في قاعة الانتظار لفندق “نوفوتال” بكايزرسلاوترن، التقينا اللاعب الجزائري الدولي عمري الشاذلي حيث أجرينا معه هذا الحديث المطول والمثير.. إذ يعود اللاعب إلى أسباب اختياره نادي كايزرسلاوترن وكذا عدم استدعائه للمنتخب الوطني منذ مدة طويلة. “إخترت كايزرسلاوترن لأنه يُمكّنني من الذهاب بعيدا” “إنتقال بلحاج يشبه حكاية السيارة، الكل يراها جميلة، لكن لا أحد يتجرّأ على اشترائها” في البداية، نتحدث عن ناديك الجديد، حيث التحقت هذه الصائفة بنادي كايزرسلاوترن. منذ التحاقي به في شهر ماي الماضي، اندمجت بصورة طبيعية وجيدة، حيث استقبلت بحفاوة ولم ينقصني شيء، حتى القدامى ساعدوني جيدا في الدخول مع المجموعة. كيف أمضيت لهذا النادي العريق؟ لقد تكفل وكيل أعمالي بكل شيء، وذلك قبل أشهر عديدة، ثم انتظرنا نهاية الموسم للتحدث مع المدير الإداري للنادي وكذا مدربه، حيث أقنعاني بالإمضاء ووجدنا سويا أرضية اتفاق... ليكن في علمكم أن هذا النادي توج الموسم الماضي بلقب الدرجة الثانية الألمانية وصعد ضمن أندية النخبة، وهو أحد العوامل التي ساهمت في التحاقي به. ولماذا اخترت هذا النادي بالذات؟ مثلما سبق لي أن ذكرته، لما رأيت المدرب متمسكا بي لم أتردد لحظة في الالتحاق بالنادي، كما لا تنسوا بأن “كايزرسلاوترن” ناد عريق وأكثر شهرة من “ماينز”، وكل لاعب يحلم بحمل ألوانه، بالإضافة إلى قرب المدينة من مقر سكناي، وهي عوامل ساهمت بقدر كبير في اختياري له، خاصة وأنه صعد هذا الموسم للدرجة الأولى. وهل تتمنى بعث مشوارك من جديد؟ بطبيعة الحال، وأتمنى أن أتخلص هذا الموسم من شبح الإصابات حتى أؤدي إن شاء الله موسما ناجحا، ثم إن بقائي بنادي “ماينز” لمدة أربع سنوات فيه الكفاية، وأنا متشوق لاكتشاف أحاسيس جديدة وإعطاء نفس ثان لمشواري الرياضي. ألم تكن متشوقا لاكتشاف بطولة جديدة؟ لا، لأني وجدت راحتي في ألمانيا وكل شيء يسير على أحسن ما يرام، لذلك ليس هناك سبب يدفعني لمغادرة “البوندسليڤا”. ما هي أهداف نادي كايزرسلاوترن في موسم 2011-2010؟ ضمان البقاء يعد من أولويات مسؤولي النادي، وليست لنا أهداف أخرى. وطموحك الشخصي؟ أداء موسم جيد بدون إصابات، مع خوض أكبر عدد ممكن من المباريات كأساسي، ومساهمتي في تحقيق البقاء، هذه هي باختصار أهم طموحاتي. نعرج الآن على المنتخب الوطني، فبعد عامين ونصف، تم استدعاؤك بمناسبة اللقاء الودي أمام صربيا، لكنك لم تلعب بسبب الحمى، هل تؤكد بأن هذا المرض حال دون مشاركتك في اللقاء؟ أؤكد ذلك، وليست هناك أسباب أخرى، كنت بالفعل مريضا ولم أرغب في المجازفة بصحتي... أصابتني حمى مرتفعة الحرارة ونصحني الطبيب المعالج بعدم اللعب، وخلال الشوطين قست درجة حرارتي فكانت 39 درجة، ما حال دون مشاركتي في المباراة. بعد هذه المباراة، لم يتم استدعاؤك من جديد، كيف عشت ذلك؟ كنت أقول دائما “كل عطلة فيها خير”، سافرت يوم 10 ماي إلى الجزائر لزيارة عائلتي، وقضيت الأيام الأخيرة مع والدي “رحمه الله” قبل وفاته. لا شك أنك أحسست بالندم لعدم مشاركتك في المونديال. من جهة هذا صحيح، لأنه كانت لي فرصة المشاركة في المونديال، هذا لم يحدث، “الله غالب” لكنه المكتوب مثلما يقال. كيف تقيم مشوار المنتخب الجزائري في كأس العالم؟ إجماليا أعتبره طيبا، لكني مقتنع بأنه بشيء من الخبرة، كنا قادرين على كسب نقاط أكثر واجتياز الدور الأول دون أي مشكل، مع الأسف لم يتحقق ذلك. هناك من يقول إن المنتخب الجزائري كان ينقصه صانع ألعاب حقيقي، لو تم استدعاؤك، هل تعتقد بأنك كنت قادرا على تقديم الإضافة في هذا المجال؟ إنه من السهل الإدلاء بمثل هذه التصريحات من الخارج، مثلما سبق أن قلته، أبقى دائما تحت تصرف الفريق، وإذا كنت قادرا على مساعدة الفريق، فسأفعل ذلك عن طواعية، شريطة أن توضع في الثقة... هذا كل ما في الأمر، هناك مدرب وطني إذا اعتبر بأني لا أستطيع مساعدته أو ليس لي مكان ضمن التشكيلة، فسأحترم قراره لأنه هو من يقرر ولست أنا. لكن الجمهور الجزائري يبقى متفاجئا، حيث يقول بأن هناك خلاف بين سعدان والشاذلي، ما حال دون استدعائك بانتظام للفريق الوطني، ما هي الحقيقة؟ من جهتي، ليس لدي أي مشكل معه، من جهته الله أعلم، لا أدري، ثم لست لاعب مشاكل ولا من يمارس السياسة، كما أني عندما أستدعى للفريق الوطني، أقوم بواجبي ثم أرجع. هل تحدث معك المدرب الوطني عبر الهاتف وشرح لك خياراته؟ أبدا، منذ لقاء صربيا لم نتحادث أبدا في الهاتف. بصراحة، هل تفهم أسباب قرار المدرب؟ من جهتي أحاول أن أفهم فقط، لكن المهم أن أبقى دائما تحت تصرف بلادي. مع ذلك كنا نتوقع أن يكون اسمك ضمن قائمة اللاعبين المستدعين للقاء الغابون، لكن لا شيء من ذلك حدث... يجب أن تعلم بأني آخذ الأمور كما هي، لأني مرتاح البال دون أن أكترث لذلك، طالما أكون في صحة جيدة، فهو الأهم... المنتخب الوطني شيء إضافي، وسأكون دوما حاضرا للدفاع عن ألوان بلادي. لقد تم تجديد عقد المدرب سعدان لعامين إضافيين، ماذا تقول؟ قبل كل شيء، أقدم تهانيّ للمدرب، ثم إن كان هو المدرب أو غيره، فسوف ألبي الدعوة للدفاع عن ألوان وطني ولا شيء غيره، كما أن بقاءه يضمن الاستقرار ونتمنى جميعا أن يحقق الفريق الوطني كل أهدافه ويتأهل للدورة القادمة من كأس إفريقيا. لما تعلم بأن الجمهور الجزائري يتمنى عودتك لصفوف “الخضر”، كيف يكون شعورك؟ بطبيعة الحال، يؤثر في كثيرا، أشكر كل أنصار المنتخب الجزائري الذين ساندوني، إنه لشرف كبير وشيء جميل أن ترى الجزائريين يقدرون صفاتك. كيف تفسر العقم الذي أصاب الخط الأمامي للمنتخب منذ عدة مباريات؟ لست أنا من يجيبك عن هذا السؤال، ثم إني لست محللا أو تقنيا لأبدي رأيي حول هذه النقطة، ولست مستعدا للتدخل في الخيارات التكتيكية الخاصة بالمدرب والتي تبقى من صلاحياته. هل ستكون حاضرا في الملعب خلال لقاء الغابون؟ لا أستطيع، لأني سأكون مع فريقي لتحضير انطلاق البطولة التي ستكون عن قريب، لن يكون ممكنا هذه المرة. ما تعليقك حول التحاق صديقك نذير بلحاج بقطر. نذير ليس صديقي فقط، بل أخي... شخصيا، أقبل باختياره، ولو أني مدرك بأن الخيار كان صعبا، يجب ألا تصدقوا ما يكتب على صفحات الجرائد، بأن هذا النادي أو ذاك مهتم بلاعب أو لا أدري ماذا، الاهتمام قد يكون، لكن “الصح والو”، مثل أنك تريد بيع سيارة جميلة، ثم الجميع يقول بأنها فاخرة حقا، لكن لا أحد يشتريها في نهاية المطاف، والأمر الإيجابي هو أنه حقق اختياره الأول، لأنه في قطر لا يتم اشتراء أي لاعب، والدليل على ذلك الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها بلحاج. وما هو الجانب السلبي؟ صحيح أننا فضلنا أن يلعب بلحاج مع ناد أوروبي كبير، لكنه حقق اختياره، إن شاء الله سيجد طريقه، والمهم أن يحافظ على مستواه. لكن بلحاج يبرر اختياره بكونه جزائري، ما عرقل اختياره نحو أحد الأندية الأوروبية. لا أدري، ولو أنه صحيح نسبيا، لو كنت برازيليا مثلا، لكان من السهل لك اللعب في أي ناد أوروبي يناسبك. نعود الآن إلى فريقك، كيف كان استقبال الأنصار لك عند قدومك؟ الاستقبال كان جيدا والحمد لله، خاصة وأني جئت من فريق من أشد المنافسين له، والناس يعرفونني هنا حيث تمنوا لي حسن القدوم، والآن يبقى علي تأكيد إمكاناتي في الميدان لأستحق مكانتي مع الفريق. اللقاء المرتقب بين الفريقين سيكون في الجولة الثالثة، كيف ستستعدون لهذه المباراة؟ ستكون مباراة مميزة بالنسبة لي، لكن علينا أن نتنقل إلى “ماينز” لكسب النقاط الثلاث، صحيح ستكون الأمور غريبة لي، لكن سأحاول التأقلم معها. لاعبان جزائريان لعبا سابقا في نادي كايزرسلاوترن، ويتعلق الأمر بدحام وبوزيد اللذين لعبت معهما في المنتخب الوطني، هل اتصلت بهما قبل الإمضاء؟ لم أطلبهما قبل الإمضاء، لأني أعرف جيدا المنطقة والمحيط العام لهذه المدينة، سبق لي أن زرت دحام وبوزيد لما كانا مع هذا النادي، حيث كنت معجبا بأدائهما، ولما عدت للبلاد التقيت بنور الدين الذي هنأني على هذا الاختيار، أما اسماعيل فقد اتصل بي هاتفيا ليقدم لي تهانيه، على كل حال ترك اللاعبان أحسن الانطباعات لما كانا مع هذا النادي. ستحمل القميص رقم 10، أليس معناه ضغطا إضافيا بالنسبة لك؟ لما أحمل قميصا، لا أهتم بالرقم الموجود في الخلف، لأني أركز كل اهتمامي على عملي في الميدان وليس على شيء آخر حتى لا أجعل لنفسي ضغطا خاصا، لما قدمت هنا، أعطوني القميص رقم 10 لأنه كان شاغرا فقبلته دون أي مشكل. خلال حوار خصنا به المدرب، صرح لنا بأنك لاعب سريع وقادر على إعطاء الشيء الإضافي للفريق، ما هو تعليقك؟ لما التحقت بهذا الفريق، أدركت جيدا بأني أستطيع مساعدته، ولا أحد أرغمني على مغادرة “ماينز”، كنت قادرا على البقاء في فريقي الأول، لكني أردت خوض تجربة جديدة ومعرفة أحاسيس أخرى، لم أمض هنا من أجل الإمضاء فقط. لم تضيع وقتا طويلا لإظهار إمكاناتك مثلما يؤكده مردودك الكبير أمام نادي ليفربول يوم السبت الماضي... الحمد لله، أظن أني قدمت مردودا طيبا وأعطيت أحسن ما عندي، أتمنى أن أواصل على هذه الوتيرة، عند خروجي في (د 70) صفق لي الجمهور مطولا، ما ترك في نفسي انطباعا طيبا. بماذا نختم هذا الحوار؟ أقبل كل أفراد عائلتي، كما أحيي أنصار المنتخب الوطني وخاصة أولئك الذين ساندوني وبالأخص “ناس وهران ومغنية.