أوضح أول أمس وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن العلاقات الجزائرية المالطية بدأت تتعزز أكثر فأكثر،مبينا أن مجالات عديدة للشراكة بين البلدين مفتوحة لتطويرها. وقال مدلسي الذي التقى بمالطا الرئيس المالطي إيدوارد فينش أدمي وذا نظيره تونيو بورغ أن العلاقات الجزائرية المالطية ''أخذت تتعزز'' مؤكدا أن العديد من مجالات التعاون متاحة أمام البلدين مثل الطاقة و السياحة و الصناعة الصيدلانية و كذا الخدمات المالية،مشيرا إلى أن ''الجزائر التي تعتمد على المحروقات تتطلع إلى تنويع اقتصادها'' مذكرا في هذا السياق بأن مداخيل البلد خارج المحروقات بلغت ملياري (2) دولار. وقال مدلسي ''إننا نتقدم في مجال استكمال الاتفاقات الثنائية الجزائرية المالطية و التي تخص أساسا إلغاء الازدواج الضريبي و ضمان الاستثمارات''، واللتان ستستكملان خلال شهر مارس المقبل، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة التوقيع على هذه الاتفاقات في ''أقرب الآجال'' من أجل إعطاء دفع جديد للتعاون الثنائي،وعلى أهمية وضع مجلس لرجال الأعمال الجزائريين المالطيين في أقرب وقت حيث ذكر بأن تنصيبه كان مقررا سنة .2008 وبين وزير الخارجية أن زيارته لمالطا قد سمحت للبلدين ب''تزويد هذه العلاقات الثنائية بإطار قانوني مستقر و كامل'' معبرا عن إرادة الجزائر في تحقيق شراكة مع مالطا و مشاريع مشتركة سيما في قطاعات الصناعة و الصيدلة و السياحة،خاصة وأن مالطا أصبحت ''من أهم الوجهات السياحية'' في حوض المتوسط ، مضيفا أن البلدين سيعملان على ''تقريب المؤسسات السياحية الجزائرية و المالطية'' بغرض تبادل التجارب في هذا المجال. وابرز مدلسي أن الأزمة الاقتصادية العالمية شكلت محور تبادل وجهات النظر بين الوفدين ،إضافة إلى أن هذه الزيارة سمحت للطرفين بتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا الجهوية و الدولية و بالتنويه بالمسائل التي يتقاسم بخصوصها البلدان وجهات نظرهما،حيث قال ''لقد فتحنا مشاورات معمقة و تبادلنا معلومات حول الوضع في حوض المتوسط خاصة الاتحاد من أجل المتوسط''، مضيفا أن الطرفين قد اتفقا على تطوير التعاون شبه الإقليمي في ظل الاتحاد من أجل المتوسط بمشاريع ملموسة كفيلة باستقطاب اهتمام عدد من البلدان الأعضاء في هذا التجمع الجهوي،كما قال أن الجانبين تعرضا إلى الوضع السائد بالشرق الأوسط خاصة ''الاعتداء الشنيع'' على غزة،مردفا ''يحذونا نحن و المالطيين ذات الانشغال لكون رغبة إسرائيل في السعي إلى السلام ليست جلية". و لدى تطرقه إلى مسألة الصحراء الغربية أكد السيد مدلسي أن الجزائر تنتظر قدوم المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة المكلف بالصحراء الغربية السيد كريستوفر روس للمنطقة ''لتأكيد اهتمامنا بمسار المفاوضات التي بوشرت بمنهاست بين المغرب و جبهة البوليزاريو و التأكيد في الوقت نفسه عن عزمنا على المحافظة على ما يعتبر مكسبا بالنسبة لكافة المجتمع الدولي ألا و هو حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره".