كان الدولي الجزائري مهدي لحسن قد أعلن مؤخرا في تصريح ل “الهدّاف“ عن عزمه حضور مباراة المنتخب التي لعبت أمس أمام تانزانيا، ولو مناصرا، مادام أنه غير جاهز للعب، وهذا حتى يؤكد على حسن نواياه فيما يخص المنتخب بعد الضجة التي أثيرت حول غيابه عن هذه المباراة ومباراة الغابون الودية بداعي الاصابة في الوقت الذي شارك في مباراة ودية لفريقة أمام “سلمنكا”. لكن اللاعب السابق لنادي “ألافاس“ تعذّر عليه الحضور لملعب تشاكر بالبليدة وتقديم الدعم المعنوي لزملائه كما كان يتمنّى، لأنه كان مجبرا على البقاء في “سانتاندار“ بسبب التزاماته مع ناديه “راسينغ“. حيث طلب منه مدربه “برتغال“ البقاء في الفريق من أجل المشاركة في المباراة الودية التي تجري اليوم السبت وتجمع فريقه بنادي “ريال سوسيداد“، وهذا بغرض تجهيزه لمباراة الجولة الثانية من “الليغا“ والتي ستجمع فريقه بنادي “فالنسيا “ المقررة يوم 12 من الشهر الجاري. وجاء قرار المدرب “برتغال” بعد أن تأكد غياب السنغالي “ديوب“ عن هذا الموعد، إذ طلب من لحسن البقاء والمشاركة أمام “سوسيداد“ حتى يجهّزه لتعويض “ديوب“ أمام “فالنسيا“. اتصل بسعدان ليعتذر لهذه الأسباب والتزاماته مع فريقه التي لا يمكن له أن يرفضها، مادام أنه لم يتم استدعاؤه للمباراة أمام تنزانيا، تعذّر على لحسن التنقل إلى الجزائر من أجل تشجيع زملائه في مباراة البارحة، وهو ما أبلغ به مدربه سعدان في اتصال هاتفي. وقد تفهّم سعدان الأمر في انتظار الموعد المقبل والمباراة القادمة أمام إفريقيا الوسطى والتي ستوضّح جليا نوايا لحسن إذا كان وطنيا بالفعل أم جاء من أجل المونديال فقط. إعفاءه من الأول عن مباراة تانزانيا لم يكن في محله؟! وكما هو معلوم لم يكن مهدي لحسن معنيا بمواجهة “الخضر” أمام تانزانيا، بعد أن أعفاه المدرب الوطني رابح سعدان من الحضور نظرا لعدم اكتمال شفائه من الإصابة، على الرغم من الوضعية الصعبة التي يُعاني منها وسط ميدان المنتخب الوطني، بتواجد يبدة دون منافسة وإصابة قادير مع “فالنسيان” دون نسيان المستوى المتواضع الذي أظهره ڤديورة أمام الغابون والذي أثار المخاوف، ؟.ليكون التساؤل لماذا إذا استغني سعدان عن لحسن في هذا الظرف الصعب وعما إذا كان قرار سعدان في محله؟ خصوصا أنّ لاعب “سانتندار” أضحى من كوادر تشكيلة “الخضر” وهو الذي ظهر جليا خلال المونديال الأخير. عاد للتدريبات قبل 13 يوم وحالته ليست أسوأ من حالة يبدة ولعل أكبر ما يثير الغرابة في عدم إستدعاء لحسن للقاء أمس هي الفترة التي فصلت عودة الدولي الجزائري إلى أجواء المنافسة مع ناديه وعن موعد مباراة تانزانيا والتي قدرت ب 13 يوما كاملا، وهذا ما يدعو إلى طرح عدة علامات استفهام حول سبب إعفائه من طرف سعدان، مادام أنّ لحسن الذي أدرج في قائمة ال 18 خلال مواجهة ناديه في إفتتاح الدوري الإسباني أمام “برشلونة” كان قادرا على المشاركة في مباراة أمس مادام أنه كانت لديه فترة طويلة لاستعادة لياقته وجاهزيته. إلى جانب أن حالة حسان يبدة ليست أحسن من حاله، حيث لم يشارك المنضم حديثا إلى نادي “نابولي“ في أي مباراة تحضيرية لحد الآن. عنتر يحيى، زياني و بوڤرة شاركوا مُصابين عندما احتجنا إليهم! مصلحة المنتخب الوطني هي فوق كل اعتبار، وهذا ما نتفق عليه جميعا، فإعفاء لحسن لو حدث مثلا في مباراة ودية كان سيكون أمرا عاديا، لكن الغريب أنّ لاعب وسط “سانتندار” أعفي عن مواجهة رسمية مهمة جدا وفي ظرف صعب للغاية رغم أنه عائد إلى المنافسة ويُمكنه المشاركة، وهذا يدعونا للتذكير بما فعله لاعبون أمثال عنتر يحيى، مجيد بوڤرة وكريم زياني الذين لعبوا الكثير من المباريات مع “الخضر” وهم مصابون، وذلك نظرا لحاجتنا الماسة لخدماتهم آنذاك، كما تحدّوا أنديتهم الأوروبية وحدثت لهم عدة مشاكل من أجل الجزائر. “الخضر” بحاجة إليه وكان من الأجدر استدعاؤه غياب لحسن عن مباراة تانزانيا ليس تشكيكا في وطنية اللاعب، بل بالعكس فالخطأ ليس خطأه أبدا، والمسؤول عن عدم استدعائه هو المدرب الوطني، حيث كان من الأجدر على رابح سعدان توجيه الدعوة إلى لاعب “راسينغ سانتاندار”، وعند حضوره يُمكن تحديد إمكانية مشاركته من عدمها. وبالنظر إلى ما فعله لاعبون آخرون سابقا، خاصة وأن لحسن ليس أفضل منهم والمنتخب فوق كل اعتبار وهو بحاجة ماسة إلى خدماته في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها وسط ميدان “الخضر”، وفي حال رفض تلبية الدعوة سيكون هناك كلام آخر حينها.