تمكنت جمعية الشلف من تحقيق الهدف الذي تنقلت من أجله إلى العاصمة عندما فرضت منطقها وأزاحت نصر حسين داي من منافسة الكأس محققة تأهلا مستحقا بنتيجة (3-2)، في مباراة أكد فيها رفقاء زاوش المنحى التصاعدي الذي اتخذه أداء ونتائج التشكيلة الشلفية منذ بداية مرحلة العودة، وهو أصدق دليل على نجاح التربص الشتوي الذي أقامه الفريق خلال فترة توقف البطولة مؤخرا بالمغرب والعمل الكبير الذي أصبح يقوم به المدرب سليماني بمعية مساعده بن شوية، حيث كشف اللاعبون عن نواياهم من البداية من خلال فتح مجال التهديف في ربع الساعة الأول من المباراة، لكن عودة المنافس إلى الخلف واعتماده على خطة دفاعية بحتة صعبت قليلا من مهمة الشلفاوة الذين باءت غالبية محاولاتهم بالفشل، وهو ما دفع المدرب سليماني إلى تقديم العديد من النصائح للاعبيه لكن ذلك لم يجد نفعا أمام الإرادة القوية التي كانت تحدو رفقاء بوسفيان الذين أنهوا الشوط الأول بكل قوة بدليل تمكنهم من معادلة النتيجة. قوادري لا يتحمّل مسؤولية الهدفين عدم تمكن رفقاء مسعود من ترجمة المحاولات التي أتيحت لهم خصوصا في نصف الساعة الأول من المباراة أعطى نوعا من الثقة لزملاء بوسفيان الذين اعتمدوا في الكثير من المرات على الهجمات المعاكسة خاصة أن اللعب كان منحصرا في وسط الميدان، وهي الطريقة التي سمحت للنصرية بتسجيل هدفين لا يتحمل الحارس قوادري مسؤوليتهما. الدفاع كان في المستوى رغم التغييرات والهدفين ورغم أن المدرب سليماني وجد نفسه مضطرا إلى إحداث تغييرات في محور الدفاع بسبب غياب غربي المعاقب وزاوي المصاب وذلك بإقحام زيان شريف إلى جانب سليمي، ورغم تلقي الجمعية هدفين إلا أن هذا لا يعني أبدا أن دفاع الجمعية لم يكن في المستوى بل تمكن من إيقاف العديد من المحاولات عن طريق سليمي وزيان شريف الذي أثبت أمام النصرية أنه قطعة أساسية في دفاع الجمعية. البحث عن التأهل جعل الأداء متواضعا في الشوط الثاني وبمقارنة أداء اللاعبين خلال شوطي المباراة سنجد أن أبناء المدرب سليماني تعاملوا بذكاء شديد مع منافسهم بدليل أن الفريق لم تكن تعنيه طريقة اللعب بقدر ما كان مهتما بالنتيجة النهائية، وهو ما جعل أداء اللاعبين يتراجع في الشوط الثاني عكس الشوط الأول الذي دخله اللاعبون بكل قوة باحثين عن فتح مجال التهديف وهو ما كان لهم في ربع الساعة الأول من المباراة، لكن رجوع لاعبي الجمعية إلى الخلف لا يعني اكتفاءهم بالدفاع بل كانت لهم عدة هجمات معاكسة كللت بتسجيل الهدف الثاني من البديل سوداني، وبعده جاء دور الهداف محمد مسعود الذي سجل الهدف الثالث في وقت قاتل سمح للجمعية بالخروج منتصرة. هجوم الجمعية يستفيق الأمر الذي ميز مباراة الجمعية ومستضيفها نصر حسين داي هي الاستفاقة الملحوظة التي سجلها الخط الأمامي للجمعية، فقبل مباراة النصرية لم تتمكن الجمعية من تسجيل أكثر من هدفين في ثلاثة لقاءات لكن أمام النصرية المعروفة بدفاعها المنظم انتفض الهجوم وسجل ثلاثة أهداف حملت توقيع الواعد بن طيب إسماعيل، هداف الجمعية في منافسة الكأس سوداني إضافة إلى مسعود الذي أثبت مرة أخرى أنه اختصاصي في الكرات الثابتة. تغييرات سليماني هي التي حسمت التأهل ورغم أن خيارات المدرب سليماني أصبحت محل انتقادات من