حاوره : سفيان .بوز يؤكد خير الدين زطشي، مدير أكاديمية بارادو لكرة القدم، في دردشة مع "الحوار" أن ضعف التكوين تمخض عنه لاعبين محليين بمستوى فني متواضع لا تمكنهم من ولوج المنتخب الوطني الأول، وهذا ما يدفع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الى الاستنجاد باللاعب المحترف، والتي يراها محدثنا حلا مؤقتا، على الأقل في الوقت الراهن. تبرز مدرسة بارادو كتجربة رائدة في مجال التكوين، كيف تقيمون هذه التجربة؟ نحن مقتنعين بضرورة التكوين في الجزائر، فمنذ 2007 عمدنا إلى إنشاء هذه المدرسة وهذا بعد سقوط نادي بارادو من القسم الأول إلى القسم الثاني، فقد لاحظنا حجم الأموال التي تصرف على تنقل اللاعبين بين مختلف الأندية المحلية، بالمقابل كان علينا توفير الموارد المالية لتدعيم الفريق من أجل الصعود إلى القسم الأول ومن هذا المنطلق فضلنا توجيه هذه الأموال إلى تكوين الفئات الصغرى للحصول على عناصر ذات قوة ومهارة عالية بهدف تدعيم الفريق الأول بالدرجة الأولى والبطولة الوطنية بدرجة ثانية، تحسبا للاستغناء عن صرف الأموال في سوق الانتقالات لذات الهدف، وتدخل هذه الخطوة في إطار إستراتجية متوسطة وبعيدة المدى. قضية فكير أعادت الجدال حول إعتماد الفاف على اللاعبين المغتربين، فإلى متى نبقى نعتمد على فرنسا لبناء منتخب وطني؟ في إعتقادي هي سياسة مختارة من طرف مسؤولي الاتحادية، كما أؤكد لكم أنه ليس لدينا بديل عن جلب لاعبين محترفين من أوروبا لأن مستوى اللاعب المحلي ضعيف، أضف إلى ذلك غياب مكونين ذو خبرة وانعدام التكوين الصحيح للاعبي كرة القدم، إذ لا يمكن إسناد هذه المهمة إلى أشخاص لا يملكون من التكوين إلا الشهادة، فعامل الخبرة مهم للغاية، لذلك في أكاديمية بارادو قمنا بالاعتماد على المكون الفرنسي جون مارك غيو في هذا المجال، وهو لاعب فرنسي دولي سابق كان له الفضل في تأسيس العديد من الأكاديميات عبر العالم. هل كونت أكاديمية بارادو لاعبين يستحقون التواجد في النخبة الوطنية؟ بعد ثماني سنوات من التكوين، تمكنا من الحصول على عناصر ذات مستوى عال من المهارة بدليل اهتمام بعض الأندية الأوروبية بهم، على غرار لاعب الوسط عبد الله المودن والذي ينشط حاليا في نادي أف سي لييرس (الدرجة الأولى البلجيكية)، بالاضافة الى العقود التي أبرمت مع بعض الأندية المحلية للاستفادة من خدمات لاعبينا.. خلال نهائيات أمم إفريقيا 2010 لأقل من 17 سنة التي أقيمت في الجزائر والتي ظهرت فيها العناصر الوطنية بوجه شاحب، لم يستدع الناخب الوطني آنذاك جون مارك نوبيلو أي لاعب من الأكاديمية، لماذا في رأيكم؟ لقد عرضنا على نوبيلو بعض الأسماء التي تكونت في الأكاديمية إلا أنه آثر عناصر أخرى على حساب لاعبينا، ولا يمكننا التدخل في اختيارات المدرب، فاللاعب عبد الله المودن على سبيل المثال حضر جميع تربصات المنتخب الوطني آنذاك، إلا أنه لم يكن حاضرا في القائمة التي أعلن عنها نوبيلو لخوض هذه النهائيات، ولا داعي للحديث عن المردود الذي ظهر به المنتخب الوطني في دورة الجزائر. ألا تفكرون في التخلي عن التكوين بعد هذه الحادثة؟ نحن نؤمن بالتكوين وسنبقى في هذا المجال من أجل الرفع من مستوى كرة القدم الجزائرية، فالارادة والاحترافية هما العاملان اللذان يمكن من خلالهما تشريف الراية الوطنية في المحافل الرياضية الدولية..