هل لا زلت تفكر في أجواء المونديال؟ من غير الممكن نسيان أجواء المونديال المفعمة بالمشاعر القوية، خاصة أنها شكلت عهدا جديدا لي مع المنتخب الوطني. ما هي الأمور التي لا تزال راسخة في ذهنك؟ كل شيء في المونديال يبقى راسخا في ذهني، حيث لا يوجد ما تستطيع نسيانه مع المنتخب الوطني منذ استدعائي لأول مرة لإجراء التربص التحضيري في سويسرا ولعب المباراة الودية أمام ايرلندا التي كانت أول مرة أرتدي فيها القميص الوطني وصولا إلى المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا ولا أنسى أيضا الاستقبال الرائع الذي خصصه لنا الجمهور الجزائري، في الحقيقة هناك مواقف كثيرة ستبقى راسخة في ذاكرتي. اختر لنا موقفا تأثرت به كثيرا؟ أول موقف أثر فيّ كثيرا هو الكيفية التي استقبلت بها عندما انضممت إلى المنتخب من طرف اللاعبين القدامى في الفريق، حيث سهّلوا لنا الاندماج نحن الجدد أكثر مما كنت أتصوّر وشعرت كأنني ألعب في المنتخب منذ عدة سنوات. في الحقيقة شعرنا كأننا إخوة وليس مجرد لاعبين. الموقف الثاني هو في مباراة ايرلندا لأنها كانت أول مرة ألعب فيها للفريق الوطني وسماع النشيد جعلني أشعر بإحساس قوي واسترجعت عدة محطات من حياتي مثل طفولتي وأصدقائي إلى اللحظة التي دافعت فيها عن الألوان الوطنية. الموقف الآخر الذي سيبقى في ذهني هو لقاء سلوفينيا في كأس العالم وعزف النشيد الوطني وهي اللحظة التي أعجز عن التعبير عنها. كيف تقيّم مشاركة المنتخب الوطني في المونديال ومشاركتك أنت؟ أفضّل الحديث عن مشاركة المنتخب الوطني بصفة عامة التي كان الأداء فيها جيدا، أما من ناحية النتائج التقنية لم تكن جيدة حيث كنا نطمح إلى تحقيق أكثر لكن لا يمكننا لوم أحد سواء اللاعبين أو الطاقم الفني أو حتى المسيرين لأن الكل بذل جهودا جبارة، ولا ننسى أيضا أننا لعبنا أمام منتخبات قوية سواء سلوفينيا، الولاياتالمتحدة أو انجلترا. ما هي الأجواء التي كانت سائدة بين اللاعبين؟ بصراحة الأجواء كانت أخوية ورائعة بين كل اللاعبين سواء أثناء التدريبات أو المباريات وحتى خارج الميدان وهذا يعود إلى تكاثف اللاعبين فيما بينهم وحتى الطاقم الفني والاتحادية اللذين سمحا لنا التحضير في مراكز جيدة وفي ظروف رائعة. ماذا يمكنك أن تقول عن المدرب رابح سعدان؟ المدرب سعدان بمثابة أب لنا نحن اللاعبين، ففضلا عن كفاءته وخبرته الطويلة في الملاعب فهو أيضا الشخص الذي يوجهنا وينصحنا، حتى آرائه صائبة وفي محلها ويعرف أيضا كيف يسير اللعب. البعض يقول إنكم كنتم قادرين على تحقيق نتائج أفضل في المونديال، ما هو ردك؟ هذا يعني أن الجمهور الجزائري يقدر إمكاناتنا ويضع فينا ثقته الكاملة وهذا أمر جيد لنا ويشجعنا على العمل أكثر. من المنطقي جدا أن الجماهير تطلب دائما الأفضل وهذا ما كنا نريده نحن أيضا لأننا طموحين وأيضا من أجل إسعاد الشعب الجزائري الذي يستحق كل ما هو جيد ويستحق أيضا التضحيات. بالإضافة إلى أننا نلعب من أجل تشريف الراية الوطنية ومستعدون لسكب دمائنا قبل عرقنا من أجل الجزائر. وهناك أمر آخر أود إضافته. تفضّل... أريد أن أستحضر صورة لن أنساها أبدا وهي في المطار عند وصولنا إلى الجزائر قادمين من جنوب إفريقيا في ساعة متأخرة من الليل، فقد وجدنا الجماهير الجزائرية تنتظرنا بحفاوة وحماس وهذا ما يؤكد الوفاء الذي يكنه الشعب الجزائري لمنتخبه. والآن وأنا أحدثك جاءت بين عينيّ تلك المرأة في المطار وهي تحمل ولديها الصغيرين أحدهما لا يزال رضيعا. كيف وجدت الأجواء في الجزائر؟ الأجواء كانت رائعة، فالجمهور كان في كل مكان سواء في العاصمة وأيضا في زيغود يوسف بقسنطينة أين كان الاستقبال الذي خصتني به السلطات المحلية رائعا، وأذكر حين كنت على شرفة إحدى البنايات مع المسؤولين والجمهور كان في الأسفل، فإذا بأحد الشبان أراد أن يأتي إليّ لكي يأخذ معي صورة فوجد الباب مغلقا فصعد اليّ مباشرة إلى الشرفة وهذا ما يؤكد المكانة التي يوليها الشعب الجزائري لمنتخبهم. كيف ترى مسيرة المنتخب الوطني في المستقبل؟ من وجهت نظري المسيرة المستقبلية ستكون طيبة خاصة أن اللاعبين الجدد مثلي سيندمجون أكثر في المجموعة وسنؤدي مشوارا أفضل من قبل خاصة في التصفيات القادمة والتي يجب ألا نخيّب فيها ظن الأنصار. ألم تكن ترغب اللعب أكثر في المونديال؟ كل اللاعبين كانوا يريدون المشاركة وتقديم الإضافة للفريق، لكن الرأي الصائب دائما هو رأي المدرب الذي يضع الخطط ويعرف كيف يستعمل اللاعبين. من جهتي أنا فخور بمنتخب بلدي وبالتالي لم أطلب أكثر وأنا تحت تصرف المدرب، والوقت الأفضل الذي أدخل فيه هو الوقت الذي يراه المدرب مناسبا. بالمناسبة أنا سعيد جدا اليوم لأن زيارتك تزامنت مع وصول دعوة المنتخب للمشاركة في التربص الذي سيدوم من 8 إلى 12 أوت والذي سنخوض فيه مباراة ودية أمام الغابون. عند رجوعك من المونديال، ماذا قالوا لك في ايطاليا؟ رئيس النادي هنّأني كثيرا على مشاركتي مع المنتخب الوطني في المونديال وقال لي إننا لم نكن سيئين، وأضاف لي أنه تابع مباراة ايرلندا التحضيرية والتي شاركت فيها أساسيا وتابع أيضا مبارياتنا الثلاث التي خضناها في المونديال باعتباري ممثل نادي ليتشي في هذه المنافسة، حتى أن المسيرين قابلوني بالشعور نفسه وهذا ما شكّل لي مصدر فخر. وكيف كان رد فعل زملائك؟ رفاقي أبدوا فرحة عارمة بمشاركتي في المونديال وهنّؤوني على هذا، وأصبحوا يعلقون إذا ضيعت كرة أو أخطأت في التدريبات بعبارة: “هكذا يا المونديالي؟”. كيف تتوقع أن يكون الموسم المقبل مع ليتشي؟ هذا أول موسم لي في serie A (الدرجة الأولى الايطالية) ومن المتوقع أن لن يكون سهلا، ولكني في المقابل لست خائفا من ذلك وأنا واثق من قدراتي وسأبرهن على ذلك، لكن أعلم أني مطالب بالتحضير الجيد وهذا ما نقوم به حاليا في التربص الذي بدأ منذ أسبوع. ألا تخشى مواجهة الفرق القوية في الدرجة الأولى؟ بالطبع لا، نحن قادرون على مواجهة أي فريق كان وهذا ما يحتمه اللعب في المستوى العالي، هذا العام (أي 2010) وكما أكدته سابقا يعد منعطفا حاسما في مسيرتي الكروية وحياتي لأني صعدت مع ليتشي إلى الدرجة الأولى وشاركت في المونديال مع منتخب بلدي الجزائر وهذا ما يعد أمرا رائعا. الآن وأنت في الدرجة الأولى، ما هو ردك إن جاءتك عروضا من الأندية القوية؟ أنا الآن أفكر في مشواري مع فريقي ليتشي ومع المنتخب الوطني المقبل على تحديات مقبلة، كل شيء يأتي في وقته ولا أريد أن أستبق الأحداث. أنت في ليتشي وغزال في باري، ومعروف عن داربي “بوليا” (بين هذين الناديين) أنه لقاء حماسي، كيف ستكون المواجهة بينكما؟ أعلم جيدا القيمة التي توليها جماهير ليتشي للقاء الذي يجمعنا بفريق باري، حيث ينتظرون موعد إجرائه على أحر من أجمر... غزال مهاجم وأنا مدافع وبالتالي ستكون المواجهة مباشرة بيننا ولقد سبق لنا الحديث في هذا الأمر والفوز للذي يستحقه. ما رأيك في قضية انتقال نذير بلحاج إلى السد القطري؟ بلحاج أدى ما عليه مع المنتخب وقدم مردودا رائعا وأكد أنه يملك إمكانات عالية، وانتقاله إلى نادي السد القطري كان بمحض إرادته وهو حر وأدرى بالنادي الذي يلعب فيه.