سعدان سيستدعي جبّور، لحسن، الشاذلي ومترف وربّما بن يمينة إلى لقاء صربيا توحي كلّ المؤشرات أنّ الناخب الوطني رابح سعدان لن يستفيد من كل أوراقه المعتادة خلال المباراة الودية المزمع خوضها مع مطلع الشهر القادم أمام المنتخب الصربي، والسبب يعود -وكما هو معلوم- إلى شبح الإصابات الذي ألقى بظلاله من جديد على تعداد “الخضر” خلال الدورة الإفريقية الأخيرة بأنغولا وبعدها.. فبعد أن تأكدنا رسميا من غياب الجناح الأيسر ياسين بزاز عن “المونديال” القادم إثر الإصابة التي تعرض لها في “لواندا”، ها هي عيادة “الخضر” تستقبل لاعبين جديدين لن يغيبا عن نهائيات “المونديال الإفريقي”، لكنهما سيغيبان حتما عن اللقاء الودي أمام المنتخب الصربي والأمر يتعلق بصانع الألعاب مراد مغني الذي عاودته الإصابة من جديد - مثلما أشرنا مؤخرا-وكذلك عامر بوعزة المحترف في نادي “بلاكبول” الإنجليزي، والذي تعرض وكما هو معلوم إلى إصابة على مستوى العضلة المقربة، وهما الإصابتين اللتان أخلطتا أوراق المدرب رابح سعدان الذي سيكون هذه المرة أمام حتمية تعويض هذين اللاعبين على الأقل في اللقاء الودي المقبل أمام المنتخب الصربي. سعدان كان يرغب في الإستنجاد بعنصرين، لكن الظروف ستفرض عليه رفع العدد ونتذكر جميعا بالعودة قليلا إلى الوراء أنّ المدرب الوطني رابح سعدان وخلال خرجتيه الأخيرتين على الشاشة الصغيرة في حصة “كلام في الرياضة” سهرة يوم الخميس المنصرم وعلى القناة الإذاعية الثالثة صبيحة يوم الجمعة، قال بصريح العبارة إنه لن يلجأ إلى إحداث تغييرات عديدة على مستوى التشكيلة، وأنه سيكتفي بإحداث تغييرين فقط لا أكثر ولا أقل، غير أن الظروف الحالية ستفرض عليه الآن أن يحدث أكثر من تغييرين بعد إصابة مغني وبوعزة وتأكد عدم مشاركتهما في لقاء صربيا الودي، ليصل بذلك عدد التغييرات مؤقتا فقط إلى أربعة باحتساب من سيعوض كل من بزاز المصاب أيضا ولموشية الذي تم التخلي عنه لأسباب انضباطية، وربما إلى أكثر من ذلك حسب ما توحي به الظروف والمؤشرات. لحسن مكان لموشية مفروغ منه، لكن لابدّ من إقناعه وسيكون مهدي لحسن وسط ميدان “سانتاندير” الإسباني أكبر المرشحين لتدعيم تعداد “الخضر” وتعويض غياب لموشية الذي سيطول إلى إشعار آخر، بعد أن قرر سعدان وأعضاء مكتب “الفاف” التخلي عن هذا الأخير لأسباب انضباطية عقب ما حدث بينه وبين الناخب الوطني في أنغولا، غير أن انضمام لحسن وكما كشفنا عنه أمس لن يكون بالسهولة التي يتصورها البعض، لأن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها أول أمس عبر “الهداف” جاءت لتؤكد أن الغموض لازال يكتنف مستقبله مع “الخضر”، وقطعت الشك باليقين للجميع بأن اللاعب تأثر حقا مما قيل في حقه من طرف رفاق عنتر يحي في وقت سابق، وما إصراره على ملاقاة سعدان لوضع النقاط على الحروف معه في هذه القضية لخير دليل على ذلك، وبذلك فلا بد من مفاوضات عسيرة هذه المرة لإقناعه بالمجيء، وهو ما يتطلب ضمانات من طرف المسؤولين بأن يجد مناخا ملائما داخل المجموعة يجعله يتأقلم بسهولة، وأن يجد كل الترحاب من رفاقه لاسيما من أولئك الذين انتقدوا مجيئه في وقت سابق، وألا يخلق مجيئه