أول الحديث:(لماذا أوطاننا التي نحبها ليست بحجم أحلامنا؟) مجرد سؤال. حلمت كما يحلم المثقفون من أصدقائي الشعراء والمبدعين أن يكون لنا بيت يلم شمل المبدعين من كل التوجهات ومن كل شبر في هذا الوطن حتى نقضي على فكرة الجهوية أو الإقصاء .. وقد كان . فبادرت بفكرة برنامجي الإذاعي (عطر الأولى) الذي كان يبث عبر أثير القناة الأولى بالإذاعة الوطنية، و رغم عصر الصورة الذي نعيشه و طغيانه على الصوت والمضمون إلا أنه ولله الحمد قد عرف نجاحا كبيرا بين المثقفين الجزائريين بل حتى العرب. وقد استضفت من خلال أستوديو القناة بصالون الكتاب الدولي للسنة الماضية، السيد مدير الصالون ومحافظه ومن بين التساؤلات التي طرحتها لماذا لا يكون من بين نشاط الصالون أمسيات شعرية ملازمة طيلة أيام المعرض/الصالون.وهو التقليد المعمول به في معظم معارض الكتاب في الدول العربية خاصة،و الحقيقة أن سيادة المحافظ أبدى استعدادا لتدارك هذا في هذه السنة واتفقنا على التواصل أثناء التحضير لنرى ماذا نفعل ،و لأنني كائن حالم بالفطرة أو بالفعل ومحبط بالقوة، حلمت -خير اللهم اجعله خيرا -أنني أجمع كوكبة من أصدقاء الحرف شعراء و شاعرات، وكم من المواهب المدفونة في بلادنا-قسرا أم رغبة-و كم من الكفاءات المغيبة عن فضاء نشاط صالون الكتاب حيث لاشراكة حقيقية من المسؤولين مع مثقف أو مبدع أو إعلامي و إن حدث وهذا في أضيق الحدود فهي الوجوه نفسها التي تدعى كل سنة والأسماء ذاتها التي تشارك كل سنة كأنك يا جزائرنا الجميلة عاقر .. عاقر. . ولأنني حالمة بالفعل إذن تواصلت مع السيد المحافظ وبعد تسويف للقاء بادرني بأن الصالون لا يمكن أن نقيم فيه أمسيات للشعر لأنه يقفل أبوابه على الساعة السابعة مساء. ..يا سيدي ومن قال إن الشعر لا يقرأ على الساعة الرابعة مساء مثلا ؟أم هي ردود من باب ذر الرماد في العيون . و إذا كان صالون الكتاب في الجزائر لا يحب الشعر ومحافظه مغلوب على أمره وليس بيده الحل و الربط…ما الحال مع وزير ثقافتنا وهو شاعر؟ ألا يتدخل في رد الإعتبار للشعر وحفظ ماء وجوه شعراء بلاده؟ رحمة الله على الدكتور سمير سرحان المثقف المصري القومي العروبي الذي كنت أعمل معهم في اللجنة التحضيرية لمعرض الكتاب الدولي بالقاهرة على مدى عشرات السنين،-و لم أكن بنت بلاده- كان يستمع لرأيي أو اقتراحاتي بكل تواضع رغم أن اللجنة كانت تضم آنذاك من هم أقدر وأهم مني من كتاب ومبدعي مصر بل ومن كل الدول العربية . تلك تقاليد ثقافية أردت نقلها إلى عالم الثقافة ببلادي…لكن يبدو أن النبي الذي نتطاول على كرامته آن له أن يتخلى عن رسالته ويرحل/ تعففا/..على اعتبار أننا دائماً ما نقول (لا كرامة لنبي في قومه)..وهل مازال أصلا للأنبياء كرامة في زمن الأدعياء.؟! [email protected] .com