جاء في معجم اللغة العربية المعاصر أن: ["هكذا" كلمة مركَّبة من "ها" (التَّنبيه)، و"ك" (التَّشبيه)، و "ذا" (اسم الإشارة) ومعناها : على هذا النحو، على هذا المنوال :- هكذا تنقضي دومًا أمانينا، "فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ"]، وعليه فإن القول "هكذا أشياء"، أو هكذا تطورات"، أو هكذا تصور".. إلخ، استعمال "جائر" لكلمة "هكذا".. ذلك لأن قائلها كمن يقول:"إن على هذا النحو أشياء.." أو "إن على هذا المنوال تطورات.." أو "إن مثل ذا تصورات"… وهذه عبارات لا تؤدي المعنى المراد، ولا تقبلها العربية لأنها ليست لسانا عربيا.. والحقيقة أن هذا الاستعمال الخاطئ لكلمة "هكذا" يعود في الأصل إلى ترجمة حرفية غير صحيحة لعبارتي "Such things are" الانجليزية و"de telles choses sont..." الفرنسية، والتي تعني:"إن مثل هذه الأشياء…، أو: إن أشياء كهذه…" لذا فالصحيح أن يقول القائل عند استعمال "هكذا": ".. هكذا كانت التقاليد عندنا" أو "هكذا كان يفعل السلف"، أو "هكذا كانت تسير الأمور في القديم .."، و"هكذا دواليك..". قد يتحجج البعض بما جاء في كتاب الجاحظ على أنه يشبه هذه التعابير الخاطئة، فقد ذكر الجاحظ في كتاب (البخلاء) "عن إبراهيم السندي أنه حدث عن رجل بخيل من أهل خراسان. قال الرجل: أو ليس قد دعوتني؟! قال ابراهيم: ويلك! لو ظننت أنك هكذا أحمق ما رددت عليك السلام،" لكن المثال لا يؤكد سلامة الخطأ المشار إليه في استعمال هكذا، لأن قوله "هكذا أحمق" فيه تقديم وتأخير أي تقديم "هكذا" وتأخير "الصفة"، ويؤكد الاستعمال الفصيح للكلمة، أي: " ويلك! لو ظننت أنك أحمق هكذا ما رددت عليك السلام".