ح/سامية يصاب آلاف الجزائريين سنويا بحصيات المرارة، ويلجأ 90 بالمائة منهم إلى عمليات استئصال هذا العضو عن طريق الجراحة بالمنظار غالبا في وقت مبكر من الإصابة، حيث ينصح الأخصائيون بذلك منعا لحدوث أي التهابات أو تعقيدات صحية كانفجار المرارة داخل البطن، وما إلى ذلك من تأثيرات سلبية على الصحة الهضمية والعامة للمريض، وتصيب حصى المرارة ما يقرب من 10 بالمائة من الجزائريين أكثرها من النساء. يفضل أغلب المرضى بالجزائر اليوم، اللجوء إلى الجراحة بالمنظار بعد أن عرفت هذه الأخيرة تطورا كبيرا، بل وشكلت ثورة في عالم الجراحة الحديثة، نظرا لأن تقنية منظار البطن تتضمن قطعا أقل للأنسجة، مما يعني أن المرضى يتعافون في وقت أقصر بعد العملية مما لو أجريت لهم العملية بالطريقة المفتوحة التقليدية، كما أنهم يعانون من ألم أقل، كما يمكنهم العودة لممارسة أنشطتهم العادية في وقت أقل، مع العلم أنه حتى سنوات التسعينيات كانت تجرى عملية استئصال المرارة عن طريق الجراحة المفتوحة، حيث يقوم الجراح بعمل شق جراحي بالبطن طوله خمس بوصات للوصول إلى المرارة واستئصالها، مما يتطلب فترة أطول للتعافي لا تقل عن شهر كامل يستعيد بعدها المريض نشاطه العادي.
* حصيات المرارة تصيب النساء أكثر من الرجال فتيحة سيدة في الخامسة والأربعين تشتكي منذ ثلاثة أيام من غثيان مستمر وقيء في بعض الأحيان، مع ألم خفيف في المنطقة اليمنى أعلى البطن. تقول إنها اشتكت من هذه الأعراض مسبقا ولجأت إلى عيادة أخصائي باطني، وتم عمل الفحص السريري وعدد من الفحوصات المخبرية والإكلينيكية، والتي كان من بينها فحص البطن بجهاز فوق الموجات الصوتية "الإيكوغرافي" والذي تم من خلاله تشخيص المرض الذي تعاني منه وهو وجود حصوات في المرارة تجاوزت إحداها ال3 سم مع التهاب مزمن، حيث نصحها الطبيب باللجوء إلى الجراحة في وقت قريب تفاديا للمضاعفات الصحية. وتشير هذه الأخيرة أن الأخصائي الذي تتابع عنده لم يحدد لها سبب الإصابة بالحصى لأن الأسباب متباينة وكثيرا ما تجتمع لحدوث هكذا إصابة، فهي تعاني من الوزن الزائد ومن الكولسترول، خاصة وأنها تعتمد في غذائها كامرأة عاملة على الفاست فود، كما أنها لا تمارس أي نوع من الرياضة ولا تشرب الماء كفاية، وكل هذه الأسباب -حسبما أكد لها الأخصائي- تشترك في احتمال الإصابة بالحصى. أما سليمة والتي شعرت أثناء حملها بوخز شديد في الجانب الأيمن من بطنها، فقد اضطرت إلى الانتظار أكثر من سنة ونصف إلى ما بعد ولادتها متحملة آلام الحصى، خاصة وأنها أنجبت طفلتها عن طريق عملية قيصرية ولولا الريجيم الخالي من الدهون الذي وصفه لها الأخصائي لما تحملت كل تلك الآلام تضيف سليمة "لقد استفدت من الريجيم ليس فقط في تخفيف حدة الآلام، بل أيضا من أجل تسهيل إجراء العملية بالمنظار بعد أن قلت نسبة الشحوم المتكتلة في بطني، وهو ما ساعد الطبيب الجراح كثيرا". وبعد أن أجرت عملية استئصال المرارة عن طريق الجراحة بالمنظار، نصحها الأخصائي باتباع نظام غذائي خالي من الدهون ومن الأكل المقلي، وبالإقلال من النشويات والبروتينات والتركيز على الخضر المطهوة بالبخار واللحوم البيضاء المشوية بعد التخلص من جلدها الخارجي لغناه بالدهون وكذا على الفواكه، أي نظام غذائي صحي لتجنب أي تعقيدات صحية في المستقبل لأن الحمية هي أساس كل علاج. فيما يؤكد عبد العزيز أن الجراحة بالمنظار ثورة حقيقية في مجال الطب، فقد أجرى عملية استئصال المرارة منذ وقت قريب ولم يضطر إلى أخذ عطلة طويلة، إذ بعد عشرة أيام كان على مكتبه يعمل بكل نشاط، لكن ورغم سهولة الإجراء الجراحي، يتساءل أغلب المرضى غالبا، ماذا بعد استئصال المرارة، هل سيضطر المريض لاتباع حمية غذائية طيلة حياته، وهل من مخاطر أخرى بعد التدخل الجراحي وإزالة هذا العضو؟
