حوار مع إبليس عامر دراجي البارحة كنت جد حزين و دون أي سبب لدرجة أنني رفضت التجاوب مع كل من حاول الكلام معي، صدقوني حتى "العشاء بت بلا عشا و بالعامية حرنت" وأنا في فراشي وعلى هذا الحال إذا بالملعون يدخل علي الغرفة دون استئذان رافعا صوته معاتبا وهو يقول ما بك يا هذا ما الذي جرى لك ما هو سبب حزنك؟ قلت والله يا صديقي لا أدري ما الذي جرى لي فجأة، قال لا يوجد في هذه الدنيا أمر يستحق كل هذه الدرجة من الحزن، أأنت حزين مثلا لحال الجزائر؟ يا رجل دعها فهي مأمورة لا تقلق لحالها فإن بعد الضيق حتما يأتي الفرج وإن مع العسر يسرا، وليس بعد العسر يسر "خليها لربي" قلت له اعلم ولكن، قال إذا وما السبب الذي جعلك تصل إلى هذه الحالة التي أنت عليها الآن؟ أجبته و دون شعور جوابا كثيرا ما يستعمل هذه الأيام وقلت سببي "لعرب" ضحك ولم يتوقف حتى صرت أترجاه أن يتوقف، رد علي وقال وماذا فعل لك العرب يا هذا؟ قلت "خلطولها جدها" قال لستم الوحيدين في هذه الدنيا من يشتكي من هذا الأمر، قلت له ومن أيضا؟ قال حتى عالم الحيوان له المشكلة نفسها، قلت له يا إبليس عيب عليك أتشبهنا بعالم الحيوان؟ قال ( وين راه المشكل)أنتم اليوم لا تحتكمون للإنسانية فيما بينكم فكل العلاقات التي تربطكم علاقات "هم هم" هل مثلا تحسون ببعضكم البعض؟ هل تحنون على بعضكم البعض؟ هل يسأل الجار اليوم عن جاره؟ هل تحبون الخير لبعضكم البعض؟ يا رجل كفاكم نفاقا وكذبا، انظر إلى ما يجري من حولك و سترى وتلمس البراهين والأدلة التي لا تكفيها الصحف لتدوينها، لذا لا تحزن و لا تقلق فمادمتم انحرفتم عن إنسانيتكم هذا هو مصيركم، اقرؤوا على الدنيا السلام و أوصيك لا تحزن لاتحزن.