قصة حياتي * أريد حبا وحنانا السلام عليكم أنا مليكة من العاصمة..متزوجة منذ سنة 18 سنة..وأم لثلاثة أطفال، وزواجي لم يكن عن حب وإنما هروبا من مشاكل عائلية. عشت طيلة هذه السنوات حياة جافة لم أعرف فيها طعم السعادة الزوجية، فزوجي لا يعرف من الحياة سوى الأكل والشرب والنوم. منذ شهور قليلة تعرفت على شاب أردني عن طريق الإنترنت وتوطدت علاقتن، .أصبح يكلمني صباح ومساء. يسأل عني و يخاف علي إذا مرضت و يكتب لي شعرا. عشت معه حتى وهو بعيد أياما أحلى من العسل وأخبرني أنه سيأتي للجزائر خصيصا من أجلي وأخبرني إن تحررت من زوجي وطلبت الطلاق سيتزوجني، و لما كلمت أمي وإخواتي عن الموضوع رفضوا الفكرة ووبخوني وأخذوا مني موقفا مما اضطرني إلى قطع علاقتي بذلك الشاب وعدت إلى حياتي الروتينية، ولكن هذه المرة بروح جديدة واكتشاف جديد، قررت أخيرا أن أرسم عالمي الخاص وأعيشه من دون شكوى لأحد، تعلمت أن أبث همومي لربي وأواصل السير في طريق لا أدري إن هو اختارني أم أنا اخترته؟. * الرد عزيزتي مليكة عدد قليل من النساء يستطيع الوقوف في وجه ما يحمل لهن الشقاء أو يحد من طموحاتهن ويقتل الأمل في أحلامهن…لكن العدد الأكبر منا هو الذي يقف متفرجا على شجاعة البعض حاسدا أو بإعجاب أو بنقمة. في أعماق كل امرأة توق إلى الحرية، إلى تحدي مواقف الاستسلام والخضوع والثورة على وضعها، ولكن كذلك في أعماق كل منا خوف من تحمل المسؤولية، وبالتالي اتخاذ قرارات حاسمة قد تغير من مجرى حياتنا. المرأة بشكل عام تخاف أن تخطئ وأن تندم، وقد تعودت منذ طفولتها على وجود من يتحمل المسؤولية عنها ويقرر لها مستقبلها، لذلك تتمسك المرأة بما تملك مهما كان يحمل الألم ومهما كان أقل مما تتمنى أو تطمح إليه..فالخوف من اللاشيء يجعلها تقبل بأي شيء. كم من سنوات تمر بل ربما يمر عمر المرأة بكامله دون أن تحقق ما تتمناه، لكنها لا تمل الانتظار، آملة أن تتغير الأوضاع والأشياء وحدها دون أي جهد منها، أو أي قرار تتخذه ثم تندم عليه فيما بعد. مشكلة المرأة أنها تفضل الشكوى على اتخاذ موقف واضح..تفضل أن تشكو من عملها دون أن تحاول البحث عن مجالات عمل جديدة. تفضل الشكوى من زواجها دون أن تحاول إيجاد حل جذري ينقذ هذا الزواج أو ينهيه..تفضل الشكوى من حكاية حب فشلت دون أن تحاول نسيان هذا الفشل والانطلاق خارج سجن أحزانه. عدد قليل من النساء يستطيع الخروج من دائرة الحزن و تعذيب النفس في سبيل أمل بالسعادة، و كل امرأة تستطيع تحدي هذا الوضع الطبيعي لوجودها، تنال إعجاب البعض ونقمة البعض الآخر وأمنية في نفوس الجميع بأن لو ملكن شجاعتها.
* سؤال على السريع أنا إيمان من غليزان، 21 سنة، أتساءل لم معظم نهايات الحب حزينة؟ أختي إيمان..معظم النهايات حزينة لأننا نحب كثيرا الدراما ونعيش في الخيال أكثر من تعايشنا مع الواقع، وكلنا نسعى إلى نهايات تشبه نهاية الأفلام الهندية، وعندما نعجز عن تحقيقها نتخلى عن الحب ونشوّه مظهره. كان الحب بالأمس يحمل براءة الأطفال وعظمة التضحية وسخاء العطاء وكان الفراق حزنا عميقا وجرحا أعمق وأصبح الحب مسيرا بالعقل المتزن والعطاء المحدود وحب الذات والفراق مباراة كبرياء الصمود وحساسية من الآخرين وخوف من أظهار ضعف أو إعطاء تنازلات.
أيمن من العاصمة، 25 سنة، مشكلتي أني تعودت الاستسلام للحزن وأخاف التغيير؟ يا أخي تعودك على الحزن راجع لأن الحياة والناس المحيطين بك فقدوا قدرتهم على زرع الفرح في قلبك ولأن الأحداث فقدت تميزها بإثارة الدهشة في عيونك فاستسلمت للتعاسة وفتحت باب قلبك لاستقبال الأحزان وخوفك من التغيير كونك تفتقد للثقة والأمل في حال أفضل من الحال التي تعيشها. عليك بتجديد أفكارك فأنت مازلت شابا والحياة كلها أمامك.
