تسير الأمور في الطريق الصحيح نحو إمضاء صخرة دفاع المنتخب الوطني رفيق حليش في نادي فولهام الإنجليزي، ولعلّ ما يؤكد ذلك المستجدات التي طرأت أمس عندما أجرى لاعبنا الدولي آخر فحص طبي.. وهو فحص يضاف إلى الفحوص التي أجراها منذ وصوله، بالإضافة إلى دخول الأطراف المعنية المرحلة الأخيرة من المفاوضات لحسم الصفقة بصفة رسمية في الساعات القليلة القادمة. الفحص كان في المستشفى هذه المرّة وكما سبق أن كشفنا عنه في عدد أمس، فإن الحصّة التدريبية التي خاضها حليش أمس مع ناديه المستقبلي كانت متبوعة بفحوصات طبّية تضاف إلى الفحوص التي أجراها يومي الإثنين والثلاثاء الفارطين، غير أنّ مكمن الإختلاف هذه المرة، هو أن الفحوص الجديدة التي خضع لها أمس كانت في المستشفى، فيما كانت الفحوص الأولى بمصحّة بمركز النادي، وتجدر الإشارة إلى أنّ الفحوص التي أجراها إبن “باش جراح” هي آخر الكشوفات الطبية التي يقوم بها، حيث لم يتبق له الآن سوى انتظار ما ستسفر عنه آخر جلسات المفاوضات بين الوكالة المديرة لأعماله وإدارة فولهام، للإمضاء رسميا للنادي الإنجليزي. وصول مدير أعماله دليل على أنّ الصّفقة ستترسّم في الساعات القادمة وتسارعت الأحداث أمس، إذ أن الجديد أيضا هو وصول مدير الوكالة التي تدير أعمال حليش، إلى لندن من أجل ترسيم الصفقة، حيث أجرى ظهر أمس محادثات مع مسؤولي فولهام في جلسة قد تكون الأخيرة، لأن الطرفان كانا قد قطعا أشواطا كبيرة من المفاوضات قبل وصول حليش إلى إنجلترا، لتبقى بعض الأمور المتعلقة بأجوره الأسبوعية وغير ذلك سيتم الإتفاق عليها في الساعات القليلة القادمة، أو يكون قد تم الإتفاق حولها أمس، حتى يكلل ذلك بإمضاء حليش بصفة رسمية لصالح النادي اللندني، هذا وكشفت لنا مصادرنا الخاصة أنّ وصول مدير الوكالة المكلفة بإدارة أعمال وشؤون حليش إلى فولهام، دليل على أن الصفقة لم تتبق سوى تفاصيل أو جزئيات صغيرة قبل أن تتم بشكل رسمي. خاض لقاءات تطبيقية تألق فيها وقبل أن يحلّ وكيل أعماله بلندن، وقبل أن يخضع اللاّعب للكشف الطّبي الأخير، كان حليش قد تألق في الصبيحة خلال الحصة التدريبية التي أجراها مع ناديه المستقبلي من الساعة العاشرة ونصف، إلى منتصف النهار وربع، وهي الحصة التي عرفت العديد من المباريات التطبيقية المصغرة والخفيفة (7 لاعبين ضدّ 7 في ظرف زمني قدره عشر دقائق للمباراة الواحدة)، وكالعادة لعب حليش في منصب “اللبيرو” رفقة أصحاب الزي الأحمر (التشكيلة التي لعب معها ترتدي الأحمر) وتألق بشكل ملفت للانتباه، ما يوحي أنه عازم كل العزم على التألق والبروز في سماء البطولة الإنجليزية. بذل مجهودات كبيرة وتطوّر كثيرا ومقارنة باليومين الأول والثاني، فإنّ حليش بذل هذه المرة مجهودات جبارة للغاية، فرغم أنه في آخر حصة تدريبية له كان في أحسن أحواله، إلا أن تطورا كبيرا لمسناه حول مردوده خلال حصة أمس التي أخرج فيها كل ما في جعبته من قدرات وطاقات رغم أنه تدرب تحت تأثير الصيام وصعابه. بدا أكثر إرتياحا ولعب وكأنه قديم في النادي والأكثر من ذلك فإنّنا شعرنا بأن اللاعب السابق ل “ناسيونال ماديرا” كان مرتاحا جدّا خلال المباريات التطبيقية التي لعبها، إلى درجة أننا في بعض الفترات اعتقدنا أنه لاعب قديم يلعب في صفوف نادي “فولهام“ منذ فترة طويلة من الزمن، فاللاعب كان يصعد تارة ليساعد الهجوم، وتارة أخرى يساهم بتوزيعاته الطويلة والعرضية أيضا في تمويل المهاجمين بكرات دقيقة، فضلا على أنّه دفاعيا كان يلعب بثقة كبيرة كتلك التي تعود على اللعب بها مع “الخضر”، المهم أن إبن باش جراح كان أمس في أفضل أحواله وأيامه في انتظار إمضائه الرسمي في الساعات القليلة القادمة وفقط. حليش استرجع أنفاسه قبل التوجه إلى المستشفى أبى رفيق حليش إلاّ أن يسترجع أنفاسه بعد المجهودات الجبارة التي بذلها في الحصة التدريبية الصباحية، قبل أن يتوجه نحو المستشفى للخضوع إلى الفحوص الطبية الأخيرة، حيث توجه إلى الفندق الذي يقيم فيه، وأخذ قسطا من الرّاحة هناك قبل أن يتنقل بعدها للمستشفى. إيفان موديا رافقه إلى المستشفى ويبقى “إيفان موديا” التابع للوكالة المديرة لأعمال حليش رفيقه الدائم في كل الخطوات التي