ترى، برحيل المجاهد الدا حسين آيت أحمد هل فقدت الديمقراطية في الجزائر أحد أهم حراسها الأوفياء؟ سوف لن أتحدث عن تاريخ الرجل، فسيرته النضالية معروفة عند كل أحرار الجزائر والعالم، العالم الذي أدلى بشهاداته بعد رحيل هذا الزعيم التاريخي الدا حسين الذي كان يرفض أن يقال عنه زعيماً تاريخياً لأنه كان يقول إن الشعب هو من يصنع التاريخ، لن أتحدث عن سيرة مجاهد ومناضل فبالتأكيد هناك من يعرفونها مثلي و أكثر وهناك من تحدثوا وسيتحدثون عنها للأجيال أفضل مني . ولكن استوقفني هذا التدفق الشعبي الكبير بعد وفاة الدا حسين آيت أحمد والذي ظهر بقوة أثناء تشييع جنازته التي كانت شعبية أكثر منها رسمية. ترى من الذي يجعل شباباً من هذا الجيل وقبله بقليل و بعده، أن يجتمع على الإحتشاد هذا، و الإلتفاف حول الرجل، بالتأكيد هي الحاجة إلى القدوة، نعم الشباب يحتاج أن تكون له نماذج في النضال و حب الوطن والدفاع عن الديمقراطية، لذلك وجدوا في الدا حسين قدوتهم التي يبحثون عنها ونموذجهم الذي يقتدون به. لقد كان الدا حسين أحد أهم قادة الثورة الجزائرية وأحد المدافعين بشراسة عن مبادئها وكان أحد أهم حراس الديمقراطية في الجزائر، ربما لأنه كان في صفوف الثورة ولأنه درس أيضاً القانون والعلوم السياسية في الأكاديمية الدولية لحقوق الإنسان ..ما جعله يقترب عن كثب من مفاهيم حقوق الإنسان ..وأهمها على الإطلاق حقه في ممارسة الديمقراطية. .فضلاً عن ذلك لقد أعلى الدا حسين من شأن مبادئ الإسلام وقيمه السمحاء والتي تصب دائماً في مجال حقوق الإنسان أيضاً. إلى جانب سيرته النضالية العطرة التي -لست أنا من تفيه حقه ولا هذا الحيز من مقال-فالعالم كله شهد على قيم الرجل فإلى جانب كل ذلك- إذن- كان الدا حسين شاعراً ومحبا للموسيقى الكلاسيكية. .وهوايات أخرى تنم عن الإنسان فيه وعن الرقي الذي كان يميز شخصيته. الحقيقه لا أجد الكلمات المناسبة لأكتب عن المجاهد والزعيم التاريخي والرمز والدكتور والإنسان حسين آيت أحمد، ولكن يكفينا فخراً أنه كان بيننا مثل هذا النموذج من المدافعين عن الديمقراطية حتى النفي، كمايكفيه أنه كان جزائريا حتى الموت، و هو الذي كان يقول لست مجاهدا فالشعب الجزائري كله مجاهد. معك حق أيها الكبير المتواضع لقد كنت من أجمل الوجوه الثورية المحببة لقلوبنا. لقد تعلمت حب الوطن، حب الجزائر من أبي رحمة الله عليه (و الذي كان مجاهد ا في ولاية التيتري آنذاك-المجاهد عبدالقادر "الخوجة" محمدي-)و لكن منك أيها الثوري المقاتل الدا حسين تعلمنا كيف يكون للمبادئ كلمة وللرجال مواقف. رحم الله الدا حسين يا أجمل صفحة في كتاب الثورة الجزائرية وأحب رجل إلى قلوبنا من رجال الديمقراطية. و تبقى الجزائر بك ومعك خطا أحمر بحبنا جميعاً. [email protected]