(جامعة الدول العربية نموذجا… ) يوسف بوغراراة: فعالية المنظمات الإقليمية اتجاه القضايا العربية بين الطموح والعجز التفاصيل: iframe class="wp-embedded-content" sandbox="allow-scripts" security="restricted" style="position: absolute; clip: rect(1px, 1px, 1px, 1px);" src="http://elhiwardz.com/?p=31455&embed=true#?secret=L7jcnjfwQg" data-secret="L7jcnjfwQg" width="600" height="338" title=""" — الحوار الجزائرية" frameborder="0" marginwidth="0" marginheight="0" scrolling="no" في خضم الأزمات والتحديات التي تواجه المنطقة العربية، تتجه الأنظار إلى المنظمات الدولية الإقليمية طامعة لعلها تجد فيها التعبئة للفراغ الذي تواجهه تقريبا جل الدول العربية على الساحة، والجدير بالذكر أن من بين التنظيمات الإقليمية التي بنت عليها الشعوب العربية آمالا عريضة ووضعت ثقتها فيها آملة أن يكون لها تجاوب وفعالية في تحقيق أعلى درجات الطموح العربي من نية في الحفاظ على البنية الهوياتية والقومية العربية جامعة الدول العربية. والحديث عن مظاهر فعالية جامعة الدول العربية يكمن حقيقة في التطرق إلى مظاهر أزمة الفعالية لهذه المنظمة، حيث أن أوجه التطبيق والفعالية تحدد بأهدافها المنوط بها تحقيقها، ويتجلى ذلك في ميثاقها المنشئ لها وكل من المعاهدات والاتفاقيات التابعة، ويمكن القول أن هناك أهدافا من جوهر منظومتها القانونية، أنه ثمة أهدافا أمنية وسياسية واقتصادية وتنظيمية. وتكمن أهدافها الأمنية في المادتين الأولى والثانية من ميثاق جامعة الدول العربية والمادتين الخامسة والسادسة من اتفاقية الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي لسنة 1950، والذي ينص في مضمونه على الآليات التي تتبناها الدول الأعضاء في هذا التنظيم في مواجهة انتهاكات دول أخرى خارجة عن المنظمة، ويوضح أيضا الآليات الكفيلة بحل الخلافات بين الدول المنضوية تحت التنظيم الإقليمي، وذلك للحيلولة دون تصاعد النزاع لحد التصادم العسكري، بيد أن أزمة مظاهر الفعالية الأمنية تجلت في فشل جامعة الدول العربية في التعامل مع الاعتدات المستهدفة الدول المنضوية تحت لوائها، حيث أنه في 1948 تم اعتداء القوات الصهيونية المسلحة على العرب وتمكنها من احتلال فلسطين، واستتبع بالاعتداء الاسرائيلي على مصر في 1965 وأيضا العدوان الاسرائيلي على ثلاث دول عربية سوريا ومصر والأردن وصولا إلى الاعتداء على لبنان 1996. والأكثر من ذلك إخفاق المنظمة في حل الخلافات القائمة بين الدول المشكلة والمنتسبة العضوية داخلها، حيث أنه من بين 67 داخلي بين الدول العربية من 1945 إلى 1981 قامت بتسوية 6 نزاعات بمعدل أقل من 9 بالمائة. و لا ننسى الحديث عن الأهداف السياسية التي كانت من بين التوجهات التي بنت جامعة الدول العربية في مواثيقها أمالها، حيث أنها حاولت بناء موقف عربي موحد إزاء الأهداف والقضايا القومية، وقد تجلى ذلك في انعقاد مؤتمرات القمة العربية بصفة دورية لمعالجة القضايا الحينية، بيد أن حقيقة الواقع أن إنجازات هذه المنظمة كانت دون المستوى المتوقع منها إنجازه. ومن مظاهر أزمة الفعالية في الجوانب الاقتصادية باعتبارها من الخطوط العريضة المسطرة في ميثاقها، هو الفشل في إنجاز سوق مشتركة وتوحيد التعامل الجمركي على مستوى الإقليم العربي، وخلاصة القول إن فشل جامعة الدول العربية في التعاطي مع القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية كان الأصل ونجاحها وفعاليتها كان هو الاستثناء. والجدير بالذكر، أن مظاهر أزمة فعالية هذا التنظيم الإقليمي الدولي له خلفيات وأسباب عدة، سواء كانت موضوعية أو ذاتية، والحديث عن أهم النقاط المؤثرة في الفعالية الأمنية والسياسية والاقتصادية يعتبر كافيا، حيث تعتبر الأسباب القانونية والتنظيمية أحد أهم المعوقات وتليها الأسباب السياسية، والمؤشرات السياسية والقانونية تتمثل في قاعدة التصويت بالإجماع، فالتصويت على القرارات بالأكثرية يعتبر ملزما للدول المصوتة عليه وغير ملوم لمن امتنعت، وهذا ما يعتبر عائقا فعليا في شل إرادة المنظمة وكذا عدم وجود منظومة قانونية تحدد مظاهر الأمن الجماعي، حيث أنه لم ترد قاعدة تدل على معايير النزاع والاعتداء وكيفية معاقبة المعتدي ومجازاته، وماهي المعايير لتقديم المساعدات للمعتدى عليه، وأيضا عدم إدخال مشروع محكمة عربية حيز النفاذ لما لها من أهمية في تطبيق الجزاءات وتفسير المواثيق والمعاهدات، رغم أن ميثاق جامعة الدول العربية نص عليها في المادة 19. وتعتبر الأسباب السياسية دافعا وجيها في تخاذل المنظمة الإقليمية، وليس أدل على ذلك من غياب التمثيل للدول داخل المجلس وأيضا التقاعس عن دفع الاشتراكات المالية، ولا ننسى أن العامل التاريخي لتبريرات التحديات العالمية له نصيب أوفر في حصة عوامل الركود، حيث أن الثنائية القطبية في أزمة مضت لعبت دورا هاما في تقسيم توجهات أعضاء جامعة الدول العربية، فمنهم من انحاز إلى المعسكر الشرقي ومنهم المناصر للقوى الغربية، وهذا ما أدى إلى بروز معالم الخلافات وموقف ذي بعد تاريخي يحسب له في الحسبان. وختاما لأهم مظاهر أزمة الدينامكية والفعالية لجامعة الدول العربية، وأهم أسباب هذه الأزمة، نتوجه إلى طرح نظرة إن لم نقل تفاؤلية، تتجلى في ضرورة الالتفاتة لمضمون ميثاق المنظمة والمعاهدات بما يتلاءم مع المستجدات والقضايا الحينية المستعصية على الدول العربية والمنظمات الاقليمية لحلها، وأيضا وجوب وضع نظام للدفاع الأمني وآلية أمنية تقوم بدور الذراع الأيمن لتوجهات وقرارات التنظيم الإقليمي.