بقلم عامر دراجي وأنا أقوم بزيارة أخيرة قبل النوم على الفايس بوك، شد انتباهي رسالة مصدرها مجهول، يقول بعد السلام والتحية، أخي العزيز، أرجو منك أخي أن تبرمج زيارة رفقة صديقك إبليس إلى مغنية، رديت بالإيجاب طبعا. كان يبدو لي الطلب عاديا لأنني معتاد على استقبال رسائل من هذا النوع، أصحابها مواطنون من عدة جهات بالوطن ينتمون إلى ما يسمى الجزائر العميقة، يتمنون زيارة إبليس لمدنهم لا لشيء سوى للوقوف على ما هم عليه من حرمان وتهميش. صدقوني لو تقرؤون الرسالة بدون معرفة مصدرها تظنون للوهلة الأولى أنها من بنغلاديش أوالنيبال، لا علينا، قلت لما أنهيت قراءة رسالة أخونا المغناوي صعدت مباشرة الباخرة المتوجهة صوب النوم العميق التي انطلقت تصارع أمواج النعاس المختلط بتعب ومشقة اليوم، وأنا على سطحها كنت أتخيل نفسي وكأنني ليوناردو دي كابريو بطل فيلم التيتانيك ينتظر الشقراء "روز"، ولكن لا أنا بطل ولا الشقراء حضرت، وأنا أحلم في منامي فاجأني الملعون بوجهه القبيح وهو يضرب على كتفي قائلا: عموري ( ليلا توف)، لماذا أنت وحيدا في هذا المكان ؟ قلت لا شيء أنا هنا لأتمتع بالوحدة والهدوء، قال: لا وقت لدينا حضر حالك للسفر إلى المغرب إلى شفشاون بالذات، لقد طلبوني شياطين المغرب مستعجلا في أمر بالغ الأهمية، وبما أنك صديقي وتعرف المغرب جيدا سترافقني، لحظتها تذكرت صديقي المغناوي وقلت، هل لنا أن نعرج على مغنية، قال لا مانع لدي فقط أسرع لأن الأمر جد خطير والوقت ليس في صالحنا…يتبع