* حكاية حب أخرس عرفته شابا في الثلاثين من العمر، رجل ليس ككل الرجال..جميل المظهر أنيق الحركات..يغض بصره وهو يحدثني..و ما إن يسمع الآذان حتى يهرول لسجادته الموضوعة في ركن من زاوية عمله..يربكني بكلماته المحتشمة..أرى فيه نفسي ويخفق قلبي بشدة لهذا الكائن الجميل..الذي تتمنى أمهات الدنيا لو أنجبنه..لطالما كانت الدموع المتلألئة في عينيه نقطة ضعفي و رحت أبحث عن تفسير لهذا الحزن الذي لا يبديه، ولكم تمنيت أن ينفرد بي يوما ويحدثني عن أشجانه، ولم يطل ميعاد الأمنية وجاءت الساعة التي تمنيتها، عندما دعاني يوما للحديث و راح يحكي عن أيام خلت من عمره..يحكي و أنا أسمع..يبكي و أنا أتمزق. كلّمني عن فرحة عمره وضياء قلبه وحب حياته التي رحلت إلى العالم الآخر، و مددت يدي لأواسيه لكنه امتنع وقال:"لا أريد شفقة و لكني أبحث في عينيك عن حب ضاع مني منذ سنين‟. و رغم الحب الكبير الذي كنت أكنه له، امتنعت وحملت حقيبتي الرمادية الصغيرة ومعطفي و رحلت، فأنا لا أستطيع أن أقاسم رجلا حياته و هو لايزال يحمل في قلبه حبا لامرأة غيري حتى و لو كانت تحت التراب. ومضت الأيام و أنا أجاهد نفسي محاولة النسيان..أقرأ الكتب، أتصفح الجرائد، أتسوق مع الرفيقات. أمضي في مسجد الحي ساعات و أنا ساجدة أدعو رب العزة أن يلهمني النسيان..و هكذا استمرت الحال إلى أن وجدته يوما واقفا أمام الباب يسأل عني الجيران، و ما إن رآني حتى تقدم مني وقال بابتسامة:"ربما لم تفهم مقصودي ذلك اليوم. من حدثتك عنها كانت أمي أعز الناس وأقسم أن بعدها لم يعرف القلب في الخلق حبيبا غيرك‟. أدهشتني عاطفته التي لا تحتاج إلى كلمات و كان يكفيني ساعتها أن أشعر معه بالأمان وأنه لي وأني المرأة التي توجها على عرش قلبه.
* استطلاع الحب من طرف واحد ليس رهانا خاسرا (الجزء الثاني) * تجربة فاشلة بدورها، تؤكد حميدة.ب (ربة بيت):"أن الحب من طرف واحد أمر مؤلم، لأن المحب يشعر بالمهانة والتعاسة عندما لا يتقبله الطرف الآخر، وإذا لم ينجح في الارتباط به واضطر إلى الارتباط بشريك آخر، فإنه يظل يفتش عن شبيه له، الأمر الذي يؤثر في استقرار حياته الزوجية. وتشير حميدة إلى أنه"ربما يؤول الأمر إلى نهايات مختلفة وفقا للطرف الذي يحب الآخر‟، وتضيف:"تحظى الزيجة باحتمالات نجاح أكبر إذا كان الحب من طرف الزوج، لأن الحب في حد ذاته كفيل بجعل الزوجة تشعر بالأمان والاستقرار بغض النظر عن مشاعرها تجاه زوجها. على العكس مما يمكن أن يكون عليه إذا ما كانت الزيجة قائمة على حب من طرف الزوجة وحدها، لأنها مهما جاهدت وضحت في سبيل إسعاد زوجها وحاولت كسب قلبه ومشاعره إلا أن محاولاتها تلك ستظل مهددة بالفشل‟. رأي حميدة، يأتي بحسب ما تقول"نتاج تجربة‟مرت بها، و هي تروي تفاصيل تلك التجربة قائلة: "لقد فشلت حياتي الزوجية بعد أن تبين لي زيف مشاعره نحوي، حيث اكتشفت أن زواجنا قام على حب من طرفي فقط، وأني أخطأت في تقييم حقيقة مشاعره نحوي وعندها كان الانفصال أمرا لا مفر منه لتصحيح الوضع‟، و تضيف:"أي زوجة تحتاج إلى الحب والحنان والكلمة الحلوة حتى تشعر بالاستقرار، و هو ما لم أجده أثناء الزواج، لذا فشلت حياتي بسبب عدم التفاهم وفقدان الحب‟.
