مع كل دخول مدرسي جديد تكتسح المحلات والأسواق أنواع وأشكال جديدة من الأدوات المدرسية المزركشة والملونة، والتي تجذب الأطفال وتلفت انتباههم بشكل كبير، ما يجعلهم يصرون على اقتنائها دون غيرها، وما على الآباء إلا النزول عند رغبة أبنائهم سعيا منهم إلى تشجيعهم على الدراسة وجعلهم يباشرون السنة الجديدة بمعنويات مرتفعة تسمح لهم بتقديم الأفضل. شهدت السنوات الأخيرة بالجزائر توفر ألوان وأشكال عديدة ومتنوعة من اللوازم والأدوات المدرسية التي تعتبر قريبة و شبيهة بالألعاب أكثر من كونها أدوات تدخل في المجال التعليمي وتعمل على مساعدة التلميذ في رفع تحصيله الدراسي وتفوقه العلمي، فمنها من أخذت شكل فواكه وحيوانات وحتى شكل الألعاب والدمى المستوحاة من الأفلام الكرتونية المفضلة لدى الأطفال، كما أن ألوانها الزاهية والفاقعة جعلت منها محط أنظار التلاميذ وخصوصا أصحاب الطور الابتدائي، وعلى الرغم من توفر الأنواع التقليدية من الأدوات واللوازم المدرسية والتي تعتبر أكثر جدية، إلا أن الواضح هو انجذاب الأطفال وإعجابهم بكل ما هو ملون ومزركش، حتى أنهم يتباهون بأدواتهم ويتفاخرون بالمميزة منها داخل الأقسام، حسبما أكدته إيمان، وهي معلمة في الطور الابتدائي، والتي لاحظت أن التلاميذ داخل القسم يقارنون بين أدوات بعضهم البعض ويتباهون بكل ماهو خاص ومميز منها وخصوصا مع بداية السنة أين تكون اللوازم المدرسية جديدة، فكثيرا ما يسحبهم سحرها بعيدا عن الدرس، ما يجعلها تطالبهم بإخفائها من الطاولات والانتباه مجددا للدرس، وأضافت بأنها عادة ما تنصح الأولياء باقتناء أدوات ذات نوعية جيدة وغير مزركشة، حتى يتسنى للتلميذ استخدامها بكل راحة وفي الوقت ذاته لا تشتت انتباهه عن الدرس، فيما أوضحت نسيمة، وهي أم لطفلتين في الطور الابتدائي أنها لا ترغب أبدا في التدخل حيال اختيار الأدوات المدرسية لهن، مشيرة إلى أنها تفضل أن يستأنفوا دراستهم ويبدؤون عامهم الجديد بسعادة وروح معنوية مرتفعة، كما أوضحت أنه ومع بداية كل سنة دراسية جديدة تعرض أنواع جديدة من الأدوات التي تستهوي الأطفال وحتى إن لم تقدم هي على اقتنائها فإن الكثير من الأولياء سيشترون منها لصالح أبنائهم، وبالتالي سيكون الأمر أسوأ، فبدل اهتمام الأطفال بأدواتهم سيهتمون بأدوات الغير ويثيرون الفوضى في القسم.
* رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك.. مصطفى زبدي: * على الأولياء اقتناء أجود الأدوات المدرسية والابتعاد عن المزركشة دعا رئيس المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، المستهلكين إلى اقتناء أجود أنواع الأدوات المدرسية لصالح أبنائهم بغض النظر عن ثمنها، لأنها تؤثر بشكل مباشر في تحصيلهم الدراسي والعلمي، مشيرا إلى أن اقتناء سيالة رديئة على سبيل المثال قد تعرقل التلميذ وتعيقه على كتابة درسه بالشكل اللازم، حيث ينفذ حبرها بسرعة، كما يمكن للأقلام الملونة الرديئة النوعية أن تنكسر أثناء الحصة دون أن تعطي النتيجة المرجوة منها، وكل هذه التفاصيل ستعرقل التلميذ وتؤثر على تحصيله العلمي، وعليه يتعين على الأولياء أن يجعلوا التقشف في باقي السلع بعيدا عن الأدوات المدرسية، فلا تتمتع الملابس والمآزر وغيرها من المستلزمات بقدر الأهمية التي تحظى بها الأدوات، وأضاف ذات المتحدث بأنه يتعين على الأولياء الانتباه لشكل الأدوات المعروضة، وعدم اقتناء الألوان الفاقعة منها والأشكال المزركشة التي تشبه الألعاب إلى حد كبير، فمن المؤكد أنها ستشتت ذهن التلميذ وتبعده عن التركيز في الدرس، حيث تعرض ممحاة على شكل فراولة وأدوات على شكل فواكه وألعاب وغيرها مما يجعلها غير مناسبة للتعليم وتؤثر سلبا على التحصيل الدراسي للتلميذ، وعن الأدوات المدرسية التي من العادة أن تعرض بالطاولات والأسواق الفوضوية، فقد نصح المتحدث المستهلكين باقتناء الأدوات من الأسواق النظامية. آمنة/ ب