في الوقت الذي يعرف الشارع الكروي الجزائري هدوءا محسوسا في الآونة الأخيرة، اتجهت أنظار العديد من متتبعي الكرة إلى تحضيرات الأندية سواء داخل الوطن أو خارجه، خاصة إلى ما يفعل البعض من لاعبينا الدوليين في الفترة الراهنة في أوروبا مع أنديتهم، وبغض النظر عن غزال، مطمور، عنتر يحيى، بوڤرة والآخرين ممن ألفهم الجمهور الجزائري، نجد لاعبين آخرين جزائريين لكن مصيرهم مع “الخضر” غامض في صورة براهيمي، طافار وبلفوضيل، حيث يواصل هؤلاء عزفهم المنفرد في أنديتهم وتألقهم على أكثر من صعيد في الآونة الأخيرة. الإعلام الفرنسي: “طافار الموهبة يضع الزرق في نصف النهائي” هذا أحد العناوين التي كانت كلها تمدح مهاجم “ليون“ ذا الأصول الجزائرية يانيس طافار، الذي نجح بعد تسجيل هدفه في مرمى انجلترا من تأهيل “الديكة” إلى الدور نصف النهائي من أورو أقل 19سنة. فبالإضافة إلى العنوان البارز والذي تناقلته وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وهو: “طافار يضع الزرق في نصف النهائي”، لعل من أبرز ما قرأنا هو تعليق جريدة “لونيون” التي كتبت بالبنط العريض: “يا إلهي على طافار”، والتي وصفته باللاعب الذي سينسي أنصار “ليون“ في المهاجم كريم بن زيمة، ما يدل على المكانة التي أصبح يحتلها هذا اللاعب في الأوساط الإعلامية الفرنسية المعروفة، والحرب النفسية التي يشنها البعض ممن يريدون منع التحاق طافار ب”الخضر” في الآونة الأخيرة، والتي يخشى الكثير من الجزائريين أن تحقق أهدافها لو يبقى مسيرونا مكتوفي الأيدي. “سميريكي“ تجنّب مهزلة أكيدة ولعل المدرب سميريكي يكون قد استخلص الدرس بعد أن همّش طافار في المواجهة الأولى، ومما لا شك فيه أن الانتقادات التي صاحبت ذاك الخيار كانت من بين العوامل التي جعلت مدرب منتخب فرنسا لأقل من 19 سنة يقرر تغيير نظرته وسياسته تجاه طافار، ويكون بذلك قد جنّب نفسه مهزلة حقيقية لم يكن ليخرج سالما من مخالب الانتقادات المعروفة في الأوساط الإعلامية الفرنسية، وبالتالي يمكن أيضا أن يكون قد تلقى أوامر من الجهات الوصية في فرنسا بعد أن نجح روراوة في ضم بودبوز إلى “الخضر”، ولو أن الأكيد أن قناعة اللاعب هي التي ستحدد هذه الأمور، وإذا أراد اللعب للجزائر-والتي لن يجد أحسن منها- فإن ذلك سيتحقق ولو كانت هناك آلاف العراقيل. بلفوضيل أبهر الجميع أمام جوفنتوس لاعب آخر لا بد من الإشارة إلى أنه موهبة بأتم معنى الكلمة والتحاقه ب”الخضر” سيكون صفقة ناجحة بكل المقاييس. ويتعلق الأمر بالمهاجم إسحاق بلفوضيل صاحب 19 ربيعا، والذي شارك مع فريقه “ليون“ أول أمس أمام العملاق الإيطالي “جوفنتوس“ في إطار استعدادات أشبال “بويال“ للموسم الجديد، فمن شاهد الجزائري الأصل يتأكد أن إدماجه ضمن محترفي النادي الفرنسي هذا الموسم لم يأت من العدم، ووقف الند للند أمام مدافعي “السيدة العجوز” وقاوم