أكد الخبير عبد الرحمان مبتول أن القدرات الكبيرة التي تتوفر عليها إفريقيا، تسمح للجزائر بأن تضاعف مبادلاتها التجارية مع بلدان القارة، مشيرا إلى أن النمو المعتبر الذي عرفته هذه المبادلات في 2023 يفتح الباب أمام تطوّر أكبر خلال السنوات المقبلة، في حال استغلت القدرات الهائلة التي تؤهل إفريقيا إلى التمركز الاقتصادي القوي مستقبلا، خاصة بعد إنشاء منطقة التبادل الحر "زليكاف". أوضح الخبير مبتول، أمس، في تصريح ل"المساء" أن الأرقام التي نشرتها الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية "ألجكس" والتي أشارت إلى تسجيل حجم تبادل تجاري بين الجزائر والدول الإفريقية بقيمة 4,6 ملايير دولار في 2023، بأكثر من 18% مقارنة بعام 2022، برغم أهميتها بالنسبة للجزائر، فإنها تبقى غير عاكسة للإمكانيات الكبيرة التي تحوز عليها البلدان الإفريقية. ولفت إلى قرار الجزائر جعل من القارة أولويتها المستقبلية لأسباب اقتصادية وجيوسياسية، ستمكن من رفع المبادلات التي تبقى بعيدة عن الطموحات لأنها تشكل 0,5% من إجمالي المبادلات التجارية للجزائر مع باقي مناطق العالم. وسجل في هذا الإطار أن صندوق النقد الدولي، توقع أن تحقق إفريقيا معدل نمو يتراوح بين 5 و7% على مدى العقود الثلاثة المقبلة، وسيكون لديها القدرة على المساهمة في الاقتصاد العالمي بما يصل إلى 29 ألف مليار دولار في عام 2050، منها أكثر من 4500 مليار دولار لإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وقال مبتول إن هناك عوامل كثيرة تسمح بتجسيد الإرادة في رفع قيمة المبادلات بين الدول الإفريقية، من بينها تحسين الحوكمة وتجسيد خطط التنمية المستدامة، وكذا تسريع وتيرة استغلال منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية "زليكاف"، التي يمكن أن تسمح للدول الإفريقية بإزالة العقبات البيروقراطية وتبسيط الإجراءات الجمركية وتيسير التجارة والخدمات، مشيرا إلى أنه في حال تنفيذها بالكامل، ستعيد منطقة التجارة الحرة الإفريقية تنظيم أسواق المنطقة واقتصاداتها وتعزّز الإنتاج في قطاعات الخدمات والتصنيع والموارد الطبيعية. ومن خلال إنشاء سوق مشتركة للسلع والخدمات، قال مبتول إنه سيتم تعزيز التكامل الاقتصادي للقارة لتحفيز التجارة البينية الإفريقية بنسبة 52,3% بحلول 2025، وزيادة دخل إفريقيا، بما يصل إلى 450 مليار دولار بحلول عام 2035. وشدّد الخبير على ضرورة استثمار إفريقيا في التكنولوجيات الجديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، في ظل الهوة الرقمية التي تعرفها حاليا، ولاسيما من خلال تطوير حلول رقمية محلية وتشجيع الابتكار وإنشاء المؤسّسات الناشئة.