دخلت تشكيلة مولودية سعيدة مرحلة الجد في التربص التحضيري الذي تجريه هذه الأيام بسعيدة، حيث بدأت ملامح التشكيلة المثالية تتضح خاصة بعد العدد الكبير من المباريات الودية التي لعبت في ظرف وجيز. وما يؤكد هذا الأمر هو تأكيد المدرب روابح بعد لقاء الحساسنة أنه بصدد ضبط التشكيلة الأساسية ابتداء من لقاء بلعباس الذي لعب سهرة أمس وأنه سيحاول بكل السبل إيجاد الانسجام اللازم قبل دخول المولودية أول بطولة محترفة. كيال الحارس الأساسي منذ مجيء الحارس كيال إلى سعيدة توقع الجميع أن يكون هو الحارس الأساسي للمولودية بالنظر إلى الخبرة التي يمتلكها وكذا مشاركته لعدة مواسم في القسم الأول مع برج بوعريريج، إضافة إلى ذلك استطاع كيال ومن خلال المباريات الودية التي لعبها أن يثبت مكانته الأساسية في الفريق بدليل أن الحارس حافظ على نظافة شباكه في كل المباريات التي لعبها، فلغة الأرقام تؤكد أن كيال هو من سيكون الحارس الأساسي في انتظار أن يؤكد مكانته التي ضمنها في المباريات الودية من خلال المباريات الرسمية الأولى التي ستعلبها المولودية هذا الموسم. ... والصراع محصور بين عزيون وبن شريف وإذا كانت كل المعطيات تشير إلى أن كيال سيكون الحارس الأساسي للمولودية هذا الموسم، فإن الحارس عزيون لا يزال ينتظر الفرصة لإقناع المدرب روابح بضرورة مراجعة حساباته، فالحارس عزيون هو الآخر حافظ على نظافة شباكه في كل المباريات التي شارك فيها، والأكثر من ذلك أنه تصدى لكرات لا ترد خاصة في اللقاء الودي الذي لعبته “الأمسياس“ أمام وداد تلمسان، وهو الأمر الذي يؤكد أن الحارس السابق لجمعية الخروب لا يزال يطمح ليكون الحارس الأول، رغم المنافسة الشديدة التي يجدها من طرف الحارس بن شريف الذي كان ولا يزال ينتظر لسنوات عديدة أن يحرس عرين المولودية في المباريات الرسمية، فبن شريف ليس على استعداد ليكون الحارس الثالث هذا الموسم وسيدافع عن مكانته بكل قوة وهو ما سيكون في صالح الفريق. بن دحمان في المحور وغياب ميباراكو في صالح نهاري وإذا كانت الأمور في حراسة المرمى مفصول في أمرها بنسبة كبيرة، فإن المحور الدفاعي يشوبه بعض الغموض خاصة في ظل وجود بختاوي الذي لعب معظم مباريات الموسم الماضي أساسيا، فمن خلال الخيارات التي اعتمدها روابح خلال المباريات الودية يمكن القول إن بن دحمان ضمن مكانته الأساسية، شأنه شأن نهاري الذي استفاد كثيرا من إصابة ميباراكو الذي سيكون مطالبا بعد تعافيه بالعمل أكثر لاسترجاع لياقته البدنية واللحاق بالتشكيلة السعيدية. روابح محتار في كيفية توظيف مڤني ورغم أن كل المعطيات تشير إلى أن روابح سيعتمد على نهاري وبن دحمان في محور الدفاع، إلا أن المدافع مڤني أخلط الحسابات إذ بات تألقه في منصبين مختلفين يحير روابح بدليل أن مڤني لعب في بعض المباريات السابقة مدافع حر وأدى ما عليه وأثبت أن مكانته الأساسية لا نقاش فيها، في المقابل شارك مڤني في اللقاء الودي الأخير أمام الحساسنة في منصب مدافع أيمن ووفق في أداء مهمته على أكمل وجه، ليبقى الخيار الأول والأخير بيد روابح الذي عليه أن يختار منصب مڤني. ويبقى الأكيد أن إقحام مڤني في الوسط الدفاعي سيجعل روابح يراجع كل الحسابات وقد يضطر للاستغناء عن نهاري. مقداد يعود من بعيد ويضمن مكانته الأساسية لم يكن أحدا في سعيدة يتوقع أن يضمن المدافع