كشفت أرقام الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث عن وجود 700 ألف يتيم عبر الوطن، يفتقدون للدعم المادي والمعنوي حيث يقع أغلبهم فريسة سهلة للتشرد والضياع والفئة المحظوظة منهم تتكفل ببعض مصاريفهم جمعيات كافل اليتيم التي بدأ نشاطها يتوسع في السنوات الأخيرة خاصة بعد بروز مواقع التواصل الاجتماعي التي سهلت من مهمة هذه الجمعيات وعرفت بنشاطاتها عبر الوطن. سهام حواس لا تجد الأرملة طريقة للحصول على المال لتوفير لقمة العيش لأبنائها سوى الخروج للعمل، وبما أن أغلب الأرامل في الجزائر لا يملكن مؤهلات دراسية عالية فإنهن يعملن في مهن متواضعة بأجور لا تسمن ولا تغني من جوع، حيث تدفعها الحاجة إلى قبول أي عمل لضمان قوت أبنائها خاصة وأن مصالح الخدمات الاجتماعية لا توفر العون للأرامل بصورة كبيرة، فإن لم تجد الأرملة ما يكفي لإطعام أبنائها سيكون التسول الخطوة الثانية التي ستمنح العائلة التي فقدت المعيل القليل من المال وأمام تجاوز عدد الأيتام عبر الوطن رقم 700 ألف يتيم فإن التدخل الفوري أصبح أكثر من واجب من قبل الدولة والجمعيات لتفادي انحراف هذا العدد الكبير من الأيتام ولجوئهم إلى التشرد والسرقة لتوفير المال.
البروفيسور مصطفى خياطي للحوار 8000 طفل يتكفل بهم "فورام" ضمن مشروع كافل اليتيم دعا البروفيسور، مصطفى خيّاطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث الأئمة إلى تحسيس المواطنين بضرورة المساهمة في مشروع كفالة اليتيم والذي تسعى الهيئة من خلاله إلى توفير الدعم المادي والمعنوي لأكثر من 700 ألف طفل يتيم عبر الوطن حيث أكد أن غياب التحسيس وجهل المواطن بطريقة التكفل قلّل من مشاركتهم في هذه العملية الإنسانية التي يستفيد منها لحد الآن 8 آلاف طفل عبر الوطن وهو رقم ضئيل مقارنة بعدد الأيتام الذين يحتاجون إلى رعاية ومتابعة متواصلة، وكشف البروفيسور مصطفي خيّاطي، في تصريح للحوار، أن برنامج كافل اليتيم استطاع رفع عدد الأطفال المتكفل بهم من 5 ألاف طفل إلى 8 آلاف طفل على المستوى الوطني، وتطمح فورام إلى التكفّل بأكثر من 10 آلاف طفل يتيم أوأكثر مستقبلا بمن فيهم أطفال العائلات المعوزة، وشدد الدكتور خيّاطي لضرورة أن يعرف المواطن أن تكفله بيتيم سيساعد على توفير الدعم المادي له حيث يهدف هذا البرنامج إلى بقاء الطفل في وسطه العائلي من أجل الإبقاء على الرّابطة العائلية بأحد أقاربه ولو من بعيد وفي ذات السياق أكد خياطي أن الهيئة تهدف إلى توسيع دائرة الاهتمام بكفّالة الأيتام عن بعد ومتابعة شؤونهم بشكل مستمرّ إذ تبلغ المساعدات المالية التي يقدّمها الكفي3000 دينار شهريا، مبرزا أن كفالة اليتيم عن بعد مفيدة من أجل الحفاظ على التلاحم الاجتماعي وتفادي الانحراف، وفيما يخص المبادرات الفردية التي يقوم بها شباب شبكات التواصل الاجتماعي، أوضح البروفيسور خياطي أن الفكرة طيبة وتحتاج إلى رعاية خاصة، وجيب تعميمها بشكل أوسع حتى لا تكون مناسباتية فقط، ويشارك فيها جميع أطياف المجتمع بصورة منظمة حتى لا تأخذ أبعاد أخرى أوتنحرف عن مسارها الطبيعي .