وأخيرا بوروسيا دورتموند (2-0)، وهو ما وضع المدرب الإنجليزي “ستيف ماكلارين” تحت مقصلة الانتقادات، خاصة فيما يخص خطته التكتيكية التي لعبها بها هذه المباريات، وفي حال قرر مدرب المنتخب الإنجليزي السابق تغيير طريقته، فقد يكون الدولي الجزائري كريم زياني أول ضحاياه نظرا لعدة أسباب. إجتماع أزمة للنظر في أسباب الخسائر كان “ديتر هونيس” المدير الرياضي للنادي الألماني أشد الغاضبين بعد النتائج السلبية التي سجلها فولفسبورغ في بداية الموسم، وإثر الخسارة الأخيرة أمام بوروسيا دورتموند، طالب “هوينس” مدرب الفريق “ماكلارين” بعقد اجتماع أزمة للبحث عن أسباب هذه الانطلاقة السيئة للغاية رغم كل ما وفرته الإدارة للطاقم الفني، حيث تم صرف مبالغ طائلة بانتداب نجوم كبار على غرار البرازيلي “دييغو” من جوفنتوس والمدافع الدنماركي “كايير” من باليرمو وآخرين، كما تم الاحتفاظ بنجوم الفريق مثل “دزيكو”، “غرافيتي” وحتى زياني ولم يرحل سوى البوسني “ميسيموفيتش”. اللعب بمهاجم واحد يُثير الغضب في فولفسبورغ! السبب الرئيسي في غضب المدير الرياضي للفريق الألماني، هو تفضيل “ستيف ماكلارين” إشراك مهاجم واحد في خططته التكتيكية التي لم تأت أكلها في المباريات السابقة حسب “هونيس”، وظهر العقم الهجومي واضحا جدا في مباراة بوروسيا دورتموند الأخيرة. وحسب “هونيس” أيضا، فإنّ فولفسبورغ تعوّد على اللعب بمهاجمين طيلة المواسم الأخيرة فيما فشلت لحد الآن الطريقة الجديدة بالاعتماد على “دزيكو” مهاجما صريحا والثنائي زياني – “ماندزوكيتش” على الأطراف و”دييغو” صانعا للألعاب. “كيكر” تنتقد النظام الجديد وتصف أداء زياني بالمخيّب للآمال الطريقة الجديدة التي جلبها “ستيف ماكلارين” إلى فولفسبورغ وهي (4-2-3-1) أثارت علامات استفهام كثيرة، خاصة أنّ الألمان متعودون على اللعب الهجومي وهو ما تفعله معظم أندية “البوندسليغا”. وحسب تقرير لمجلة “كيكر” فإنّ النظام الجديد للمدرب الإنجليزي فاشل لحد الآن، كما وصف ذات التقرير أداء الدولي الجزائري كريم زياني على الجهة اليمنى بالمُخيب للآمال، وأرجعت الجريدة الألمانية الشهيرة أسباب تراجع مستوى “الفولفي” إلى الطريقة الجديدة التي ينتهجها “ماكلارين” والتي تعتمد كثيرا على الأطراف بقيادة زياني و”ماندزوكيتش”. “دزيكو”: “صعب علينا الفوز إذا لم نلعب في الأمام” وفي الإطار ذاته، انضم المهاجم البوسني “إدين دزيكو” إلى قائمة المنتقدين لخطة المدرب الإنجليزي الجديد التي وصفها بأنها لا تعتمد على الهجوم بتاتا، حيث وجد “دزيكو” نفسه وحيدا في الخط الأمامي، وقال هداف فولفسبورغ في المواسم الأخيرة في تصريح لوسائل الإعلام الألمانية: “صعب علينا تحقيق الانتصارات في المباريات إذا لم نلعب في الأمام”. كلام نجم وهداف “الفولفي” يُشكل ضغطا إضافيا على “ستيف ماكلارين” المُطالب بتغيير النظام واللجوء للعب بمهاجمين صريحين بدل واحد. “ماكلارين” قد يضطر للعودة إلى 4-4-2 بدل 4-2-3-1 وفي ظل الغضب الشديد ل”ديتر هونيس” ومحيط فولفسبورغ من الطريقة التي ينتهجها المدرب الإنجليزي الجديد، فقد يضطر “ستيف ماكلارين” للنظر من جديد فيها والخضوع للضغوط المُحيطة به، خصوصا أنّ المدرب في وضعية صعبة بسبب سوء النتائج، وهذا ما اتضح من خلال حديث “هونيس” لمجلة “كيكر” الشهيرة، حيث ألمح إلى إمكانية حدوث بعض التغييرات في المباراة القادمة أمام هانوفر96، ولم يستبعد العودة إلى طريقة (4-4-2) بدل (4-2-3-1)، وفي حال حصول ذلك فهو ليس في صالح زياني على الإطلاق. زياني قد يكون الضحية بوجود “دييغو” و”ماندزوكيتش” العودة إلى نظام (4-4-2) لن يخدم نجم المنتخب الوطني أبدا، فاللاعب الجزائري عانى الأمرين الموسم الماضي بسبب هذه الطريقة، حيث سيتشكل الخط الأمامي من مهاجمين صريحين (دزيكو وغرافيتي بنسبة كبيرة)، فيما تبقى 4 مناصب للوسط، 2 لاعبي ارتكاز، ولاعبين آخرين على الطرفين أين ينشط زياني، لكن في ظل تواجد النجم البرازيلي “دييغو” والبوسني “ماندزوكيتش”، فإنّ حجز مكانة أساسية يبدو صعبا للغاية، إلاّ في حال لعب “ماندزوكيتش” مهاجما صريح إلى جانب “دزيكو” وبقاء زياني في منصبه الأصلي. أداؤه في منحنى تنازلي بمرور الجولات وما يزيد من الشكوك حول إمكانية التضحية بالدولي الجزائري رغم تحضيراته الجيدة قبل بداية الموسم، هو تراجع مستواه من مباراة إلى أخرى، وهو ما كشفت عنه الأرقام الخاصة بأول ثلاث جولات من “البوندسليغا”، فحسب تقييم مجلة “كيكر”، نال زياني علامة (4) في المباراة الأولى أمام بايرن ميونيخ ومن ثم تراجع إلى (4.5) أمام ماينز وأخيرا (5) أمام بوروسيا دورتموند (مع العلم أنّ معيار التنقيط في ألمانيا هو من الأسفل إلى الأعلى) وهذا عكس المستقدم الجديد “دييغو” الذي نال الثقة بعد مباراته الأولى و”ماندزوكيتش” الذي كان أحسن من زياني في جميع هذه المباريات. عليه الاستفاقة في مباراة هانوفر ورغم أنّ زياني تلقى الإشادة طوال الفترة السابقة بفضل مجهوده الكبير خلال فترة التدريبات والتحضيرات، إلى درجة اعتباره الأفضل بين اللاعبين الآخرين، إلاّ أنّ الألمان لا يعترفون سوى بلغة النتائج، ما يجعل النجم الجزائري في وضعية صعبة في ظل النتائج السلبية التي يمر عليها فولفسبورغ، كما أنّ زياني قد يدفع ثمن عدم فعاليته في بطولة تعتمد أساسا على الهجوم وتسجيل الأهداف، وعلى لاعب “الخضر” الاستفاقة ابتداء من مباراة السبت المُقبل أمام هانوفر96 فوق ملعب “فولسفاغن أرينا” في حال إشراكه أساسيا.