أوضح أمس رئيس مجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي سعيد مقدم انه لحد الآن لا تتوفر معلومات عن إمكانية عقد قمة مغاربية على مستوى القادة ، مضيفا أن التكتل الاقتصادي بين دول الاتحاد هو الكفيل بتحقيق وحدة مغاربية حقيقية . وقال مقدم خلال ندوة نشطها بمركز الشعب للدراسات الإستراتيجية تحت عنوان ''اتحاد المغرب العربي: واقع وأفاق ''أن عقد قمة لاتحاد المغرب العربي على مستوى القادة بيد الرئاسة الحالية للاتحاد التي تمثلها حاليا ليبيا، مضيفا أن هذه الأخيرة بإمكانها الدعوة إلى عقد قمة متى رأت ذلك مناسبا، وكاشفا انه على حسب المعلومات المتوفرة لديه فانه لا يوجد اجتماع قريب لقادة دول اتحاد المغرب العربي. ورأى سعيد مقدم أن إعطاء دفع جديد لاتحاد المغرب العربي مرهون برفع التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء ، مشيرا إلى أن التعاون البيني لا يزال إلى اليوم لا يتعدى 3 في المائة في حين أن هذا التعاون يصل إلى 65 في المائة بين دول الاتحاد الأوروبي، ومبديا في الوقت تفاؤله بان تلقى الشراكة الاقتصادية بين الدول المغاربية اهتماما من طرف القادة المغاربة ،حيث أشار إلى مشروع شراكة متعلق بوضع إستراتيجية مغاربية متعلقة بالأمن في مجال الماء والغذاء والبيئة، إضافة إلى وجود تشاور حول الذهاب إلى إنشاء منطقة حرة للتعاون الاقتصادي ، والذهاب نحو اتحاد جمركي على حد ما أوضحه سعيد مقدم الذي دعا إلى استغلال ما يوحد دول المنطقة و الاستثمار فيها وعدم الاهتمام بالقضايا الخلافية التي يتم حلها على المستوى الثنائي وليس على المستوى المتعدد الأطراف ،مذكرا أن لدى دول المنطقة عديد الإمكانيات التي من شانها أن تقوي تعاونها سواء في المجال الزراعي أو في مجال الصناعات الاستخراجية كالنفط و المعادن . وفي السياق ذاته ، بين رئيس مجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي انه لابد من مراجعة الإنشاء كون أن الظروف الحالية تقتضي القيام بذلك ، مشيرا إلى أن الأوضاع التي تعيشها المنطقة ليست كتلك التي عاشتها في ,1989 ومضيفا أن الوقوف بعد مرور 20 سنة من تأسيس الاتحاد المغربي يحتم على قادته وشعوبه القيام بتكييفه وفق التطورات الجديدة التي تعرفها المنطقة . وبخصوص عمل الدول الأعضاء ورأيها بخصوص بعض القضايا الدولية ، أبرز مقدم أن على هذه الدول أن تتعامل مع مشروع الاتحاد من اجل المتوسط وفق ما تقتضيه مصلحتها، كون هذا المشروع من شأنه أن يوفر 40 مليون منصب شغل لدول الجهة الجنوبية لحوض المتوسط ، مذكرا أن دول المنطقة لها تحفظات بخصوص هذا المشروع، وان المغرب التي هي من بين أعضائه قد جمدت نشاطها فيه مؤقتا، ومبينا أن تحفظات دول المنطقة جاءت خاصة بعد تحويل المشروع من اتحاد متوسطي إلى اتحاد من اجل المتوسط. وفيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية ومدى إعاقتها لنجاع الاتحاد المغاربي ، أوضح المتحدث ذاته أن هذه القضية قد اتفق عليها منذ تأسيس المغرب العربي على أن يتم ترك معالجتها ضمن إطارها الدولي، وليس على مستوى الاتحاد المغاربي . يشار إلى أن تطرق الحضور إلى قضية الصحراء الغربية خاصة من طرف عضو حزب جبهة التحرير الوطني الصادق بوقطاية قد دفع بالقائم بالأعمال على مستوى السفارة المغربية بالجزائر إلى مغادرة الندوة قبل نهايتها.