خاصة وأنها مؤطرة بصفة فردية وبصورة عفوية لكنها تصب في مجمل الأحوال في نفع اليتيم وأسرته. وفيما يتعلق بكفالة اليتيم بصورة دائمة يقول خياطي أن الأمر يحتاج إلى عملية تحسيس واسعة داخل المجتمع لتوضيح الصورة أكبر، حيث يمكن للمواطن أن يعرف شروط وكيفية كفالة يتيم خاصة وأغلبهم يحملون فكرة خاطئة عن المشروع، فالهيئة تحرص على أن يعيش اليتيم داخل أسرته ويحظى برعاية مادية من الكفيل دون أن يتم نزعه من أسرته والدعم المطلوب حاليا يكون من الأئمة عبر خطب الجمعة ووسائل الإعلام التي يمكنها أن تساهم بشكل كبير في رفع عدد الأطفال المتكفل بهم شهريا ليتجاوز رقم الثمانية آلاف التي وصلنا إليها في الوقت الحالي وتجاوز ذلك بكثير .
برعاية مستشارين نفسانيين وقانونيين " مقهى اليتيم " مشروع إنساني يبحث عن الدعم ساهم مشروع مقهى اليتيم الذي أطلقته جمعية "الأمل" لرعاية الأطفال المسعفين ومركز الإعلام والتوثيق لحقوق الطفل والمرأة في إعطاء بريق من الأمل للعائلات التي ترغب في تبني أطفال، من خلال جمعها بالمختصين لإلقاء الضوء على أهم الصعوبات التي تواجهها العائلات الكافلة ومحاولة إيجاد الحلول لتمكين الطفل من العيش في محيط اجتماعي سليم. "كفالة كافية" أو ‘مقهى اليتيم"، هو عبارة عن جلسة أو اجتماع للعائلات الراغبة في التكفل وتبني الأطفال المسعفين. وتهدف المبادرة إلى جمع واستقطاب عدد كبير من المواطنين على مائدة واحدة للاطلاع عن قرب على الطرق المثلى لكفالة الأطفال المسعفين والإجراءات والشروط القانونية التي يجب توفرها في الكافل لكي يتمكن من تربية طفل مسعف، وأخذ فكرة عن الشروط اللازمة والإجراءات المتبعة للتكفل بطفل حسب القوانين الجزائرية المعمول بها، ويؤكد السيد عنتري بوزار رئيس جمعية الأمل، أن اللقاء يجمع العائلات بالمختصين النفسانيين والقانونيين بالإضافة إلى ممثلي مديرية الخدمات الاجتماعية التي تتكفل بدراسة ملفات العائلات الراغبة في كفال طفل مسعف. ويهدف هذا اللقاء أيضا إلى تقديم شروحات وافية للعائلات حول أهم القضايا التي تثير انشغالاتهم مثل الوثائق الخاصة بالطفل كشهادة الميلاد وبطاقة التعريف الوطنية وحتى جواز السفر، حيث تشكل هذه الوثائق عائقا في المستقبل للكثير من الأطفال حسب تجربة عائلات استفادت من رعاية أطفال مسعفين في وقت سابق، وهي تخوفات مشروعة أبدتها الكثير من العائلات المستقبلة والكافلة للأطفال التي أكدت من خلال تجربتها وقوع الأطفال في الكثير من المشاكل الإدارية بسبب عدم امتلاكهم للوثائق اللازمة.