الأيسر مقداد مكانته الأساسية بهذه السهولة، خاصة في ظل وجود لاعب آخر قيل عنه الكثير قبل مجيئه ويتعلق الأمر ببوزيان الذي زكاه لاعب المنتخب الوطني كريم مطمور. ولعل من بين الأسباب التي جعلت مقداد في أفضل رواق للظفر بمنصب أساسي هو الوجه الشاحب الذي ظهر به بوزيان الذي بدا بعيدا كل البعد عن المستوى الذي كان منتظرا منه. عاتق سيكون أساسيا وسعدي في أفضل رواق قبل بداية المباريات الودية كانت كل المعطيات تشير إلى أن المنافسة ستكون شديدة بين أكثر من لاعب في الوسط الدفاعي، خاصة بوجود كل من عاتق وسعدي وعدادي والوزاعي، لكن وبمرور الوقت أظهرت المباريات الودية التي لعبتها التشكيلة السعدية أن اللاعب السابق لشباب تيموشنت سعدي سيكون أساسيا خلال هذا الموسم بالنظر إلى الأداء الذي قدمه خلال تربص سعيدة. من جهة أخرى كان اللاعب عاتق قبل المواجهتين السابقتين في خطر، إذ كانت كل المعطيات تشير إلى أنه سيكون خارج التشكيلة المثالية لكن تألقه في الفترة الأخيرة ستجعله في موقع قوة وقد يضمن بنسبة كبيرة مكانته الأساسية في الفريق. عدادي في تراجع والوزاعي بحاجة إلى فرصة أخرى وفي السياق نفسه اعتمد المدرب روابح خلال المباريات الودية على اللاعب عدادي الذي ظهر خلال هذه الفترة بمستوى متذبذب، إذ تراجع مستواه بشكل كبير خلال المباريات الودية التي لعبتها المولودية وهو ما أتاح الفرصة لعاتق والوزاعي للتنافس حول المنصب الثاني في وسط الميدان الدفاعي، ومع ذلك كله لا تزال المنافسة متواصلة بين هذه العناصر إذ ينتظر أن تحدد المباريات القادمة هوية اللاعب الثاني الذي سيكون رفقة سعدي في هذا المنصب. هاني ضمن مكانته منذ لقاء تلمسان وإذا كانت المنافسة هي ميزة الوسط الدفاعي، فإن الأمور تبدو محسومة في الخط الأمامي، فاللاعب المغترب هاني استطاع بعد مردوده الجيد في المباريات السابقة أن يضمن مكانة أساسية في الفريق إذ سيكون بمثابة صانع الألعاب في الفريق خاصة أن تمريرات هذا اللاعب نالت إعجاب كل السعيديين الذين ينتظرون الكثير منه هذا الموسم. كما ينتظر أن يعتمد المدرب روابح على اللاعب طواولة الذي أظهر هو الآخر إمكانات لا بأس بها خلال المباريات الودية. الغموض يكتنف الخط الأمامي وإذا كانت ملامح بعض المناصب قد بدأت تظهر جليا بمرور الوقت وبإجراء المزيد من المباريات الودية، فإن الأمور في الهجوم تبقى حتى الآن غامضة خاصة في ظل التنافس الشديد بين العديد من العناصر على غرار شرايطية، حديوش، مادوني، فنيّر وغيرهم، لذلك سيكون المدرب روابح بجاحة إلى المزيد من الوقت قصد تحديد العناصر الهجومية التي ستتولى مهمة هز الشباك عندما تدخل المولودية معترك البطولة. سوادني وحمدي بحاج إلى المزيد من العمل وبالنسبة للاعبي الأواسط حمدي وسوداني اللذان يريدان فرض مكانتهما في الفريق فسيكونان بحاجة إلى المزيد من العمل، خاصة أنهما لا يملكان الخبرة اللازمة التي تساعدهما على اللعب في بطولة القسم الأول. ولعل الأمر الذي يصعب من مهمة هذين اللاعبين في ضمان مكانتيهما الأساسية هو وجود العديد من العناصر في الهجوم على غرار شرايطية وحديوش وفنيّر وعكوش ومادوني وهذا الأمر يشكل عائقا أمام لاعبي الأواسط للعب في بطولة الموسم القادم. لكن يبقى الأكيد أن تطوّر مستوى هذين اللاعبين سيجعل المدرب روابح يعتمد عليهما من حين للآخر.