مجدّدا في بيت “العميد” بعد ركود طويل دام قرابة شهر كامل ويكون أيضا ثاني المستقدمين بصفة رسمية، بالإضافة إلى صانع ألعاب جمعية الخروب داودي العلمي، وكان بلخير قد غادر الفيلا بعد إنتهاء مراسم عملية التوقيع وعلامات الفرحة بادية على وجهه، كيف لا وهو الذي حقق حلم عمره أكثر من ست سنوات وعاد إلى فريقه الأصلي الذي فتح أمامه أبواب التألق. المنافسة لا تقلقه ويعد “الشناوة” بموسم كبير ورغم أن بعض المقربين من بيت “العميد” لم يفهموا كيف وافق غريب على انتداب بلخير، رغم وجود عدة لاعبين يشغلون معه نفس المنصب، على غرار بومشرة، مقداد، حروش وحتى بلال عطفان، إلا أن المسيّر الفاعل في ظل غياب عمروس أكد أنه واثق من أن إستراتجية إعادة أبناء الفريق ستكون أفضل مكسب ل “العميد”، خاصة وأن بلخير ورغم تجاربه الكثيرة إلا أن سنه لم يتعد ال 26 سنة، ما يعني أن المستقبل كله أمامه وقادر على تقديم الكثير إلى المولودية، من جهته أكد بلخير أن المنافسة لا تقلقه إطلاقا وأنه يدرك منذ البداية أنه لن يجد الطريق مفروشا أمامه بالود، وقد وعد أنصار “العميد” بموسم كبير يؤكد من خلاله أنه لم ينته ويرد جميل المسؤولين الذين وضعوا فيه ثقتهم وأعادوه إلى بيته الأصلي. خبرته الإفريقية مع القبائل، الإتحاد وبجاية في صالح المولودية ومن بين الأسباب الرئيسية التي جعلت غريب يصرّ على إعادة بلخير إلى المولودية ويتحدّى بعض من كان ضد قراره هي الخبرة الإفريقية الواسعة التي اكتسبها إبن باب الزوار من خلال مشاركته مع الأندية الثلاثة التي لعب بألوانها بعد مغادرته ل “العميد” على غرار شبيبة القبائل، إتحاد العاصمة وأخيرا شبيبة بجاية التي شارك معها في كأس “الكاف” الموسم الفارط وفي منافسة كأس شمال إفريقيا التي خسر نهائيها أمام الترجي التونسي، وهو ما سيكون في مصلحة مولودية الجزائر التي تكون قد ربحت لاعبا له تجربة إفريقية طويلة وهي التي ستجد نفسها الموسم القادم تمثل الجزائر في دوري أبطال إفريقيا للمرة الأولى في تاريخها منذ تغيير صيغة ثاني منافسة أكثر شعبية في القارة السمراء بعد كأس إفريقيا للأمم بلخير: “أمضيت موسما واحدا فقط، لكن إذا كتب لي فسأنهي مشواري في المولودية” وفي حديث خاطف مع اللاعب الجديد – القديم في مولودية الجزائر محمد أمين بلخير مباشرة بعد خروجه من فيلا الشراڤة أكد لنا أنه سعيد جدا بعد ترسيم عودته إلى فريقه الأصلي أو فريق القلب كما سمّاه، وصرح لنا في هذا السياق قائلا: “الحمد للّه، لقد كان المسيرون عند كلمتهم ووجدوني عند وعدي، حيث رفضت التفاوض مع أي فريق منذ أن اتفقت مع غريب، بالتالي فإن ما حدث اليوم (يقصد أمس) كان شكليا فقط. حيث وقعت بصفة رسمية وتحصلت على جزء من مستحقاتي... صحيح أنني أمضيت لموسم واحد فقط، لكن هذا لا يعني أي شيء لأنني إذا وجدت راحتي وكان موسمي الأول ناجحا فسأجدد عقدي وأبقى أجدد بعينين مغمضين حتى أنهي مشواري في المولودية. كما قلت لكم في وقت سابق أنا لا أعتبر نفسي غريبا عن الفريق ويُمكن القول إنها بمثابة عودة إبن إلى بيته ولا أخفي عنكم أنني سعيد جدا بهذه العودة”. “متعوّد على المنافسة وسأضع خبرتي تحت تصرف المولودية محليا وقاريا” وفي سؤال آخر وجهناه إلى بلخير حول ما إذا كان لا يخشى المنافسة في ظل وجود أربعة إلى خمسة لاعبين ينشطون معه في نفس المنصب، رد بلخير قائلا: “حتى في شبيبة بجاية أو شبيبة القبائل كان هناك لاعبون كبار ومع ذلك فلا أقلق إطلاقا، بالعكس المنافسة الشريفة تجعلك تعمل أكثر فأكثر حتى تكون جاهزا دوما، كما أنه أصبحت لديّ خبرة طويلة بحكم أنني لعبت في عدة أندية كبيرة وشاركت في منافسات إفريقية وهو ما سأحاول أن أضعه تحت تصرف المولودية سواء في البطولة أو في دوري أبطال إفريقيا بإذن اللّهٍ”. ----------------------- سنوسي، قابلة، وامان وبلخير مسرّحون أعلنت إدارة مولودية الجزائر صبيحة أمس عن قائمة المسرّحين التي حققت إجماع المسيرين والطاقم الفني، حيث ضمت أربعة لاعبين