لو طبق المسلمون ربع المواعظ والفوائد التي يتراسلونها عبر الواتس وتويتر وفيس بوك لصافحتهم الملائكة في الطرقات.. إنك تجد في وسائل التواصل الاجتماعي بعض المهووسين يُمعنون في ارسال هذه المواعظ وتبادلها والحث عليها وتوبيخ من لم يُعد إرسالها إلى آخرين، وقد يتحول كثير منهم إلى أئمة وشيوخ دين ينصحون الناس ويُلبسون على أنفسهم رداء الاستقامة . لم أفهم لماذا يتوجه بعضهم إلى إعطاء دروس الحكمة والاستقامة وينسون أنفسهم، هل حاجة المجتمع إلى مثل هذه النصائح ؟ هي ما دفع هؤلاء إلى تقمص شخصية أصحاب الحكمة. أما أن في الأمر تمظهر اجتماعي ووجاهة يجلبها الناصح لنفسه من خلال وسائل الاتصال الحديثة. أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد عادة ليس إلا. قد أكون ممن يحسنون الظن وكم أتمنى ألا يكون مصيري كمصير من سأل حكيما عن حسن الظن فقال : هو أن تستيقظ ليلا فترى وجه زوجتك مضاء بنور ساطع فتظنه نور الطاعة والتقوى ..ثم لا تلبث أن تكتشف أنها فاتحة موبايلك وتفتش في الرسائل .. قد نحسب أنفسنا دائما على صواب والآخر على خطأ ،، نمعن في إعطاء النصائح والقيم، وسريعا ما يصطدم حديثنا عن المُثل حين تتعارض مصالحنا مع مصالح الغير، حينها نكشر عن أنيابنا وننسى في لحظة أننا كنا سنسدي المواعظ والعبر لغيرنا لو تعرض لمثل موقفنا. البعض يذهب في وعيده بعيدا . والكاتب العماني صالح الفهدي يقول في ذلك إنه : يروى أن مكيفا تعطل في مسجد فرآها الإمام سانحة للوعظ فقال : تذكروا حر جهنم .. فرد عليه أحدهم : يا أخي، أصلح المكيف وذكرنا بنعيم الجنة .. ! الحقيقة أن ما فهمته من مجتمعنا العربي الحالي عموما والجزائري خاصة أن الناس تحب أن تعيش عيشة الأجانب وتموت موت الصحابة .