وسيروا في مناكبها لدى تكريمي بوسام الشرف كسفير للسلام لجزيرة غوري المعروفة بمعقل الرق بالسينغال من قبل أخي وصديقي أوغستن سنغور رئيس اتحاد كرة القدم السينغالي، تفاجأت بتدفق الكثير من السياح الأجانب إلى تلك المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال عبارة "باخرة" لتواجدها بعرض المحيط الأطلسي، حيث تعتبر من بين العشرات من الأماكن التي انتعشت في أزمنة مضت بتجارة العبيد والرق، حيث كانت سجونها محتشدات للموت البطيء، أقدم سجن بها بني عام 1780م، فقد عرف بلا عودة، فقد كان مكان للاحتجاز "المعتقلين" من الجنسين ومن جميع الأعمار دون استثناء، فقد كان سوقا للنخاسة تبدأ فيه مقايضة الرقيق بالبضائع والسلع الرخيصة، ومن ثم ترحيل الضحايا في قوارب عن طريق باب اللاعودة الشهير، وهو البوابة الخلفية للسجن المطلة على البحر. سجن ألان أصبح مزارا للسياح ووصمة عار تلفح جبين تاريخ الإنسانية المعذبة، فقد اكتشفت خلال زيارتي للجزيرة ألما دفينا بين أضلوعي سكانها الأصليين والذين يعيشون في جو من التسامح و الإخاء على الرغم من اختلاف دياناتهم فأغلبهم مسلمون، والغريب أن رئيس بلديتهم مسيحي وهو ابن اوغستن الرئيس السينغالي السابق، شخصية قمة في التواضع يحترم الإسلام والمسلمين، وهذا مالفت انتباهي إثناء تواجدي هناك، وهو أن تفعيل آليات التعايش بين مختلف الثقافات والأديان كان السبب الرئيسي في لملمة غوري لجروحها وعدم الالتفاتة إلى الوراء والمثابرة للمضي قدما من أجل بناء صرح التنمية وترقية الفرد السينغالي ومنحه فرصا للتعلم والعمل. غوري ألان، تنام في كل ليلة على كوابيس الماضي وتستيقظ في كل صباح على إشراقة الأمل، فالسكينة فالاستقرار.