عواطف وهمية * إذلال وإهانة أما هشام.ع (موظف)، يقول:"إن الرجل يختلف في عواطفه عن المرأة، فهو لا يعول كثيرا على نجاح زواج قائم على حب من طرف واحد خصوصا إذا كان هو ذلك الطرف‟، ويضيف:"أنا لا أقبل أن أتزوج بفتاة لا تحبني، ولا أتصور أن أرتبط بإنسانة لا تبادلني المشاعر والأحاسيس ذاتها التي أشعر بها اتجاهها‟، ويتابع ناصحا بني جنسه قائلا:"إن الرجل إذا انجذب نحو فتاة فإنه يبادر إلى مصارحتها بحقيقة مشاعره، فإذا شعر منها بصد أو رفض حاول مرة ثانية و ثالثة، فإذا فشل عليه أن يترك الأمر و ينصرف عنها حتى لا يشعر بالإذلال‟. * ورطة في سياق متصل، يرفض عمر.ح (موظف)أن يتقدم من فتاة لا تبادله مشاعر الحب ذاتها، لأنه يرى أن الزواج القائم على حب من طرف واحد يبوء غالبا بالفشل، ويكون سببا في جلب التعاسة إلى صاحبه وإلى آخرين لا ذنب لهم.
* زواج تقليدي من وجهة نظر تبدو مخالفة بعض الشيء، يؤكد أحمد(موظف متزوج منذ 20 عاما): "نجاح الحب من طرف واحد في الإبحار بالزواج إلى بر الأمان‟، وهو لا يكتفي بذلك بل يقدم نفسه دليلا على ذلك، ويقول: لقد تزوجت زواجا تقليديا وكان الحب و الإعجاب من طرفي فقط، فالمجتمعات العربية لا تعترف بالحب قبل الزواج و تعتبره عيبا.
اعترافات زوج * زواج تقليدي لقد تعودت عليها، لم يكن ما بيننا حبا بل أصبحت هذه المرأة إحدى عاداتي، وأصبحت أنا إحدى عاداتها، هكذا مر بنا الزمن و أخذتنا الأيام من مكان إلى آخر، كنا نسافر ونرحل إلى مدن كثيرة، نجلس في مطاعم فاخرة، ونستلقي على الشواطئ الهادئة بعيدا عن النظرات والوشوشات، رحلنا كثيرا وجلسنا ليالي أكثر، لكن كل ذلك مع حالة الرخاء المادي لم يخلق بيننا حبا ولربما لم يقربنا من بعضنا بعضا. بعد عشرين عاما من زواج تقليدي لم نوفق في أن نحب أو نكتشف أو نقدر بعضنا بعضا، كلانا يشعر داخله بأنه يجامل و يريد أن تمضي الحياة بلا مشاكل أو منغصات، كل واحد منا كان يجهل الآخر، و لم ننجح في اكتشاف بعضنا وكلانا لم يقترب من قاموس العاطفة، كلانا لا يلين ولا يشعر بأي عاطفة أو حنان اتجاه الآخر، كلانا يأكل ليعيش فقط ولا يلتفت إلى واحات الشعور و الرومانسية و عذب الكلام. صرنا جزءا من العادة اليومية مثل جريدة الصباح أو قهوة المساء، فلا هي تحاول تفسير معاني نظراتي ولا أنا أحاول أن أخرجها من دائرة الصمت والوجوم التي تجتاحها كل لحظة. كنا ننهض صباحا و يذهب كل منا إلى عمله، نجتمع على الغداء ظهرا و في المساء تذهب إلى منزل أهلها، و أسهر أنا مع أصدقائي حتى الواحدة بعد منتصف الليل، أعود إلى المنزل لأجدها في سابع نومة، وهكذا مضت بنا الأيام و لم نحاول أن نفاتح بعضنا بعضا عن روتينية حياتنا وآليتها و رتابتها و جمودها، بل كانت الأمسيات الباردة الكئيبة والليالي الطويلة الصامتة تزيد في أحزاننا و تشوشنا. كما أن زوجتي لها عالمها الخاص من الصديقات والمكالمات، وأنا رجل تجاوز الأربعين و لا أحب وجع الراس. أصبحت ألوذ بالصمت و لا أعلق على أي شيء يحدث في المنزل. لم يرزقنا الله بأطفال ولربما كان ذلك مدعاة لأن يكون بيننا تقارب لأن الأطفال يقربون الوالدين و يخلقون أجواء من البهجة و الحركة في المنزل، ولكن يبدو أن الأقدار قد هيأت لنا هذه الحياة الرتيبة والجامدة، والتي لا أمل في أن تتبدل. تقول لي إنني أسهر عند أصدقائي كل ليلة و لا تسأل نفسها ماذا يوجد في المنزل حتى أجلس فيه. إنها امرأة غامضة و قانعة و يبدو أنها تريد أن تمضي بنا الحياة من دون مشاكل حتى لو كان ذلك على حساب أعصابها و عواطفها و آمالها. صحيح أن الزوجة الحنانة تقصر العمر، ولكن أيضا الزوجة الخشبية الصامتة تطردك من المنزل. حاولوا أن تعرفوا سبب خروج الأزواج كل ليلة عند أصدقائهم.