كشفت، أمس، مصادر من بيت التجمع الوطني الديمقراطي ل"الحوار" أن مناوئي الأمين العام بالنيابة أحمد أويحيى قد عقدوا اجتماعا سريا، أمس، بأعالي العاصمة، هدفه تسطير الخطوات المستقبلية لحراكهم، بعد رد أويحيى القوي لهم وتأكيداته أنه لن يسمح ب"أقلية" فرض املاءاتها داخل الحزب، الأمر الذي لم تستسغه هذه الفئة، التي لا تزال تتمسك بمطلبها في تعجيل تاريخ المؤتمر الاستثنائي المقرر بداية الشهر المقبل. وحسب نفس المصدر، فإن المطالبة بتأجيل موعد انعقاد المؤتمر الاستثنائي للحزب، المرتقب الشهر المقبل، لا يزال قائما لدى الطيب زيتوني، نورية حفصي، ياحي مصطفى، كروشة إسماعيل، والإطارات الأخرى الموقعة على البيان الأول الداعي لتأجيل المؤتمر. وشدد محدثنا أن الخرجة السريعة للأمين العام بالنيابة أحمد أويحيى، وتعبيره عن أسفه واستنكاره لهذا البيان المنتقد لوضعية الحزب والمطالب بتأجيل عقد المؤتمر الاستثنائي، وجزمه أنه لن يسمح من الآن فصاعدا لأي مجموعة "بضعة أشخاص" أو أية "أقلية" أن تفرض إملاءاتها داخل التجمع الوطني الديمقراطي، لم يكسر عزيمة قادة "التصحيحية"، في بلوغ مسعاها في "تقويم" ثاني قوة سياسية في البلاد والعمل على إيجاد السبل الكفيلة بتأجيل تاريخ المؤتمر الذي شاب تحضيره الكثير من "الاختلالات" على حد تعبيرهم. وجاء في بيان مجموعة من الإطارات والمناضلين السابقين في الحزب تتصدرهم نورية حفصي، أن "الاختلالات والشوائب التي سايرت انطلاق عملية تحضير هذا المؤتمر، من عدم الجدية في المناقشات والإثراء، وكذا كيفية تحضير مشاريع اللوائح التنظيمية والاقتصادية والثقافية والسياسية، فضلا عن الخروقات القانونية في تشكيلة اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر، كلها عوامل رهنت هذه العملية منذ انطلاقها". في السياق، وعن فحوى هذا الاجتماع السري، اعتبر عضو المجلس الوطني، الذي قاد تصحيحية في مكتب العاصمة، يحيى نسال، الذي رفض الكشف عن مكان انعقاده: "هو الرد على بيان الأمين العام بالنيابة أحمد أويحيى والمطالبة بتأجيل المؤتمر الاستثنائي المقرر عقده بداية شهر ماي بفندق الأوراسي بالعاصمة"، كاشفا أن مناضلي التجمع الوطني الديمقراطي عبر العديد من ولايات الوطن يساندون مسعاهم، وأن: "برقيات المساندة تتهاطل علينا". وعن الأطراف المشاركة في الاجتماع، كشف يحي نسال أن عدة ولايات شاركت في الاجتماع، بلغت أكثر من 25 ولاية، وأن الرقم مرشح للارتفاع قريبا". ويرى متابعون أن مناوئي أويحيى، قد استغلوا مقاطعته تجمع القاعة البيضاوية الهادف لبناء جدار وطني، تحت عباءة جبهة التحرير الوطني، لإعادة إحياء "الحركة التصحيحية" وبعثها من جديد من رمادها، كما يغتنم هؤلاء الظروف الاستثنائية التي يمر بها التجمع الوطني الديمقراطي بسبب العلاقة المضطربة بين أويحيى وعمار سعداني التي طفت مؤخرا إلى السطح، باتهامات خطيرة بلغت حد الحديث عن خيانة الرئيس، ومطالبة بالاستقالة من منصب مدير الديوان برئاسة الجمهورية. نورالدين. ع