يقوم بها، إذ أنه أبى أمس هو الآخر إلاّ أن يرافقه إلى المستشفى لإجراء الفحوص، قبل أن يعود معه إلى الفندق مجددا بعدها. برودة في لندن وذلك ساعد حليش لم يعد حليش يتعب كثيرا مثلما كان عليه الحال في الأيام الأولى لدى وصوله إلى لندن، إذ أن تقلب الأجواء التي صارت باردة بعض الشيء، ساعده كثيرا وجعله يتدرب بصفة عادية دون أن يتأثر لا بالتعب ولا بالصيام، وتمنى حليش أن تبقى الأجواء على حالها إلى غاية نهاية شهر رمضان حتى يتفادى العطش والإرهاق، ويتسنى له الصوم في ظروف مناخية مريحة. صحفي سنغالي سعيد لتواجده مع كامارا تواجدنا في كلّ مرّة على مقربة من الملعب، استقطب اهتمام بعض الصحفيين الأجانب، ومن بينهم صحفي سنغالي تعرف علينا بأننا جزائريون جئنا من أجل صخرة الدفاع حليش، فراح يمدحه لنا خلال الحديث الذي جمعنا به، ويؤكد أنه لاعب كبير للغاية وسيكون مفاجأة نادي فولهام هذا الموسم، قبل أن يعرب لنا عن سعادته الكبيرة لأن حليش سيكون إلى جانب إبن جلدته “كامارا”. أغلبية لاعبي المنتخب يسألون عن حليش إذا كان حليش لا يردّ على المكالمات الهاتفية التي تأتيه من الجزائر لرغبته في تفادي الحديث مع الصحفيين وفقا للتعليمة التي أصدرتها إدارة ناديه المستقبلي من جهة، والوكالة المديرة لأعماله، إلا أنه يردّ على مكالمات رفاقه اللاعبين وبالأخص لاعبي المنتخب الوطني الذين يسألون عنه على الدوام منذ أن بلغهم خبر اقترابه من الإمضاء مع نادي “فولهام” الإنجليزي، وهو أمر أثلج صدر حليش كثيرا وجعله يتيقن من معزته ومكانته لدى رفاقه الدوليين الذين تمنوا له بالمناسبة التوفيق في مهمته في البطولة الإنجليزية. بوڤرة يُشجّعه ويؤكد له: “هي البطولة المناسبة لك” إذا كان اللاعبون يتصلون بحليش من حين لآخر في صورة زميله المقرب له في المنتخب يحيى عنتر، فإنّ بوڤرة هو الأكثر اتصالا به لتشجيعه من جهة، وللحديث معه حول الصفقة من جهة ثانية، وحسب ما علمناه فإن بوڤرة أكد له بأن مكانته في البطولة الإنجليزية التي تتناسب مع طريقة لعبه، وهو ما شجع حليش خلال الفترة الحساسة التي يمر بها قبيل الإمضاء. تركيزه شديد ولم يسمع بقائمة لقاء تانزانيا إلاّ عبر مبعوثنا قد يخطئ من يعتقد أنّ حليش يتواجد في إنجلترا من أجل التدرب وانتظار ترسيم الصفقة وفقط، بل أن تركيز اللاعب بدا لنا شديدا وكأنّ الأمر يتعلق بمنافسة رسمية سيخوضها بعد أيام، إذ تجده من الملعب إلى الفندق للركون للراحة، وهكذا يقضي أيامه هنا، ومن درجة تركيزه الشديد لم يعلم بأن الناخب الوطني قد أعلن عن قائمة المدعوين للقاء تانزانيا، إلى أن أعلمناه بأن القائمة عرفت عودة الشاذلي وانضمام الوجه الجديد شاقوري. سيلعب إلى جانب لاعبون سبق أن واجههم من الصدف أن حليش سيلعب هذا الموسم (إذا ما أمضى بطبيعة الحال) رفقة لاعبين واجههم مع المنتخب الوطني في الفترة الأخيرة، والأمر يتعلق ب دامبسي وآندي جونسون لاعبي المنتخب الأمريكي، ودانيال دوف لاعب منتخب إيرلندا، بالإضافة إلى كامارا لاعب المنتخب السنغالي والذي حتى إن لم يواجهه حليش في تلك المباراة التي كان فيها على مقعد البدلاء، إلا أنهما على الأقل يومها كانا بمثابة منافسين. هناك من تعرّف عليه وهناك من سمع به فقط وبحكم أنه واجه بعض اللاعبين ممن يضمهم النادي الإنجليزي، فإن البعض تعرفوا على حليش فور انضمامه، وتذكروا أنهم واجهوا متاعب كبيرة مع هذا اللاعب في “المونديال” في صورة لاعب المنتخب الأمريكي دامبسي، ومنهم من كانوا يسمعون عنه فقط من قبل على غرار بعض اللاعبين الإنجليز الذي يذكرون أن دفاع الجزائر الذي كان يضم حليش تألق أمام منتخبهم في المونديال وحرمهم من تحقيق الفوز. فولهام فريق لا يُحب وسائل الإعلام يعدّ نادي فولهام من الأندية القليلة في إنجلترا التي لا تحبّذ التعامل مع وسائل الإعلام، بدليل أن الإدارة لديها تعليمات تمنع الصحفيين من الاقتراب من مركز التدريبات سوى يوم الجمعة فقط، حين يكون مسموحا للإعلاميين بأن يجروا حوارات صحفية مع اللاعبين، ويسمح للمصورين بالتقاط بعض الصور خلال ربع الساعة الأول من التدريبات وفقط، وإلى حدّ الساعة لم نفهم سرّ هذه المعاملة من طرف هذا النادي تجاه الصحفيين.