مباشرة بعد نهاية المباراة الودية الأولى التي لعبها رفقاء مسعود مساء أمس الأحد بالدارالبيضاء المغربية أمام الجمعية الرياضية للتكوين المهني، تكون جمعية الشلف أنهت الثلث الأول من تربص المغرب، وهي الفترة التي قسم المشرفان على تدريبات الفريق بن شوية وآيت محمد إلى قسمين، الأول مخصّص للمداومة في حصة تدريبية قصيرة لا تتجاوز الساعة يجريها الفريق بداية من الساعة الخامسة مساء، أما القسم الثاني فخصّ تدريبات السهرة والتي عادة ما كان التدريب فيها طويلا وشاقا، وعادة ما كان المدرب ينهيه بإجراء مباراة تطبيقية بين اللاعبين الغرض منها الوقوف على جاهزية اللاعبين، وعلى وجه الخصوص الوقوف على الجدد أو الذين أبانوا نقصا في الجاهزية البدنية خلال تربص الشلف الأخير. غياب المدرب إيغيل يقلق الأنصار يعتقد الكثير من أنصار الجمعية أن تنقل الفريق إلى المغرب دون مدرب رئيسي يعني أن الفريق أصبح “مال بلا راعي“، لكن الحقيقة عكس ذلك تماما بما أن الفريق متواجد رفقة بقية أعضاء الطاقم الفني، ونعني بهم بن، آيت محمد رشيد ومدرب الحراس حاج يوسف الهادي، ويكفي تواجد آيت محمد مع الفريق لنكف الحديث عن إشكال تأخر التحاق المدرب إيغيل، بما أن آيت محمد يملك من الخبرة ما لا يملكه العديد من المدربين الحاليين، خصوصا أنه سبق له الإشراف على تدريب المنتخب الوطني للآمال رفقة المدرب الوطني الحالي سعدان، وكذلك مع المدرب بوعلام شارف، وحتى المدرب آيت محمد أكد أنه لا يقوم بالعمل من تلقاء نفسه، بل هو بصدد تطبيق برنامج مسطر اتفق عليه مع بقية الأعضاء قبل القدوم إلى المغرب. وهذا الواقع جعل غياب المدرب إيغيل عن تربص الفريق لا حدث، سواء بالنسبة لأعضاء الطاقم الإداري وحتى بالنسبة للاعبين . مواصلة العمل بنفس وتيرة التربص السابق كان المدربان السابقان عمراني وبلحوت أكثر المدربين صرامة وإصرارا على برمجة ثلاث إلى أربع حصص تدريبية يوميا، لكن اختلاف المعطيات هذه المرة وإقامة التربص في شهر رمضان إضافة إلى التخلص تقريبا بصفة نهائية من التحضير البدني خلال تربص الشلف، جعل تكثيف العمل البدني غير ممكن، وهو ما أدّى بالمدربين آيت محمد وبن شوية يتفقان على برنامج شبيه من ناحية التوقيت بالتربص الذي أقيم في الشلف. حصتان لثلاث ساعات فما فوق في اليوم ومنذ اليوم الأول للتربص، فإن العناصر الشلفية المعسكرة في مركز “ولناس“ تتدرّب بمعدل حصتين تدريبيتين في اليوم، الأولى في المساء بداية من الساعة الخامسة، وهي الحصة التي يتفادى فيها المدرب الضغط أكثر على اللاعبين خصوصا أنها لا تتجاوز الساعة بكثير، أما الحصة التدريبية الثانية في اليوم وهي الأهم مبرمجة في السهرة، يكون فيها العمل كثيفا خصوصا في التمارين بالكرة. ليكون الحجم الساعي اليومي للتدريبات من ثلاث ساعات فما فوق. آيت محمد مُعجب بحيوية التدريبات وحماس اللاعبين وعلى هامش تقييمه للثلث الأول من تدريبات التربص، أكد المدرب آيت محمد الذي أصبح يقوم بعمل كبير مع اللاعبين خلال هذا التربص خصوصا