أبو العباس برحايل الحلقة38 وغالبا ما تكون تلك العطايا دقيقا وسمنا وبيضا..وتكون الشحادة في دورة قد تدوم يومين أو ثلاثة؛ يطوف فيها الفريق الشحات بالبيوت والأحياء وهو يصيح فرديا أو جماعيا بعبارات مسجوعة تحث على العطاء والتبرع.. ولا يعدم أن يلتقي الفريق ببعض حفظة القرآن فيجرون عليه بعض الاختبارات ويجادلونه في بعض القضايا ويكون ذلك بنوع من المراهنات.. شاركت مرتين في هذه الحملات على رغم صغري؛ وساقتنا إحدى المرتين إلى مشتى هذا الشهيد سي الطيب بوشارب فرحب بنا وسألنا بعض الأسئلة الابتدائية في القرآن من مثل عدد تردد لفظة نعمت المفتوحة التاء ..مع وجوب ذكر الأرجوزة التي تنظم ذلك.. ومنها: نعمت ربك أتت مفصلا .. في الخمر والميسر جاء الأولا…. ومن يسلم وفاطر وغلمان .. والحمد لله على فضل القران ولما لم نجبه؛ خفّض من مستوى الاختبار؛ وسألنا عن بعض البديهيات الإملائية مثل: كان؛ هل ألفها ثابت أم محذوف؟ وذلك؛ هل ألفها ثابت آم محذوف.. وسكت الجميع وكنت أصغر أفراد الفوج؛ فتجرأت وأجبت في فضول .. وكانت إجابتي على العكس تماما من الصواب بسبب أن أعمامي سبق لهم أن جادلوني في هذه المسائل نفسها عابثين؛ وأجبتهم في سذاجة الطفولة بالصواب؛ ولكنهم خطّؤوني وهم يعبثون بي دون أن أتفطن لعبثهم بي .. ولم يملك الرجل الطيب غير أن يبتسم ويتنازل عن الرهان؛ إذ الرهان يقتضي أن لا يعطينا شيئا مادمنا أخفقنا في الإجابة .. ويدعو لنا بأدعية عريضة أن يوفقنا الله في مسعانا، وأمر بأعطية هي عبارة عن صحن كبير من الدقيق…). وعلمنا في المساء أن الحملة التمشيطية أسفرت عن اعتقال رئيس فوج الفدائيين بالدوار؛ وكان من مشتانا ..كاد ينجو أثناء الاستنطاق الأولي لولا أن الواشي البياع الذي كان رأسه مغطى بكيس منسوج من ليف الكرنب الغليظة تعرف عليه في آخر لحظة ؛ وقال له أنت عبد الرحمن مسؤول الفدائيين؛ ولست العيد.. وسيق إلى المعتقل في الحامة أولا؛ ثم حول إلى بريكة وقد تعرض لأبشع أنواع التعذيب، حيث اضطرأن يعترف بحقيقة شخصيته بعد أن مرالوقت الكافي الذي تحدده الثورة للمقبوض عليهم أن يعترفوا بما قد يرفع عنهم العذاب أو يخففه؛ واعترف لهم بأنه يدير مخبأ للتموين في شعاب بلعطير التي تم فيها إلقاء القبض عليه؛ والتي كانت شعابا تعج بالمخابئ بما فيها المخبأ المتخذ سجنا يسجن فيه المساجين الذين حكمت عليهم محاكم الثورة أو المتهمون الذين سيقدمون للمحاكمة ..وكان في نيته أن يقودهم لمخبإ مهجور تم إهماله ولم يعد مستعملا؛ فإذا المسؤولون وقد توجسوا خيفة بعد إلقاء القبض عليه أن يعترف بالمخابئ المستعملة؛ فراحوا ينقلون إلى المخبإ المهجورالتموينات المخزنة في تلك المخابئ الأخرى.