تحت شعار "نحن وإياكم نرعاهم" جمعية تكافل الخيرية تواصل نضالها "بصدقات المحسنين"
تمكنت جمعيات كافل اليتيم من مسح الحزن عن وجوه الأيتام عبر الوطن، وذلك بتقديم الدعم المادي والمعنوي حسب قدراتها، حيث ساهمت من خلال حملاتها التحسيسية بتوفير المساعدة اللازمة للأطفال في مختلف المناسبات الدينية، حيث لم تدخر الجمعيات الولائية أي جهد لتقديم الاستشارة والمساعدة للأرامل وتوفير الجو الملائم لتربية الطفل اليتيم من خلال فتح مدارس لتعليم القرآن الكريم وإعطاء دروس خصوصية لفائدة التلاميذ المقبلين على امتحانات نهائية ومن بين الجمعيات التي دأبت على توفير الرعاية اللازمة للأطفال جمعية تكافل الخيرية لولاية سكيكدة، وهي جمعية ولائية ذات طابع اجتماعي متخصصة في رعاية اسر الأيتام و الأرامل في ربوع ولاية سكيكدة اعتمدت بتاريخ 03/ 04/ 2012 وهي امتداد لعمل خيري تطوعي بدأ في سنة 2012. وحسب رئيس الجمعية كمال قرواشي، فإن الجمعية تتكفل حاليا بأكثر من 200 عائلة فاقدة للمعيل تحوي بين جدرانها أكثر من 800 يتيم تعمل الجمعية جاهدا على توفير جميع المستلزمات الخاصة بهم، كما تحيي معهم مختلف المناسبات الدينية والاجتماعية واستطاعت التكافل الخيرية -حسب محدثنا – مد يد العون لفائدة الأطفال الأيتام المنتمين للعائلات الفقيرة على مستوى ولاية سكيكدة، حيث ركزت نشاطاتها على تحسين ظروفهم المعيشية وتمكينهم من مزاولة دراستهم بتوفير جميع المستلزمات ومساعدة العائلات، حيث تعتمد الجمعية على مساعدات المحسنين وشعارها في العمل الخيري هو " نحن و إياكم نرعاهم "، واعتبر قرواشي أن عدد الأطفال اليتامى في الجزائر غير محصى بشكل دقيق لكنه، يبقى رقم كبير يحتاج من الدولة الالتفات لهذه الفئة وعدم تركها تنتظر فقط صدقات المحسنين، وللأسف الشديد فإننا حتى اليوم لم نلمس أو نسمع على قوانين تحمي عائلات الأيتام خاصة في وقتنا الحاضر وما يميزه من مخاطر على استقرار أسر الأيتام وكرامتهم، فجمعيات كافل اليتيم الموزعة عبر ولايات الوطن لا تكفي لوحدها لمساعدة جميع الأيتام وتوفير أبسط ضروريات الحياة، خاصة وأن عقلية المجتمع تغيرت، ففي في السابق كانت الأرملة وأطفالها تلقى عناية خاصة من قبل العائلة اليوم تغيرت الصورة الأرملة أصبحت مطالبة بتوفير لقمة العيش لأبنائها وهو ما جعل الجمعية تفكر في إطلاق مشاريع للنساء الأرامل، فرعاية الأرملة وأبنائها الأيتام بالنسبة للجمعية ليست رعاية تقليدية إنما تصبو الجمعية بحول الله للوصول بالعائلة خاصة منها ذات الدخل المحدود أو معدومة الدخل لأن تكون عائلة مكتفية ذاتيا من خلال برامج التأهيل والتشجيع على تعلم الحرف والمهن المناسبة ومن برامج الجمعية هناك ورشة لتعليم الخياطة و التطريز وصناعة الحلويات الخ… كما نعمل حاليا على مشروع كفالة اليتيم عن بعد لحث المجتمع على مساعدة هذه الأسر وتوفير الرعاية لهم والكفالة تكون عن بعد طبعا لأن اليتيم يجب أن يتكفل به داخل أسرته الطبيعة وسط إخوانه، حفاظا على استقراه النفسي والصحي والاجتماعي وفي المستقبل القريب سنضع أيدينا بأيدي كل الجمعيات المشتركة الأهداف من أجل خلق قوانين تحمي عائلات الأيتام وتصون كرامتهم.