إذا انتشر الفساد في البر والبحر والجو، فعلم أن المسؤول الأول هو المعارضة وليست السلطة التي استثمرت في غباء وشجع المعارضة، ومكبوتاتها السلطوية، فأنتجت فسادا ذو طبيعة أخطبوطية، تحت كل ملف قنبلة موقوتة من يحركه تنفجر في وجهه، ليتغير مفهوم ومضمون المعارضة ويتحول إلى عارضات أزياء سياسية على صفحات الجرائد وقنوات الصرف الإعلامي، ضمن هذه التحولات نرصد مواقف المعارضة في الجزائر، متى تتحرك ومتى تتراجع؟؟ من أين يبدأ النفاق وأين تنتهي السياسة؟؟ (سؤال سبق طرحه)، مواسم الاصطياف والإسهال الخطابي، ومواسم الإمساك والسبات والنوم في العسل، معاركهم الوهمية والأرض اليباب الذين يصلون إليها مجازاً ثم يعودون إلى المحاولة مرة أخرى، بالمعطيات نفسهاو الأساليب نفسها و الأكاذيب و الألاعيب نفسها، في لعبة ما يسمى؛ حمار الرحى، فكيف يقيم وزير ومسؤول فاسد في منصبه ولا أحد يحرك ساكنا وفجأة و دون سابق إنذار تخرج معارضة من أقصى اليسار تطيح بوزيرة لم تلبث سوى ليلة أو ضحاها على كرسي الوزارة التي شهدت 15 عشرة سنة نهبا وفسادا، ومع هذا الواقع الموبوء بالعبث، تفهم جليا وبوضوح التشوهات في وظيفة المعارضة من انتقاد السلطة وكشف فسادها ومحاربتها سياسيا، إلى التغطية عليها، بل تتحول إلى طابور خامس ضمن الجهة المعارضة، فتتوسع صلاحيات التغطية إلى محاربة كل مسؤول يريد إصلاحا تسلل خطأ إلى وكر الفساد، ذات تغيير حكومي ارتجالي، كان الأولوية عنده التخلص من بضاعة مزجات انتهت صلاحية بقائها على كرسي الوزارة لتغيير الموازين ضمن القوى المتنفذة التي أفرزتها وزيرة منذ ما يقارب عقد ونصف، فوضعوا مكانها شخص سوي منظم، هنا تدخلت المعارضة لصناعة مبرر يطيح بها ويضع من تثق الجهات المخولة بالتغير الحكومي في فساده، ويتلائم حسه المسؤول بأهمية الحفاظ على الرداءة ومزاج السلطة، هذه المعترضة كانت لويزة حنون، ومن الغريب أنها الآن متابعة قضائيا من السيدة لعبيدي المطاح بها من أعلى هرم الوزارة، وتتحدى غريمتها أن ترفع حصانتها وتنزل معها لميدان القضاء، حيث أنها أعلنت استعدادها لذلك ولكنها لن تفعل، نحن الآن مع حالة معاكسة تماماً وهي أن المسؤول هو من يقاضي المعارِضة ويكشف فسادها وليس العكس، إن هذا السلوك المتملق والذي هو دين كل الفطريات السياسية المتواجدة في الساحة، هو من يؤسس الفساد وبالتالي ضرب المعارضة وكشفها على حقيقتها هو في الحقيقة بمثابة نصف الفساد بل ثلاثة أرباعه والمتبقي يكفي حزب مجهري مخلص في عمله اتجاه وطنه غير متواطئ مع المفسدين أن يطيح بعرشه ويدخله عش الزوجية مع قانون العقوبات، الأمين العام لحزب الأفلان في آخر مؤتمر صحفي له فجر قنبلة إعلامية تعامل مع الإعلام الموالي للفساد ببرودة تامة، مع أنها أزالت الكثير من الغبش حول الألقاب الزائفة التي تحملها النخبة والتي تمثل على ركح مسرح السياسة، حيث أفشى محتوى لقاء حنون قبل موعد انتخابات العهدة الرابعة مع القايد صالح، حيث طلبت منه أن يقوم بانقلاب عسكري على من ساندته من قبل وترشحت خصيصا لدعمه وصناعة المهرجان الانتخابي، هذه الوجوه والأقنعة التي ترتديها المعارضة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين كلهم يدين بالولاء والطاعة وكلهم سدنة في معبد السلطة والقوة والنفوذ، كلهم في الأخير وجوه متعدد لعملة واحدة.