بلخادم يهاجم الحكومة وتركة سعداني في العتيد وولد عباس متفاجئ في الوقت الذي اعتبر كثيرون أن "جراح" الأفلان ستطبب وتندمل عاجلا بمجيء الدكتور جمال ولد عباس على رأس الأمانة العامة، خاصة أن الأخير تبنى منذ الوهلة الأولى، خطاب مهادنة، داعيا إلى التهدئة وفتح أبواب الحوار والتلاقي مع كل الأطياف الأفلانية الغاضبة لإعادة مسار العتيد إلى سكته الحقيقية بعد "تشتت واضمحلال" أدائه في الساحة السياسية، لكن يبدو أن "الورم" الذي أصاب "العتيد"، منذ سنة 2013 تغلغل مع مرور الوقت عبر كافة "أعضاه"، ويتجه به تدريجيا إلى "الشلل النصفي"، في ظل عودة "التشنج" الذي يعرقل الرغبة في توحيد الصفوف ميدانيا، خاصة مع عودة بذور "الأزمة" إلى مربعها الأول، في ظل نشوب حرب تصريحات نارية بين "ابن أفلو" عبد العزيز بلخادم، والطبيب ولد عباس، هذه "الحرب" أججها تقاطع الرؤى حول شرعية ما انبثق عنه المؤتمر العاشر من عدمه. وشكك الأمين العام السابق للأفلان في مقدرة ولد عباس على قيادة دفة الأفلان والتوجه به قويا إلى التشريعيات للحفاظ على ريادة قاطرة الساحة السياسية أمام المنافسة الشديدة، حيث قصف وزير الخارجية الأسبق، نزيل الامانة العامة الجديد، بالحديد والنار، حينما اعتبر أن "خياطة ثوب جديد لا تكون بالقماش البالي"، في إشارة واضحة إلى كبر سن ولد عباس.
* بلخادم: لا يمكن أن نصنع قماشا جديدا بما بقي من ثياب رثة يا ولد عباس وفي أول خرجة إعلامية له بعد استقالة عمار سعداني من منصبه، صب بلخادم الزيت على النار الموقدة التي كانت قيادة العتيد بقيادة ولد عباس تسطر البرامج وتبعث برسائل "الغزل السياسي" للمناضلين الغاضبين بغية إخمادها قبل التشريعيات لكي لا يؤثر هذا "التشرذم" على نتائج الانتخابات، حيث خرج وزير الدولة السابق، من بوابة "موقع سي أن أن بالعربية"، ليرد على مقدرة الوافد الجديد على تسيير الحزب وحصد مقاعد في الانتخابات التشريعية والإبقاء عليه كقوة سياسية أولى، ويقول: "حتى نكون أمناء في أحكامنا، لا أحد يطعن في نضال جمال ولد عباس ولا في نضال عمار سعداني، كلنا مناضلون في الحزب، إلا أن الأداء وكيفية التسيير والتقبل والترفع في معالجة القضايا ورفع مستوى الخطاب السياسي، كلها أمور تختلف من شخص إلى آخر، فالذي نتمناه لجمال ولد عباس هو أن يوفق، ولكن لا يمكن أن نصنع قماشا جديدا بما بقي من ثياب رثة، إذا أردنا أن ننتقل نقلة نوعية بحزب جبهة التحرير"، ويردف بلخادم ليطعن في شرعية كل المؤسسات التي انبثقت عن المؤتمر العاشر للحزب، وهي النقطة التى وضعها ولد عباس كخانة حمراء لا يجب الحديث عنها اذا ما أراد "الغاضبون" العودة الى أحضان حزبهم: "جبهة التحرير الوطني عرفت أزمة قوية، والمطلوب هو جمع الشمل، والعمل على تمكين جميع أبناء وبنات جبهة التحرير الوطني من أن يعودوا إلى صفوف الحزب في النضال وفي المسؤوليات، وهذا لا يتم إلا بإرادة من المسؤول الأول عن الحزب وهو جمال ولد عباس، من أجل الذهاب بهيأة انتقالية تجمع كل الفرقاء السياسيين داخل الحزب حول هدف واحد وهو النجاح في الانتخابات التشريعية القادمة والتمكين للحزب بأن يبقى القوة السياسية الأولى". وفي الوقت الذي شكك فيه عبد العزيز بلخادم في "استقالة" عمار سعداني، ملمحا الى أنها "إقالة" جاءت بعد تصريحات خطيرة، اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق، ان الأفلان عرف تراجعا كبيرا في الأداء على مدار فترة تولي سعداني الأمانة العامة: "الأداء الذي شهده الحزب طيلة السنوات الثلاث الأخيرة، لم يكن هناك سوى التجاذب والملاسنات والاتهامات، مما أدخل الحزب في دائرة العداء مع كل المحيط، سواء المحيط السياسي الممثل في الأحزاب أو حتى أحيانا المحيط السلطوي بدوائرها المختلفة".
* ولد عباس: لا يوجد مناصب شاغرة في الأفلان يا بلخادم هذا التصريح الناري من بلخادم، لم يرق لنزيل الأمانة العامة الجديد، الذي اعتبره تراجعا الى الوراء بعد ساعات معدودات من مكالمة هاتفية جمعته بالرجل، قدم خلالها نيته في العمل معه لترقية أداء العتيد، حيث رد ولد عباس بلغة الغاضب على تصريحات "زميله" السابق، مبديا استغرابا ودهشة من الذي تحدث به بلخادم، خاصة في الشق المتعلق بتنصيب لجنة قيادية لتسيير مرحلة انتقالية، حيث أشار ولد عباس إلى عدم وجود مناصب شاغرة في الحزب، مؤكدا في نفس السياق، على ضرورة احترام مخرجات المؤتمر العاشر الذي انبثقت عنه قيادة شرعية.
* بلعياط: لا اعتراف بنتائج المؤتمر العاشر وما بني على باطل فهو باطل ودخل عبد الرحمان بلعياط منسق القيادة الموحدة في الأفلان على خط النار بين الرجلين، ليعتبر في تصريح ل" الحوار"، أمس، أن هيئته ترى أن كل ما انبثق عن المؤتمر العاشر غير شرعي، وأن ما بني على باطل فهو باطل، نافيا أن يكون قد التقى بجمال ولد عباس الذي انتقد ما صرح بهم في اول لقاء له مع مكتبه السياسي، حينما قال أن: "أبواب الأفلان مفتوحة امام جميع المناضلين الغاضبين، لكن بدون شروط"، أين تساءل الوزير السابق بلعياط قائلا "كيف لولد عباس أن يتخذ شروط مسبقة لعودتنا، ونحن لا نتخذ شروط".