فقط بعدما ظل البعض يتحدث عن وجود ستة أسماء، حيث يوجد المدافع الأيمن سنوسي بوزيان مثلما انفردت به “الهدّاف” منذ مدة، الحارس رضا وامان الذي يوشك على العودة إلى فريقه الأول مولودية وهران، بالإضافة إلى ابن الباهية الآخر عبد النور بلخير الذي كان تسريحه منتظرا بعد انخفاض مستواه بشكل رهيب، ليحدث اللاعب الشاب قابلة المفاجأة بتسريحه حيث يعد بالكثير، وأكد لنا الكثيرون أن تسريحه لا علاقة له بالجانب الرياضي. غريب يقنع “ميشال” ويحتفظ ب عطفان وحمرات إذا كان ميشال قد أقنع غريب بضرورة التعاقد مع اللاعب المغترب علي بولبدة رغم أنه يبلغ من العمر 30 سنة، فإن غريب كان ذكيا هو الآخر وأقنع ميشال بأن يحتفظ ب حمرات وعطفان الذي كان إبقاؤه أمرا مفهوما لأنه كلف خزينة “العميد” الكثير ولم يقدم شيئا، ويأمل المسيرون أن يفجر اللاعب إمكاناته هذا الموسم. لكن الإحتفاظ ب حمرات يعتبر قمّة “السوسيال“ لأن هذا اللاعب القادم من بواسماعيل لم يقدم ما يستحق الذكر، وهناك عدة لاعبين من الأواسط أحسن منه بكثير. عاشوري، بن عامر ومخازني عادوا من جنوب إفريقيا عاد المدرب المساعد كمال عاشوري ومدرب الحراس مراد بن عامر ومدرب الأواسط محمد مخازني إلى أرض الوطن عشية أول أمس، قادمين من جنوب إفريقيا بعدما اختارهم المسيّرون لمؤازرة “الخضر“ -حسب تعليمات “الفاف“ التي تحملت تكاليف سفرهم- وكان عاشوري حاضرا أمس في “فيلا“ الشراڤة، حيث حضر مراسيم توقيع لاعب شبيبة بجاية محمد أمين على عقده. معريف لم يفقد الأمل في إقناع حدّاد لأجل المساهمة في الشركة ذات الأسهم رغم أن رجل الإعمال علي حداد حسم مستقبله بصفة نهائية وقرر الإنضمام إلى عائلة إتحاد العاصمة في مشروع الإحتراف بعد أن عرف رئيس هذا الأخير سعيد عليق كيف يقنعه وبعد أن شعر أنه لم يكن مرغوبا فيه من طرف بعض أعضاء جمعية المولودية الذين عارضوا انضمامه بشدة، إلا أنه حسب ما علمته “الهدّاف” من مصادرها الخاصة فإن الرئيس الشرفي لمولودية الجزائر رشيد معريف لم يفقد الأمل في إقناع حداد بالعدول عن قراره والعودة إلى أسرة المولودية، حيث يبقى على اتصال دائم به، وحسب ذات المصدر فإن حداد طلب منه أن يفكّر مجدّدا وهو يسأل حاليا إذا ما كان القانون يسمح له بشراء أسهم في شركتي المولودية والإتحاد معا. عمروس ينتظر رده النهائي قبل عقد الجمعية التأسيسية وإذا كان المسيّر عمر غريب يريد تطبيق قانون الإحتراف فقط واقترح على بعض الأعضاء الفاعلين عقد الجمعية التأسيسية للشركة التجارية والرياضية ذات أسهم بملبغ 100 مليون، وهو الحد الأدنى الذي ينص عليه دفتر شروط الاحتراف، فإن عمروس لا يسير معه في نفس الخط ويريد تأسيس جمعية على أسس صحيحة وإحداث نقلة نوعية في تاريخ العميد بتحويله من مجرد نادٍ هاوٍ إلى شركة تجارية ورياضية ولذلك فقد رفض عمروس تحديد تاريخ عقد الجمعية العادية لأجل مناقشة مشروع الإحتراف إلى غاية حصول معريف على الرد النهائي لحداد الذي يريده أن يكون الشريك الرئيسي للفريق في مشروع الإحتراف ووعده بالحصول على 51 بالمائة من الأسهم مقابل مبلغ مالي يفوق 20 مليار سنتيم. سوناطراك تريد أن تكون المموّل الرئيسي في مشروع الإحتراف من جهة أخرى أبدت الشركة النفطية سوناطراك استعدادها لتكون الشريك الرئيس لمولودية الجزائر في مشروع الاحتراف، وتنتظر فقط إنشاء الجمعية التأسيسية وموافقة الخبير القانوني على رأس مال الشركة الافتتاحي من أجل التقدم لشراء أكبر حصيلة ممكنة من أسهم العميد لتستعيد بذلك حقها الضائع لمّا كانت المموّل الرئيسي للفريق خلال العشرية الماضية، قبل أن تراجع سياستها المالية الموسم الفارط وتمنح العميد مبلغ700 مليون فقط بقرار من وزير الطاقة والمناجم خليل شكيب الذي طلب تخفيض قيمة مساعدات العميد وتقسيم المبلغ المتبقي على النوادي الأخرى، وهو ما أثّر سلبًا على علاقة الفريق بالشركة النفطية، وهدّد المسيّرون يومها بنزع شعار سوناطراك من فوق قمصان اللاعبين لولا تدخل بعض العقلاء.