أكثر من 13 سنة وأنا أسن قلمي وأكتب محاربا للسيدة مليكة قريفو صاحبة أول مدرسة خاصة في الجزائر تعلم باللغة الفرنسية، كانوا يصورونها لنا على أنها أكبر عدو للغة العربية أمس استضفناها في ندوة الحوار واستمعنا باهتمام لآرائها أقسم لكم أنها قدمت أفضل مرافعة علمية للدفاع عن اللغة العربية أفضل حتى من بعض المعربين الغارقين في الخطاب الأخلاقي والعاجزين عن توصيف أفضلية اللغة العربية بالأدلة العلمية البيداغوجية بعيدا عن الشعبوية المقيتة، للأسف غياب لغة الحوار بين الجزائريين هي أحد أهم أسباب العداوات والصراعات، فمنذ تأسيس تنسيقية المدرسة الأصيلة والمتفتحة بداية الألفية تعمق الشرخ بين معرب و مفرنس وكل طرف يريد تجريد الطرف الثاني من وطنيته وآرائه ولو ان وسيطا شجاعا جميع عقلاء الطرفين على مائدة علمية توضع خلالها العواطف والشعارات جانبا لقضينا على 99 بالمائة من الخلافات ولاستطعنا عزل المؤامرة الخارجية وعرفنا من أين يأتينا الخطر على هويتنا ولغتنا، لكن كل المعارك بيننا تسيست و تأدلجت وصار المفرنس يكيد للعربية ويفعل المعرب نفس الشيء، اعتقد ان ندوة الحوار بالأمس أحسن رد على من يقولون ان الجزائريين لا يستطيعون التحاور مع بعضهم، ونحن نقول يمكننا حل مشاكلنا السياسية والثقافية والاقتصادية عندما نحترم بعضنا البعض ونقبل الجلوس على مائدة حوار واحدة.