* المعدة بيت الداء والحمية على رأس كل دواء يؤكد الأخصائيون في هذا الصدد، أنه لا خطر يذكر بعد عملية استئصال المرارة، رغم أن دورها هام في عملية الهضم، فهي بمثابة خزان فقط للسائل الصفراوي المفرز من الكبد، بعد استئصال المرارة يستطيع الجسم التكيف مع الوضع الجديد تدريجياً، حيث يتم إفراز الصفراء مباشرة من الكبد إلى الإثني عشر عن طريق القناة الصفراوية، وبذلك يحتفظ الجسم بقدرته على هضم المواد الدسمة ويحتاج الجسم لفترة من شهر إلى 3 شهور، وفي بعض الحالات التي عانت من تعقيدات تطول مدة الريجيم إلى 6 شهور للتكيفو حسب الدكتور بلوز، مختص في الأمراض الباطنية، والذي يؤكد أن المريض ليس مضطرا لاتباع ريجيم صارم طيلة حياته، بل فقط في الفترة الأولى قبل أن يتأقلم الجسم على الوضع الجديد. ويبقى حسب ذات المصدر، من الأفضل على صحة المريض تجنب الدهون في نظامه الغذائي والمقليات قدر الإمكان. وينصح عموما المرضى بعد إزالة المرارة بالاعتماد على الوجبات الغذائية ذات السعرات الحرارية المنخفضة حوالي 1200 إلى 1500 سعرة حرارية، موزعة على عدة وجبات بدل أن تكون مركزة في وجبتين اثنتين. كما ينصح الأخصائيون باتباع نظام غذائي يعتمد على السوائل كالعصائر الطبيعية والحساء الخالية من الدهون، فهو يسمح بانتعاش سريع من مثل هذا الإجراء الجراحي على الأقل لمدة عشرة أيام بعد استئصال المرارة، بعد ذلك يوصي الأطباء بالعودة تدريجيا إلى النظام الغذائي الاعتيادي لكن الصحي، لاستعادة حالة ووظائف الجهاز الهضمي بشكل نهائي.
* بعض المرضى يلجؤون إلى "كسارة الحجر" للتخلص من الحصى اختلفت تسميات الأعشاب التقليدية التي طالما استخدمها الناس في التداوي من حصى المرارة أو بالأحرى في تذويبها وتفتيتها، إذ يفضل البعض عدم التفريط في هذا العضو من جسمهم لتيقنهم من أهميته في عملية الهضم، وقد يحدث ذلك عمليا إذا كانت الحصيات صغيرة ولا يصل حجمها إلى 2 سم، لكن أغلبهم يجهل أن مخاطر العلاج بالأعشاب لا تقل مخاطره، فبعد تفتيت الحصى أو تحركها قد يحدث ما ليس في الحسبان لأن من مخاطر هذا التفتيت أن بعضا من القطع المتفتتة قد تكون كبيرة وتسد مجرى القناة الصفراوية أوالقناة الجامعة مسببة التهاب المرارة أوالتهاب القناة الجامعة، وحينها يصاب المريض بأوجاع غير محتملة على مستوى البطن، ويصاحب ذلك ظهور الصفار، وارتفاع درجة الحرارة، وتغير في لون البول والبراز، وكل ذلك يستدعي علاجاً جراحيا عاجلاً. ومن أشهر هذه الأعشاب والتي تسمى بالعامية عندنا " كسارة الحجر" هو بذر الكتان، هذا النبات العشبي تستعمل منه البذور التي تعتبر علاجا فعلا للكولسترول في نفس الوقت، ويحتوي بذر الكتان على حمض اللينولينيك ويستخدم بذر الكتان أو زيت بذر الكتان لعلاج نوبات مغص حصوة المرارة، وذلك بأخذ ملعقة أكل من بذر الكتان وتوضع في كوب ثم يملأ بالماء المغلي ويترك لمدة 15 دقيقة ثم يصفى ويشرب بمعدل كوب واحد بعد كل وجبة، كما يمكن استخدام زيت عصير بذر الكتان والمعروف عادة بالزيت الحار لإزالة حصوة المرارة، إذا كانت صغيرة الحجم حيث تخرج عن طريق القنوات الهضمية تلقائيا على خلاف حصوات الكلى والحالب والمثانة التي تخرج عن طريق البول، ويعتبر الزيت الحار الخاص ببذور الكتان من أفضل العلاجات في عالم العطارة أوالطب الشعبي لإذابة حصوة المرارة لكنه يحتاج فترة طويلة قد تصل إلى ثلاثة أشهر لإذابة الحصوة وإخراجها.