بعد غياب المدرب الرئيسي إيغيل، أن كل الأمور تسير وفق ما كان يتمناه. فبالإضافة إلى جمالية المكان الذي يتربص فيه الفريق ووفرة المركز على كامل شروط الراحة، يبقى أكثر ما أعجب المدرب آيت محمد هو حيوية الأجواء بين اللاعبين والحماس الزائد في العمل، ورغم وجود عدد كبير من اللاعبين الجدد في الفريق، إلا أن المتتبع لا ينتبه لذلك الأمر على الإطلاق. آيت محمد: “لأول مرّة أرى لاعبين يتدرّبون في مثل هذه الأجواء“ ورغم الفترة الطويلة التي قضاها في سلك التدريب خصوصا مع الفريق الوطني للآمال رفقة سعدان وبعدها مع بوعلام شارف، أكد المدرب رشيد آيت محمد أنه وقف على نقطة مهمة في جمعية الشلف والعناصر المشكلة لتركيبته رغم تواجد عدد كبير من اللاعبين الجدد، وهي الرغبة الكبيرة لجميع اللاعبين في الاستفادة من الحصص التدريبية والتمارين المطبقة فيها، مؤكدا أنها المرّة الأولى في حياته التي يرى لاعبين يتدرّبون في مثل هذه الأجواء، وهو ما يعني أنه لا شيء يبعث للقلق بما أن الجميع يسعى لرفع التحدّي وتحقيق رغبة الرئيس المتمثلة في إعادة الهيبة للفريق ومزاحمة فرق المقدمة في البطولة. إصابة زاوش النقطة السوداء إلى جانب غياب المدرب الرئيسي مزيان إيغيل عن التربص، تبقى النقطة الأخرى التي شغلت بال الساهرين على الفريق هي إصابة لاعب الوسط محمد زاوش الذي قدم من الجزائر وكله عزم على تدارك ما ضيعه في تربص الشلف، لكن جاءت التوقعات عكس ما كان يتمناه اللاعب كلية، بعد أن تفاقمت إصابته في اليوم الثالث من التربص، ليكتفي خلال تدريبات أول أمس وأمس بمتابعة العلاج واتباع نصائح طبيب الفريق. تجاوز 40 ساعة تدريب يعني بلوغ الأهداف المسطرة وبالعودة إلى الحديث الذي جمعنا مع المدرب آيت محمد، فإن الطاقم الفني سطر برنامجا خاصا لهذا التربص الهدف منه تجاوز أربعين ساعة تدريب خلال فترة تواجد الفريق بالمغرب، لأن برمجة حصتين في اليوم الأولى تدوم ساعة واحدة وحصة في السهرة قد تتجاوز أحيانا الساعتين، يعني أن الفريق يتدرّب بمعدل ثلاث ساعات في اليوم، في حين حدّدت فترة التربص ب 14 إلى 15 يوما. والأكيد حسب المدرب، فإن بلوغ 40 ساعة تدريب أو تجاوزها عند كل لاعب يعني أن تعداد الفريق سيكون عند نقطة انطلاقة البطولة على أتمّ الاستعداد ببلوغه نسبة عالية من الجاهزية قد تفوق 80 بالمئة. مواجهة “برشيد“ مؤكد لكن تاريخها غير محدّد بعد المباراة الودية الأولى التي لعبها “الشلفاوة“ مساء أمس أمام جمعية التكوين المهني، سيكون رفقاء زاوي على موعد مرّة أخرى مع مواجهة ثانية أمام منافس أكبر من الأول وهو نادي “يوسفية برشيد“ الناشط في بطولة القسم الثاني المغربي. وعكس المباراة الأولى التي تنقل فيها الفريق إلى ملعب المنافس، فإن مواجهة برشيد ستلعب على ميدان مركز “ولناس“ أين يقيم الفريق الشلفي تربصه، وهي المباراة التي تلعب في نفس توقيت المباراة الأولى، أي ابتداء من الساعة الرابعة. مواجهة الرجاء البيضاوي قد تعوّض بمواجهة الوداد وبخصوص المباراة