كشف الدكتور بومدين بوزيد مدير الثقافة الإسلامية، في تصريح خاص بالحوار بأن هيئته تشرف حاليا على مشروع إنجاز عدد من الأفلام الوثائقية تخليدا لعدد من العلماء الجزائريين ورجال الدين، ويأتي الشيخ محمد الطاهر آيت علجت كأول شخصية يقدمها البرنامج فيما يتم حاليا الاشتغال على شخصية الشيخ حماني من جهة أخرى. وأكد محدثنا في لقائه مع الحوار بأن المشروع كان قد انطلق قبل حدوث مشكلة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت مع وزارة الشؤون الدينية، حيث كانت مديرية الثقافة الإسلامية تعمل منذ أكثر من سنة على إعداد فيلم عن مسيرة الشيخ العلامة وأهم مراحل حياته الفكرية ومحطاته العلمية. وحسب ذات المتحدث فقد كان سيناريو العمل قد حضر منذ أشهر من قبل كاتب سيناريو الفيلم "عبد الرزاق جلولي"، فيما تم تسليم مهمة الإخراج والإنتاج لشركة الإنتاج موفيزيو في قسنطينة، بعد عرض السيناريو على "لجنة قراءة" سجلت ملاحظات تم إعلام المخرج بها. ويعتبر الشيخ العلامة الفقيه اللغوي محمد الطاهر آيت علجت، من مواليد قرية ثاموقرة ببني عيدل سنة1917م، حفظ القرآن الكريم بمسقط رأسه وبزاوية جدّه الشيخ يحي العيدلي رحمه الله تعالى وبها تلقى المبادىء الأولى لعلوم الأدب واللغة العربية على يد شيخه العلامة السعيد اليجري. رحل إلى زاوية الشيخ بلحملاوي بالعثمانية قرب قسنطينة حيث أتمّ هناك دراسته الشرعية، من فقه ولغة ونحو وعلوم أخرى كثيرة مثل الرياضيات والتاريخ والجغرافيا والفلك وغيرها. بعد تمكّنه تصدّر للتعليم والتدريس والإفتاء في زاوية ثاموقرة، وهذا قبل الحرب العالمية الثانية، فأحدث نهضة علمية إلى غاية 1956ه. أنشأ نظاما خاصا بزاويته، شبيها بنظم المعاهد الإسلامية الكبرى، فكان تلامذته يلتحقون بالزيتونة بزاد من العلم والأدب يشرّف زاويتهم والقائم عليها. شارك في ثورة التحرير، هو وسائر طلبة الزاوية الذين التحقوا كلّهم بركب المجاهدين بعد أن هدّمت فرنسا زاويتهم سنة 1956م. سافر إلى تونس في أواخر سنة 57م بإشارة من العقيد عميروش الذي كان الشيخ يتولى منصب الإفتاء في كتيبة جيشه، كما كان يتولى فصل الخصومات. ومن تونس سافر إلى طرابلس الغرب ليبيا حيث عيّن عضوا في مكتب جبهة التحرير هناك. بعد الاستقلال وفي سنة 1963م عاد إلى وطنه الأول، وعيّن أستاذا بثانوية عقبة بن نافع بالجزائر العاصمة وثانوية عمارة رشيد ببن عكنون إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1978م. ثمّ وبطلب من وزارة الشؤون الدينية، عاد إلى نشاطه المسجدي، ليمارس دروس الوعظ والإرشاد بمسجد حيدرة وغيره من المساجد. تخرّج على يديه جملة من الطلبة المتمكنين، ومازال عطاؤه غير مجذوذ، فهو إلى يومنا هذا يعقد دروسا في الفقه والنحو وفن القراءات وغيرها من العلوم الشرعية بمسجد بوزيعة مكان إقامته. يعدّ الشيخ من الأعضاء البارزين ومن المؤسسين لرابطة الدعوة الإسلامية بالجزائر، له مؤلفات في فنون كثيرة، كما هو الآن بصدد كتابة مذكرات تروي تاريخه وتاريخ الثورة الجزائرية، وتقييمه للأحداث ومواقفه عبر مسيرته الرائدة. خيرة بوعمرة