هند. بونعاس " نعيش على وقع مخاوف من انهيار البناية. نخشى أن تسقط على رؤوسنا ونستخرج من تحت الأنقاض، فالبناية اهترأت ولم تعد تقوى على الصمود أكثر. المسؤولون يعلمون بوضعها المزري لكن لا يتحركون لأسباب تبقى مجهولة"، هذا ما قالته لها الأربع عائلات المقيمة ببناية هشة بشارع العقيد لطفي رقم 42 بوسط مدينة بوفاريك بالبلدية، منتظرة على أحر من الجمر ترحيلها إلى سكنات لائقة قبل أن يجدوا أنفسهم تحت الأنقاض وقبل أن يندم، حيث لا ينفع الندم. تحولت حياة 4 عائلات تقيم بشارع العقيد لطفي رقم 42 بوسط مدينة بوفاريك بولاية البليدة إلى جحيم أمام تهديدات البناية بالسقوط في أي لحظة، وأمام غياب تدابير الجهات الوصية والمسؤولة على احتواء انشغالاتهم، فلا نداءات الاستغاثة التي وجهت للسلطات المحلية والولائية من أجل إنقاذها من الخطر الذي يتهدد حياتها جراء الانهيار الوشيك للمبنى الذي يرجع بنائه إلى الحقبة الاستعمارية، ولا الشكاوي حركت أي مسؤول، لأسباب تظل بالنسبة لقاطني البناية مجهولة وغامضة. تنقلت "الحوار" إلى عين المكان، أين سجلت مخاوف العائلات وخشيتها أن تستخرج في يوم من الأيام من تحت الأنقاض. وقالت لنا السيدة صايفي فاطمة الزهراء، وهي ابنة شهيد ومكفوفة "نعيش خوفا كبيرا ورعبا دائمين منذ 23 سنوات، فلا المسؤولين تحركوا ولا الجهات المعنية بمراقبة البنايات أيقظت هؤلاء المسؤولين لأجل تدارك البلاء قبل وقوعه"، مضيفة "بيوتنا تشققت ووضعها زاد ويزيد يوما بعد يوم، أنظروا كل الجدران والأسقف متصدعة ولم تعد تقوى على الصمود أكثر ولم تعد تحتمل وجودنا بداخلها"، وتتفاقم الوضعية أكثر على حد تعبيرها" أثناء تساقط الأمطار، حيث تمتلء الغرف بالمياه وتتحول إلى وديان، وتزداد درجة الرطوبة حتى أنها ألحقت أمراض الحساسية والربو بأبنائنا عن الأمراض". وكشف بعض محدثينا، أن "هيئة المراقبة التقنية للبناء عاينت المبنى بطلب من الوالي، وأكدت في تقريرها أن البناية في وضعية كارثية، وغير صالحة للسكن تماما خاصة بعد زلزال 2003 وكان ينبغي عليهم إخلاؤها من قبل، خاصة أن البناية آيلة للسقوط في أية لحظة، كما أشارت نفس المصالح على البناية بالخط الأحمر". واستفيد من السكان أن السلطات المحلية قامت بترحيلهم إلى خيم بالمخرج الجنوبي لمدينة بوفاريك، أين مكثوا فيها مدة ناهزت السنة، قبل أن تعيدهم السلطات إلى مساكنهم بعد أن تلقوا وعودا بالترحيل في أقرب الآجال، في حين ومنذ ذلك الوقت لا يزالون يقيمون في هذه السكنات. وقال السكان" لدينا عقود الملكية لهذه السكنات ولكن مستعدون للتنازل عن هذه السكنات لمصالح البلدية مقابل حصولنا على سكنات اجتماعية أوسكن ترقوي مدعم، وحتى ننقذ أنفسنا من الموت تحت الأنقاض". يذكر أن مصالح دائرة بوفاريك تسلمت ملفات هذه العائلات لأجل المباشرة في إجراءات التنازل مقابل الاستفادة من سكنات، إلا أن هذه الملفات وضعت على جنب وبقيت حبيسة الأدراج، لأسباب تبقى مبهمة. إلى ذلك، تناشد العائلات والي ولاية البليدة " وشان محمد " التدخل من أجل إيجاد حل لهم وإنقاذهم من خطر انهيار هذه السكنات على رؤوسهم في أية لحظة.