الودية الكبيرة التي ينتظرها الجميع في الشلف أمام نادي الرجاء البيضاوي والتي تأجّل موعدها بثلاثة أيام، مثلما ذكرنا في عدد أمس بسبب ارتباطات الرجاء بكأس العرش. لكن حسب المعلومات الأخيرة التي وصلتنا بخصوص هذه المواجهة، فإن الجمعية تعوّضها بمباراة أخرى أمام منافس لا يقل أهمية عن الأول ونعني به الفريق الأكثر شعبية في الدارالبيضاء وهو الوداد الرياضي البيضاوي. الشلف لن تلعب أكثر من ثلاثة لقاءات ودية خلال هذا التربص ما كان يتخوّف منه الأنصار عند تحديد إقامة التربص السنوي بالمغرب عوض إقامته ب “عين الدراهم“ التونسية حدث بخصوص اللقاءات الودية التي سيلعبها الفريق خلال فترة تواجده خارج الوطن. فإذا كان الفريق يلعب من خمسة إلى ستة لقاءات ودية في تونس ووصل به الحدّ إلى اختيار المنافس حسب قيمته والدرجة التي ينشط فيها سواء من أندية تونسية وجزائرية، فإن الحال وصل به هنا بالمغرب إلى الاكتفاء بلعب ثلاثة لقاءات ودية فقط على أقصى تقدير، خصوصا أن تواجد الجمعية بالمغرب تزامن مع انطلاق البطولة في المغرب، وكلّ الأندية المعروفة أنهت فترتها التحضيرية. اختلاف حول مدّة الراحة وتوقيتها خلال التربص وفي مقابل التركيز على العمل وقبل إجراء مباراة أمس، لم يحدّد الطاقم الفني اليوم الذي يريح فيه لاعبيه ويجعلهم يبتعدون عن ضغط التدريبات و“الروتين“ داخل المركز، كما أن هناك اختلافا في توقيت الراحة في حال منح اللاعبين نصف يوم فقط. فهناك من يفضّل أن تكون الراحة في النهار وهناك من يفضّلها بعد الإفطار وهو رأي الغالبية، بما أن ليل الدارالبيضاء طويل عكس ما يكون عليه الحال في النهار وتحت طائل الصيام. ---------------------- سوداني: “شفيت تماما من الإصابة وسأكون في الموعد أمام بجاية“ a كيف هي أحوالك الصحية بعد الإصابة التي تعرّضت لها في المباراة الودية الأولى أمام النصرية قبل عشرة أيام؟ اليوم أحمد الله كثيرا بما أنني شفيت تماما ولم تعد هناك أيّ آثار للإصابة، وأنا أتدرّب بشكل طبيعي مع الفريق، كما أنني لم أضيّع أي حصة من تدريبات هذا التربص، أين كنت في الموعد من البداية. لكن عند تعرّضك للإصابة كنت شديد التأثر؟ أتذكر جيدا أنني كنت متأثرا جدا عندما كنت متوجها إلى المستشفى لإجراء الفحوصات في ساعة متأخرة من الليل، وما زاد تأثري هو رؤيتي لحالة القلق الكبيرة التي كان عليها والدي وهو يرافقني إلى المستشفى. لا أكذب عليكم أن أول ما فكرت فيه هو سيناريو الموسم الماضي عندما ضيّعت الكثير في المرحلة الأولى من الموسم بعد تعرّضي للإصابة مع بداية التحضيرات. بما أنك تتدرّب بشكل طبيعي مع المجموعة، هل يمكن رؤيتك ضمن التعداد الرسمي في أول لقاء ودّي غدا؟ (الحوار أجري سهرة أول أمس) بما أن الإصابة التي كنت أعاني منها شفيت منها تماما بدليل عودتي إلى التدريبات، لا أرى أي مانع للمشاركة في المباريات الودية التي سنلعبها خلال هذا التربص، وجاهز حتى للمنافسة الرسمية التي بدأنا نقترب من موعدها مع مرور الأيام. الحمد لله أتمتع بلياقة بدنية عالية، كما أنني لا أريد تضييع هذه اللقاءات بما أنها فرصة لكل لاعب، كما أتمنى أن يمنحني المدرب أكبر قسط من الوقت في هذه اللقاءات جميعا لأكون في الموعد عند بداية المنافسة. ما تعليقك على الصعوبة التي وجدتها إدارة الفريق لبرمجة عدد كاف من اللقاءات الودية؟ صحيح أن تزامن تربصنا الإعدادي مع انطلاق البطولة في المغرب صعّب وجود أندية نتبارى معها وديا، لكن هناك لقاءات في البرنامج، كما أن اللقاءات التطبيقية التي أصبح المدرب يبرمجها يوميا مع نهاية تدريبات السهرة أرى أنها تكتسي تقريبا طابع اللقاءات الرسمية، بالنظر إلى التنافس الكبير بيننا نحن اللاعبين ورغبة كل مجموعة في الإطاحة بالمجموعة الأخرى. كما أعتقد أننا سنلاقي فريق “برشيد“ الذي واجهناه وديا في التربص الماضي، وهو فريق معروف ويملك في صفوفه مجموعة من اللاعبين الجيدين يلعبون كرة قدم نظيفة. أتذكر جيّدا أن فوزنا عليه لم يكن سهلا على الإطلاق. أما تأجيل لقاء الرجاء إلى نهاية التربص أمر عادٍ، والمهم أن نلعب لقاء مع فريق من القسم الأول نقيس به جاهزيتنا للمنافسة. إلى حدّ الآن، كيف تقيّم مجريات هذا التربص بعد انقضاء الثلث الأول منه؟ التربص يجري في ظروف جيدة ووسط أجواء من الحماس والحيوية، أشعر أننا نبذل مجهودات كبيرة خلال هذه الأيام الأولى من التربص، خصوصا في ظل الحرارة الزائدة التي طبعت هذه الأيام، إضافة إلى عامل الصيام. لهذا أستطيع القول إننا في الطريق الصحيح، والأكيد أنه لو ننهي التربص بنفس الوتيرة سنكون في الموعد عند بداية المنافسة الرسمية. ورغم أننا لم نمض سوى أربعة أيام أقول إن ثمار التربص بدأت تظهر وقد تجلى ذلك بوضوح خلال اللقاءات التطبيقية التي لعبناها. كيف يبدو لك مردود اللاعبين الجدد والشبان منذ التحاقهم بالفريق؟ اللاعبون الجدد الذين التحقوا بالجمعية هذه الصائفة ليسوا بحاجة إلى تعريف، والجميع يعرفهم ويعرف الإمكانات والقدرات التي يحوزها كل واحد، والملاحظ عليهم في مختلف الحصص التدريبية التي أجريناها سواء هنا بالمغرب أو في الشلف الإرادة الكبيرة التي تحدوهم من أجل البروز هذا الموسم، وهو أمر إيجابي جدا. وحتى الأنصار وقفوا على الوجه الذي أبان عنه كلّ لاعب في الخرجتين الوديتين أمام النصرية وجمعية وهران. العدّ العكسي لانطلاقة المنافسة الرسمية بدأ، فكيف تنتظرون إليها؟ فعلا، أصبحنا على مقربة من انطلاقة البطولة التي انتظرناها كثيرا هذه المرّة، والأكيد أن المعطيات هذه المرّة مغايرة تماما لمعطيات الموسم السابق، لأننا حفظنا درس الموسم الماضي جيدا والانطلاقة المخيّبة التي سجلنها مع بداية الموسم. الأكيد أننا عاقدون العزم على تحقيق النتائج الايجابية من البداية، وأظن أن المباراة الأولى التي سنلعبها خارج الشلف في بجاية أمام الشبيبة المحلية هي مباراة عادية، ولو أن المنافس سيلاقينا بنية الثار لهزيمة الموسم الماضي. والمهم سنلعب المباراة بنية العودة بنتيجة إيجابية، وسنعمل كل ما في وسعنا لتحقيق هذا الهدف.