أي متاعب أو انشقاقات أو مشاكل داخل المجموعة. جبور عائد وعودته القوية عجّلت بالأمر ثاني اللاعبين المقرر أن يوجّه لهم سعدان دعوة الحضور والمشاركة في لقاء صربيا الودي، هو رفيق جبور العائد بقوة إلى مستواه في الآونة الأخيرة مع ناديه اليوناني “آيك أثينا”، حيث صارت عودته بفضل ذلك قضية أيام قليلة في انتظار الإعلان الرسمي عن القائمة الرسمية في المستقبل القريب جدا، وليست عودة جبور القوية إلى سابق عهده وتسجيله أهدافا حاسمة لفريقه مؤخرا هي ما سيعجل بعودته، بل أن المجال صار مفسوحا له لذلك بعد الإصابة التي تعرض لها بزاز خلال “الكان” الأخيرة، وهي الإصابة التي ستبعده عن لقاء صربيا ونهائيات كأس العالم معا. إصابة مغني تُعجّل بعودة الشاذلي ويسير صانع ألعاب ماينز الألماني عمري الشاذلي بخطى ثابتة نحو العودة إلى تعداد المنتخب الوطني بداية من المباراة الودية المزمع خوضها أمام صربيا، فبعد أن كان اسمه يتداول بشدة للعودة إلى التعداد، ها هي الإصابة التي عاودت صانع الألعاب مراد مغني تعجل هذه المرة بعودته الأكيدة إلى صفوف “الخضر”، حيث علمنا أن سعدان وبعد أن تأكد من غياب مغني عن لقاء صربيا إثر معاودة الإصابة القديمة له، قرر الاستنجاد بعمري الشاذلي الذي سيكون أمام فرصة من ذهب لحجز مكانته من جديد وهو الذي ذهب في وقت سابق ضحية الإصابة الخطيرة التي تعرض لها الموسم الفارط والتي أدت إلى ابتعاده عن أجواء المنافسة الرسمية لفترة لم تقل عن ستة أشهر. مترف ممكن جدا وبن يمينة قد يحصل على فرصته ولن تكون الأسماء الثّلاثة التي ذكرناها الوحيدة التي من المحتمل جدا أن تحظى بثقة المدرب رابح سعدان خلال اللقاء الودي أمام صربيا، لأن هناك أسماء أخرى تم تداولها بشدة في وقت سابق، ويبدو أن الوقت صار مناسبا في ظل الإصابات التي نخرت أجساد لاعبينا لتجريبها ومنحها فرصتها، لعلنا نجد فيها المواصفات التي تسمح بإعطاء نفس جديد للمنتخب الوطني، والأمر يتعلق بوسط الميدان الأيسر حسين مترف الذي وضع قبيل دورة أنغولا في القائمة الاحتياطية، وها هو قد يجد نفسه ضمن القائمة في حال ما إذا تم استدعاء 23 لاعبا للقاء صربيا لاسيما وأنه لاعب متعدد المناصب ويجيد اللعب جيدا في المنصب الذي تعوّد الثنائي المصاب بوعزة -بزاز على شغله في الرواق الأيسر الأمامي ل“الخضر“، ولعل ما يعزز هذا الطرح هو أن “الخضر“ سوف يفتقدون في تلك المباراة للاعبين يجيدون اللعب على الجهة اليسرى بعد إصابة الثنائي الأخير، ومترف يعد أكبر مرشح لتولي ذلك المنصب ولو مؤقتا في هذه المباراة الودية التحضيرية، لاسيما أنه كان قبيل “الكان” ضمن قائمة اللاعبين الاحتياطيين. كما من الممكن جدا أن يستنجد سعدان برأس حربة إتحاد برلين كريم بن يمينة الذي قد يعجل العجز الذي أبدته القاطرة الأمامية في “الكان” الأخيرة بتوجيه الدعوة له بداية من لقاء مطلع شهر مارس المقبل، ولن يخسر سعدان شيئا بتجريبه والوقوف على إمكاناته الحقيقية التي قيل عنها الكثير، على أن يصدر حكمه النهائي حول الاحتفاظ به من عدمه بعد ذلك، وفي انتظار كل هذا علينا جميعا أن ننتظر القائمة النهائية التي سيعلنها سعدان بعد أيام قليلة من الآن.