الأنصار إلا أن انتصار الفريق مرتين على النصرية بملعبها في ظرف وجيز دليل على العمل الكبير الذي أصبح يقوم به هذا المدرب في الفريق، فكانت التغييرات التي يحدثها على التشكيلة الأساسية واعتماده على اللاعبين الأكثر جاهزية تأكيدا على أن اختياراته كانت موفقة، حيث فضل إبقاء ڤاواوي بديلا بما أنه عائد من الإصابة كما أشرك زيان شريف وسليمي في محور الدفاع وهما اللذان لم يلعبا الخرجتين الأخيرتين بسبب تراجع مستواهما حسب المدرب، كما جدد المدرب ثقته في بن طيب الذي قال المدرب إنه أمل الشلف القادم، كما أنّ التغييرات التي أحدثها بإقحام سوداني بديلا ل سلامة وعلي حاجي مكان بياڤا جعلت خطورة الهجوم الشلفي تزداد، إضافة إلى أن إشراك مهاجمين حقيقيين إضافة إلى مسعود وبن طيب في مباراة لعبها الفريق خارج قواعده دليل على أن المدرب سليماني كان يبحث عن التقدم في النتيجة والوصول إلى خطف التأهل بدون اللجوء إلى ركلات الترجيح. العلامة الكاملة للأنصار النقطة الأخرى المهمة التي تستدعي الوقوف عندها في هذه المباراة تخص أنصار الجمعية الذين تنقلوا مع الفريق إلى العاصمة رغم الكلام الكثير الذي قيل عن هجرة الشلفاوة لفريقهم وترك زملاء زاوش يستقبلون منافسيهم في كل مرة أمام مدرجات فارغة، فتنقل أكثر من ألف مناصر إلى العاصمة دليل على أن للجمعية أنصار يحبونها حتى النخاع ويعشقون منافسة كأس الجمهورية وتنقلهم إلى ملعب 20 أوت كان من أجل دفع الفريق إلى تحقيق التأهل. ------- زاوش: «الآن يمكن القول إننا تحرّرنا نهائيا» كان زاوش محمد أشدّ اللاعبين سعادة بتسجيل هذا الانتصار والتأهل إلى الدور القادم، حيث صرّح بعد المباراة: «لعبنا جيدا وتمكنا من التحكم في سير المباراة رغم أننا مررنا بفترات عصيبة.. الآن يمكننا القول إننا تحررنا نهائيا وحققنا الوثبة المعنوية لأنه ليس من السهل الفوز على فريق مرّتين في ملعبه وفي فترة وجيزة. على كل الكأس ليست من أهدافنا المسطرة لكن سنحاول لعبها لقاء بلقاء، خاصة أن الحظ يلعب دورا مهما في هذه المنافسة. وما نتمناه فقط هو أن تنصفنا القرعة في الأدوار المقبلة.. علينا أن نضع هذا التأهل جانبا ونركز على البطولة إذا أردنا فعلا تدارك ما ضيعناه من نقاط، خاصة أن التقدم في جدول الترتيب يبقى ممكنا في ظل تقارب المستوى بين الأندية وعدم وجود فارق كبير في النقاط بين الفرق». بن طيب يدخل بقوة وزيان وسليمي يبطلان الإشاعات كان بن طيب إسماعيل مفاجأة المدرب سليماني للأنصار، حيث اعتمد عليه في هذه المباراة أساسيا من البداية وهو الذي دخل المباراة بكل قوة ودون أي مقدمات وصنع فرصة حقيقية لنفسه تمكن من خلالها افتتاح باب التسجيل، وأثبت من خلالها أحقية اللعب مع التشكيلة الأساسية. وأجمع كل من تابع المباراة أن بن طيب كان في المستوى وأعطى الإضافة إلى الوسط الهجومي للجمعية بفضل أدائه اللافت. وتمثل جديد التشكيلة الأساسية في هذه المباراة في عودة زيان شريف وسليمي اللذان شكلا ثنائيا من ذهب حافظ على استقرار دفاع الفريق بفضل التفاهم الكبير بينهما، وقد أبطلا بذلك الأقاويل التي أرادت أن تؤثر في معنوياتهما والتي مفداها أن المدرب سليماني يفكر في التخلي عنهما نهائيا في الخرجات المقبلة مقابل الاعتماد على الشاب غربي