يبدو أن الوجبات الغذائية التي تقدمها المطاعم المدرسية على مستوى الأطوار التعليمية الثلاثة في الجزائر لا ترقى إلى مستوى تطلعات الأولياء، فهي بعيدة كل البعد عن مقاييس الوجبة الغذائية الصحية والمتوازنة التي توفر للتلميذ كل احتياجاته من الفيتامينات والمعادن، ويعود السبب الرئيسي لذلك إلى تدني القيمة المالية المخصصة للوجبة الواحدة. تتجدّد معاناة التلاميذ مع اقتراب كل شتاء من الوجبات التي تقدمها المطاعم المدرسية، فمعظمها للأسف تقدم وجبات باردة لا تلبي احتياجات التلاميذ بشهادة أوليائهم وباعتراف جمعيات أولياء التلاميذ الذي تطرح المشكل في كل موسم على أمل تحسين خدمات الإطعام المدرسي التي لازالت رديئة دون شك. * رئيس فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ.. أحمد خالد: القيمة المخصصة للوجبة تتراوح بين 35 و45 دينارا
أكد رئيس فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد في تصريح ل "الحوار" أن الوجبات المقدمة للتلاميذ عبر المطاعم المدرسية بعيدة كل البعد عن مقاييس الوجبة الغذائية المتوازنة التي يحتاجها التلاميذ، وذلك لأن القيمة المالية المخصصة للوجبة الواحدة ضعيفة جدا وتتراوح بين 35 و45 دينارا بالنسبة للأطوار التعليمية الثلاثة، مشيرا إلى أن توفير وجبة مناسبة بهذا المبلغ يعتبر ضربا من الخيال، وأضاف أحمد خالد في تصريحه بأن بعض الولايات تسعى إلى تحسين مستوى الوجبات الغذائية المقدمة على مستوى المطاعم المدرسية بها، وذلك من خلال دعم قيمة الوجبة المدرسية بحوالي 15 إلى 20 دينارا إضافيا، حتى تصل الوجبة الواحدة إلى ما يقارب50 أو 60 دينارا، على غرار ولاية الجزائر التي تسعى إلى تحسين مستوى الوجبات المدرسية ب20 دينارا للوجبة، وفي هذا الخصوص طالب رئيس فدرالية جمعيات أولياء التلاميذ برفع قيمة الوجبة الغذائية المقدمة للتلاميذ عبر المطاعم المدرسية إلى 100 دينار على الأقل، حتى تكون في مستوى الوجبة الصحية والمتوازنة وتسد الاحتياجات الغذائية للتلاميذ. * تجهيزات قديمة وسوء تسيير بالمطاعم المدرسية أوضح أحمد خالد بأن تدني قيمة الوجبة لا يعتبر العقبة الوحيدة التي تقف في وجه تحسن وارتقاء المطاعم المدرسية، مشيرا إلى أنها تشهد أزمة في التسيير والتموين، حيث يعد سوء التسيير أيضا سببا من أسباب تدني مستوى الوجبات المقدمة عبر المدارس، ويبقى عدم خضوع المدراء والمسئولين عن المطاعم لتكوين خاص يساعدهم على إدارتها سبب آخر من أسباب سوء التسيير، على غرار وقوع بعض حالات الاختلاس، بالإضافة إلى استعمال تجهيزات قديمة جدا. وفيما يخص المطاعم المدرسية التي لم تفتح أبوابها بعد، فقد أكد ذات المتحدث أنها قليلة ولا تمثل سوى ما يقارب 5 بالمائة من عدد مطاعم الطور الابتدائي، والسبب وراء ذلك يعود إلى تأخر بعض البلديات في إجراء المناقصات مع الممونين، خصوصا وأن عملية المناقصة تستغرق وقتا طويلا، وعليه يتعين القيام بها خلال إجازة الصيف حتى يتم افتتاح المطاعم في بداية السنة الدراسية، والتأخر في إجراء المناقصات يسبب تأخر افتتاح المطاعم، كما وضح رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ أحمد خالد أن السبب وراء التأخر يعود لكون بعض البلديات مفلسة، كما أن بعضها مجمدة لأنها تعاني من خلافات داخلية، أما بالنسبة لمطاعم الثانويات والإكماليات فقد أكد المتحدث أنها تمارس نشاطها بشكل طبيعي. * احترام المطاعم لشروط النظافة يبعد شبح التسممات حتى لا تشكل المطاعم المدرسية خطرا على التلاميذ من ناحية تسببها في وقوع حالات تسمم غذائي، أكدت جمعية حماية المستهلك على بعض الشروط الواجب توفرها في المطاعم المدرسية، أهمها أن يكون موقعه بعيدا عن الروائح الكريهة والدخان والأتربة والملوثات بأنواعها، وأن يكون غير معرض للانغمار بالماء، وأن تكون مساحته بجميع مرافقه مناسبة لحجم العمل وعدد المرتادين له، وأن يسمح بتطبيق جميع الأساليب الصحية بالانسياب المنتظم في جميع مراحل العمل المختلفة من وصول المواد الأولية إلى إعداد الوجبات الغذائية، وأن تكون أرضية المطاعم سهلة التنظيف وغير زلقة، كما أوضحت جمعية حماية المستهلك ضرورة استخدام أواني بحالة جيدة ومن مواد غير قابلة للصدأ، بالإضافة إلى ضرورة أن تحفظ المواد الغذائية في مستودع خاص بعيدا عن المنظفات والمبيدات الحشرية وغيره. آمنة/ ب