لوحده الدفاع الإيطالي، كما كان وراء العديد من اللقطات الخطيرة التي صنعها رفقاؤه طيلة الدقائق التي لعبها. طريقة حديث كلود بويال معه توضّح المكانة التي يتمتع بها وما شد انتباهنا أيضا قبل دخول بلفوضيل هي الطريقة التي تحدث بها مدربه “كلود بويال“ معه، والتي منحت الانطباع أن بلفوضيل سيكون من بين الأوراق المهمة التي سيعتمد عليها الموسم القادم، خصوصا أن العديد من المؤشرات دلت على ذلك في فترة ليست ببعيدة، عندما كان المدرب الفرنسي يقحمه في أقوى مباريات كأس رابطة أبطال أوروبا، ما يعني أن أسهم بلفوضيل ارتفعت منذ تلك الفترة، وسيتتبع الجمهور الجزائري أخبار هذه الظاهرة في البطولة الفرنسي وحتى في رابطة الأبطال الأوروبية، حينها فقط ستتعالى الأصوات التي ستطالب بضمه إلى “الخضر”. ستيفان دالما: “ابراهيمي مكسب حقيقي ل ران” ورغم حداثة التحاقه بنادي “ران“ الفرنسي قادما إليه من “سوشو“، إلا أن “ستيفان دالما“ أدلى بتصريح برهن وللمرة الألف من خلاله على صحة الأخبار التي تقول إن ابراهيمي من اللاعبين الذين سيزلزلون هجوم ل”الخضر” في حال قدومه، حيث أشار “دالما“ في تصريحه لموقع النادي قائلا: “لم أكن أعرف ابراهيمي جيدا لكني سمعت بعض الأصداء عنه عن طريق وسائل الإعلام، وبعد المباريات الودية التي لعبناها برهن لي عن صحة كل ما قيل بشأنه، ويجب عليه أن يواصل العمل حتى يفرض نفسه مع التشكيلة، وهو مكسب حقيقي ل “ران“ وسيكون له شأن كبير في المستقبل”. وكلام مثل هذا من اللاعب المخضرم “دالما“ يعني الكثير، وهو رسالة مباشرة إلى مسيرينا، خاصة أن ابراهيمي لم يغلق باب الانضمام إلى “الخضر” .في انتظار استفاقة فغولي كما أن الوجه الذي ظهر به فغولي إلى غاية الآن مع “فالانسيا“، لا يعني بالضرورة أن مستواه ضعيف بقدر ما هي فترة فراغ عادية في مسيرة لاعب شاب تنقل من بطولة فرنسية تمتاز بخصوصيات مختلفة عن “الليغا” الإسبانية من كل الجوانب، ما يجعل مسألة عودة بروز فغولي إلى أوج إمكاناته مسألة وقت فقط، ولا شيء سيمنعه من فعل ذلك خاصة بعد الوجه المقبول الذي ظهر به الموسم الفارط مع ناديه السابق “ڤرونوبل“، ولولا الإصابات التي عانى منها لشاهد الجميع مستوى أفضل من الذي أظهره زميل أكرور السابق. تضييع هؤلاء سيكون خسارة كبيرة ل الجزائر وحتى لا نكتفي ب بودبوز، فإن مطلب جميع الجزائريين في الآونة الأخيرة هو ضرورة الإسراع في غلق الطريق أمام فرنسا كي لا نلوم أنفسنا بعد ذلك، بما أن الخطوة التي قام بها بودبوز لما رفض فرنسا والتحق ب”الخضر”، دليل قاطع على أن روراوة ومن معه قادرون على إقناع بلفوضيل، طافار، فغولي وابراهيمي، بما أن الفرصة مواتية وطريقة حديث رئيس “الفاف” الديبلوماسية ستكون الورقة التي قد تضمن لنا الرباعي، الذي لا يريد أي جزائري أن يراه يبتعد عن المنتخب الجزائري والذي يمثل موطنهم الأصلي.