ليلى عمران أكدت مصادر مطلعة ل"الحوار" على مطالبة مجموعة معتبرة من الأئمة عبر القطر الوطني لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وكذا السلطات الجزائرية وعلى رأسها التشريعية، بدسترة المذهب المالكي حفاظا على الوحدة الدينية في الجزائر، ونبذا للتطرف واختلاط المذاهب. وشددت المصادر ذاتها على أنه من الضروري الحديث عن دسترة المذهب المالكي عند الحديث مباشرة عن تعديل الدستور، وذلك لتفادي الدخول في جدالات عقيمة مستقبلا، مؤكدة على إلزامية الحفاظ على المذهب الإباضي كخصوصية جزائرية في الوقت نفسه، كما عقبت مصادر "الحوار" على تصريحات وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى المتجددة حول المرجعية الدينية، بأنه من الواجب عليه المطالبة بأن تكون هذه الأخيرة مرجعية مالكية لحماية الوحدة الدينية في الجزائر ولتفادي الصراعات والطائفية، التي بدأت بوادرها تظهر على المجتمع الجزائري، بعدما وصل الأمر إلى مطالبة برلماني بإلغاء المادة الثانية من الدستور القائلة بإسلام الدولة. ومن هذا المنطلق، قال الأمين العام لنقابة الأئمة جلول حجيمي، في تصريح خص به "الحوار"، إن مطلب دسترة المذهب المالكي من المطالب الأساسية للأئمة الجزائريين بشكل عام والنقابة بشكل خاص، على اعتبار أنها الهيئة الرسمية الأولى التي طالبت بترسيم المرجعية الدينية وعلى رأسها المذهب المالكي الذي يعتبر منهج أغلبية الجزائريين، دون أن ينسى المذهب الإباضي المتبنى من طرف سكان ولاية غرداية وضواحيها، الذي أكد على احترامه له ولهم كجزء لا يتجزا من المجتمع الجزائري. وأضاف حجيمي بأن مطلب إدراج المذهب المالكي في الدستور الجزائري يعتبر عنصرا أساسيا في أرضية مطالب النقابة إلى جانب إعادة النظر في القانون الأساسي الذي يحكم الأئمة الجزائريين، مطالبا الرجل الأول في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى بضرورة تمتين المرجعية الدينية وتمكينها في التدريس في المدارس والمعاهد المخصصة لدراسة الشريعة الإسلامية. كما أشار الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية إلى أن مطلب دسترة المذهب المالكي لم يأت من فراغ أو كنتيجة لمشاكل نقابية مع المذاهب أو المدارس الأخرى، وإنما جاء سعيا من الأئمة الجزائريين لتفادي تكرار ما عاشه الشعب الجزائري من تطرف وصراع خلال العشرية السوداء، مشددا حجيمي على أنه من الضروري إرساء والوصول إلى اتفاق جميع المنابر الدينية والشعب الجزائري ككل على مذهب واحد، للابتعاد عن التضارب والتطرف في الدين الذي ينتج عنه عاجلا أم آجلا صراع ينهش المجتمع من الداخل.