الذي غاب عن هذا الموعد بسبب العقوبة. الأنصار يطالبون بالتأكيد في الخرجات المقبلة بعد تحقيق هذا الانتصار والمؤهل إلى الدور المقبل، يأمل الأنصار الذين تنقلوا مع الفريق إلى العاصمة من لاعبيهم مواصلة الظهور بنفس الوجه واللعب بنفس الإرادة في الخرجات المقبلة من البطولة، وعدم التراخي بما أن الفريق يملك واحدة من أفضل التشكيلات في البطولة، ولا وجود لأي شيء يمنعهم من اللعب بنفس النسق في المواعيد المقبلة للبطولة، وستكون البداية من خرجة الخروب السبت المقبل. مسعود يفكّ العقدة ويؤهّل الشلف أثار صيام المهاجم محمد مسعود عن التسجيل في الجولات الأخيرة واكتفائه فقط بتسجيل ركلة جزاء واحدة في لقاء شباب باتنة، الكثير من التساؤلات في محيط الشلف، وهو الذي اعتاد على التسجيل على الأقل مرّة أو مرتين كل لقاءين على الأقل. وكان مسعود الهداف المنقذ ليس هذا الموسم وفقط بل منذ الموسمين الأخيرين، حيث انتظر الجميع لقاء النصرية من أجل مشاهدة انتفاضة هداف البطولة للموسم الماضي وهو يسجل الهدف المؤهّل لفريقه في مرمى نتاش بكيفية رائعة من كرة ثابتة. نشير أن آخر أهداف مسعود دون احتساب ركلة الجزاء أمام باتنة كانت أمام اتحاد البليدة برسم الجولة ال 14. ----- مسعود: «الشلف لن تفرّط في تقاليدها.. والكأس حلم أتمنى تحقيقه ثانية» ما هو تعليقك على التأهل في كأس الجمهورية؟ كانت تحدونا رغبة كبيرة للفوز بالمباراة والتأهل إلى الدور ثمن النهائي، حيث أن المباراة عرفت مستوى جيدا كما شاهدتهم، ومنافسنا لم يكن بالفريق السهل، لأن ما أظهره فوق أرضية الميدان، يؤكد أن مهمتنا لم تكن سهلة، ومع الضغط الكبير الذي عشناه فما كان علينا إلا أن نتحلى بإرادة كبيرة وحرارة قوية لنحسم النتيجة لصالحنا، والحمد لله لم نخيّب وفزنا بالمباراة وتأهلنا عن جدارة. عن أي ضغط تتحدث؟ قبل المباراة كنا نشعر بأن ضغطا رهيبا مشكّلا علينا من قبل أنصارنا، خاصة مع ضعف النتائج وابتعادنا عن ريادة الترتيب، بل هناك من شكك في قدرتنا على تخطي النصرية، وهذا ما أثّر علينا وجعلنا نشك في وفاء الأنصار للفريق، والحمد لله الفوز كان أحسن رد لمن اتهمنا بالتخاذل وقلل من قيمتنا، وبالإضافة لهذا فالفريق كما يعلم الجميع مكوّن من عناصر صغيرة السن ولا تحتمل الضغط الرهيب الذي فرضه علينا الأنصار، وعلى كل حال نتيجة مباراة النصرية جاءت لتعكس مدى خطأ الأنصار معنا، وتجعل في مقابلها كل من اتهمنا يتأكد بأن الشلف ستبقى كبيرة رغم كل المشاكل التي نعيشها والظروف الصعبة التي نتخبط فيها. تبدو متأثرا لما حدث معكم؟ لما ترى تصرفات بعض الأنصار الذين يشككون في قدراتنا، خاصة أنا ويقولون أنني لا أقدم كل ما لدي للفريق تأثرت، ولكن من دون أن أدير ظهري للفريق، بل شاركت وأكدت لكل من اتهمني أنني قادر على رفع التحدي والوقوف في وجه كل من اتهمني بالتخاذل، كما أن الأمر الذي لم أفهمه اليوم هو أنه لما تسجل كل الناس تصفّق عليك وتهنئك، ولما تمر جانبا يشتمونك ويسمعونك كلاما قبيحا، وفي اعتقادي أن مثل هذه الأمور لن تزيد في قوة الفريق بقدر ما تحطمه وتهدم كل ما بناه الفريق لحد الآن. وهل يفكر مسعود في الرحيل؟ بالعكس، فأنا أمضيت للفريق على موسم إضافي، وأتيت للشلف من أجل إفادتها بخبرتي وتجربتي، وليس لأن أقوم بتكتلات أو مشاكل تزيد من هموم الفريق، والحمد لله جوابي كان اليوم واضحا وسجلت هدفا وأهديته للأنصار ولزميلي عبو الذي ازدان فراشه بمولود، لأؤكد لهم أن مسعود «عمرو ما تهاون» في عمله، ويدافع بكل بسالة عن الألوان التي يحملها. لو نعُد للمباراة، ما هو تعليقك عليها؟ الفوز والتأهل بكل بساطة مستحق وكبير، لأننا لعبنا مباراة جيدة أمام منافس قوي وكبير بلاعبيه وخبرتهم التي يشهد له بها كل فريق في البطولة، وما يؤكد هذا الكلام هو أن المرحلة الأولى شهدت تكافؤا كبيرا في اللعب وفرصا متبادلة من الفريقين، ولكن في المرحلة الثانية تغيرت المعطيات وقدم لنا المدرب توجيهات خاصة بحثنا بكل الطرق عن تجسيدها، والحمد لله وفقنا الله في الكرة الثابتة التي نفذتها في الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع، والتي سمحت لنا بالتأهل إلى الدور ثمن النهائي، وهو الأمر الذي سمح لنا كفريق بإسعاد الأنصار الذين تنقلوا إلى 20 أوت لمساندتنا، وأشكرهم من كل قلبي على وقفتهم معنا وإثباتهم أن الشلفاوة يعرفون كرة القدم والأوفياء للفريق سيظلون إلى جانبنا في كل الظروف، والحمد لله لم نخيّب في مهمتنا. بتأهلكم إلى الدور ثمن النهائي، هل أنتم قادرون على الذهاب بعيدا في الكأس؟ من أهداف الفريق ليس كأس الجمهورية ولا اللقب وإنما اللعب على الأدوار الأولى، وهذا يأتي عن طريق التسيير الحسن لما تبقى من مشوار البطولة ومحاولة إنهاء الموسم في مركز مريح لكسب تمثيل إفريقي الموسم القادم. وعليّ هنا أن أوضح شيئا هاما، وهو أنه من يريد تمثيل الجزائر يجب أن تتوفر لديه معطيات وأمور من بينها أموال ضخمة ولاعبون أصحاب خبرة وتجربة كبيرة تسمح لنا بحق بتشريف الجزائر أحسن تمثيل، أما عن كأس الجمهورية فأتمنى أن أكرر ما فعلناه في موسم 2004/2005 حينما فزنا بها وسجلت في النهائي، أما عن البطولة فأظل أؤكد أن الشلف لن تفرط في تقاليدها وستبحث دوما عن تحقيق نتائج أفضل في الجولات القادمة إن شاء الله. أكيد أن التأهل سيسمح لكم بالتنقل إلى الخروب بمعنويات عالية؟ هذا ما نتمناه، فالفوز والتأهل سمحا لنا باستيعاب الضغط الذي مارسه علينا الأنصار وجعلنا نستعيد ثقتنا بالنفس، وفي مقابلها فالخروب فريق محترم وكبير، ولقاؤنا أمامهم لن يكون سهلا بطبيعة الحال، بل سيكون أصعب بكثير من لقاء نصر حسين داي، خاصة أن الخروب تبدو جريحة مع مرحلة العودة وتريد بأي طريقة العودة إلى الواجهة والخروج من منطقة الخطر التي تهدّدها، ولهذا فستحاول رمي كل ثقلها في المباراة من أجل التفوّق علينا، ولكن هذا لا يعني أننا سنذهب في ثوب الضحية أو نذهب في نزهة، بل لتقديم مباراة كبيرة نؤكد بها عزيمتنا في تحسين مرتبتنا في البطولة، وكل ما أتمناه هو أن تسير المباراة في ظروف جيدة ووسط روح رياضية عالية من أنصار الفريقين. ألا ترى أن أهداف كل فريق متباينة، فأنتم تريدون التقدم نحو الريادة والخروب تريد الخروج من نكسة النتائج؟ هذا صحيح، فمثل هذه اللقاءات ينتظرها كل مناصر بشغف كبير، ونحن اللاعبين مهمتنا ستكون واضحة وهي إمتاعهم وتقديم عروض كروية جميلة تليق بسمعتنا، وأوجه بالمناسبة نداء لأنصار الخروبوالشلف بأن يكون اللقاء عرسا كرويا يزيد في علاقتهم الجيدة.