آمنة/ ب ألف الجزائريون استقبال عيد الفطر المبارك بما لذ وطاب من أنواع الحلويات، التي تنهمك ربات البيوت في تحضيرها قبيل العيد، حيث تندرج هذه العادة في خانة العادات المتأصلة والمتوارثة لدى الجزائريين، إلا أن الإفراط في تناول الأطعمة والحلويات ذلك اليوم بعد شهر من الصيام، يتسبب في إصابتهم بوعكات صحية حادة. يعتاد الجهاز الهضمي في رمضان على الراحة طوال اليوم، حيث لا يستقبل الطعام والشراب إلا ليلا، وعليه فإن الإفراط في استقبال الحلويات الغنية بالسكريات والدهون يوم العيد يسبب صدمة حقيقية للمعدة، تنتج عنها بعض العوارض المزعجة التي تنغص على الصائمين فرحة العيد على غرار انتفاخ البطن، الإسهال، المغص وغيرها. وما يزيد فعلا من هذه المشكلة هوالإصرار على كل ضيف قدم للمباركة بالعيد تناول الحلويات وشرب العصائر وإحراجه حتى يصبح بطنه في قمة الانتفاخ، حيث أكدت نورة وهي سيدة في مقتبل العمر أنها كثيرا ما تتعرض لآلام في البطن وانتفاخ وغازات في الأمعاء عشية العيد، وذلك نظرا لإفراطها في تناول الحلويات وشرب العصائر في بيتها وفي كل بيت تقصده للمباركة، حيث أكدت أنها تهوى كثيرا تناول الحلويات ولا تستطيع مقاومتها، خصوصا إذا ألح عليها الأقارب، وبالتالي ما يشارف يوم العيد على الانتهاء حتى تنقلب عليها تلك التجاوزات الغذائية بآلام وانتفاخ في المعدة. كريم مسوس: لا بد من مراعاة بعض التدابير الغذائية خلال عيد الفطر أشار أخصائي التغذية كريم مسوس، في تصريح للحوار، أن عيد الفطر هو عبارة عن همزة وصل بين الصوم والإفطار، وعليه توجد تدابير غذائية لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار، فقد ألفت المعدة أن تبقى فارغة لساعات طويلة من اليوم ولا تستقبل أي نوع من الأغذية إلى بعد المغرب، وبالتالي فإنها اعتادت على العمل ليلا، وعليه يستحسن تناول الأغذية غير المركزة بالسكريات والدهون أيام العيد الأولى وتفادي الحلويات والعصائر الاصطناعية المحلاة، وتعويضها بالفواكه الموسمية وتناول الخضر أثناء الغذاء والعشاء لتفادي الوعكات الصحية وتفادي ارتفاع السكري والكوليسترول. أما خلال القيام بالزيارات العائلية أواستقبال الضيوف أيام العيد، فقد نصح أخصائي التغذية كريم مسوس بجعل عدة خيارات متاحة أمام الضيوف على غرار العصير المنزلي وقارورة الماء وبعضا من الفواكه، حتى لا يحرج الضيف ولا يضطر إلى شرب عدة أكواب من العصائر الاصطناعية، فالبعض لا يرغب في تناول أي شيء سوى كوب ماء، كما يتعين عدم الإلحاح كثيرا على الضيوف لأجل الأكل والشرب، لأنه خلال الأعياد تكثر الزيارات العائلية ويضطر الزائر إلى تناول شيء ما في كل بيت يقوم بزيارته. وأضاف المتحدث ذاته، بأن الحركة يوم العيد من خلال الخروج والقيام بالزيارات العائلية تبقى ملائمة ومفيدة جدا للصحة، لأن المشي يصحح بعض التجاوزات الغذائية، فضلا على ضرورة تناول الطعام ببطء والمضغ جيدا والجلوس أثناء الأكل، لأن هذه التفاصيل تعطي راحة للمعدة.
قياس نسبة السكر ضروري على المرضى يوم العيد أما فيما يخص مرضى السكري، فنصح كريم مسوس، المرضى بقياس نسبة السكر في الدم يوم العيد من أجل معرفة ما الذي يمكنه تناوله دون التعرض إلى أضرار أو وعكات صحية، خصوصا وأن حالة مريض السكري تختلف من شخص إلى آخر ومن حالة إلى أخرى، ولكن على العموم يتعين على المصابين أن يتجنبوا قدر الإمكان المشروبات المحلاة بالسكر والصودا، وبالنسبة للحلويات فعليهم اختيار الحلوى الأقل تركيزا من السكريات والدهون وتناولها مع كوب من القهوة والحليب خال من السكر، مع مراعاة الكمية المناسبة، فخلال العيد تكون الاحتياطات أكثر من الممنوعات. كما أضاف المتحدث ذاته، بأن تناول فطور الصباح قبل الذهاب إلى المسجد من أجل أداء صلاة العيد، كما هي السنّة في عيد الفطر، فرصة لحرق بعض من الحلوى التي تم تناولها بفضل المشي والحركة. هذا، ويهنأ أخصائي التغذية كريم مسوس، الشعب الجزائري والأمة الإسلامية جمعاء على حلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا باليمن والبركات.