الحلقة المفقودة بقلم محمد يعقوبي للأسف المحسوبية موجودة حتى في قطاع الشؤون الدينية فكلما أقبل رمضان تزاحم الأئمة على باب الوزير يريدون ولوج قائمة الأئمة المحظوظين بالسفر إلى عاصمة الجن والملائكة لإمامة الناس في صلاة التراويح، وكعادتها وزارة الشؤون الدينية ليس في عهد محمد عيسى فقط وإنما عبر العقود الماضية تضبط القائمة هذه مثلما تضبط قائمة السكنات الاجتماعية في البلديات تحت الطاولات وبالهدايا والحسابات الضيقة، والسبب معروف، فالإمام الذي يذهب لصلاة التراويح في باريس يجني ما لا يقل عن 5 آلاف دولار، فضلا عن إقامة مدفوعة الأجر في عاصمة الجن والملائكة، والغريب أن المقياس الذي ركز عليه محمد عيسى هذا العام هو واحد ويكاد يكون وحيدا يتعلق أساسا بإجادة اللغة الفرنسية حتى أنه قيل إن الوزير اختار أناسا من خارج القطاع لأنهم يجيدون اللغة الفرنسية، أما العلم الشرعي والفهم والنضج فليس لهم أولوية في القاموس الجديد لوزارة الشؤون الدينية التي تتحول شيئا فشيئا إلى مخفر شرطة يغلب عليها القبضة الحديدية عوض الارتقاء إلى قداسة المهمة المنوطة بها. المؤسف في الموضوع ليس محسوبية الوزارة في إعداد قائمة أئمة فرنسا بل تزاحم آلاف الأئمة للظفر بهذه الامتيازات مثلما يتزاحمون على لجنة الحج، بينما القطاع بعيد كل البعد عن المساهمة في تربية الناس على قواعد العيش المشترك وأخلاقياته ومعالجة الظواهر السلبية في المجتمع وفي السلطة على حد سواء.