إلى متى سيظل الطائر يغرد خارج العش؟ وإلى متى سيظل هذا الطائر يمنح الفضاء أعذب الألحان، وتستمع إليه الأغصان والأزهار البعيدة، بينما عشه يعيش في غربة ووحدة وفقدان لتواجده الجميل في داخله؟! هكذا أصبح حال بعض الأزواج والزوجات؟ هل أصبح كل واحد من طرفي العلاقة الزوجية لا يأنس إلا بأصدقائه الخاصين؟ ولا يمرح إلا معهم؟ وهل بالفعل أصبح كل طرف في العلاقة الزوجية يفضل أصدقاءه على الطرف الآخر؟ شبح الوحدة تقول “نادية” امرأة متزوجة تبلغ من العمر 38 سنة في الموضوع: “هناك بعض النساء يعانين بشكل رئيسي من الخروج الدائم والمستمر لأزواجهن والغياب المتكرر، وحقاً إن هذه إشكالية كبيرة تعيشها المرأة أو الزوجة خصوصاً، لكن هناك مشكلة أعمق وأكبر وهي أن بعض الأزواج مثله مثل الخيال، فهو متواجد في البيت بالاسم، فهو إما نائم أو منشغل بالمحطات الفضائية أو يعبث بالانترنت أو ما إلى ذلك، وهذا بالفعل أشد قسوة على الزوجة من أي أمر آخر! الزوجة بحاجة لرجل تتشارك معه كل شيء إلى الأبد لا زوجاً مؤقتاً، وبكل صراحة أعلنها مهما كانت قاسية (بعض الرجال هم أزواج مؤقتون، ولا يدركون المعنى الحقيقي للأسرة”. أما “فايزة” معلمة في المتوسطة فتقول: “الأسرة هي مؤسسة زواجية يكون طرفاها الزوج والزوجة، وحينما نقول طرفاها فإن ذلك يعني أهمية وجود الطرفين، وكذلك يعني تمسك كل طرف بالآخر، ولكن بعض الأزواج ما إن يدخل البيت حتى يبدأ بالتذمر والتشكي وانه لا يجد الراحة والسعادة في البيت، وذلك كي يجد عذراً لخروجه خارج البيت، قاضياً معظم وقته مع أصدقائه أو منشغلاً في هواياته تاركاً وراءه زوجة تنتظره الساعات الطوال؟!” والمشكلة الحقيقية أن بعض الأزواج حولوا بيوتهم إلى فنادق للنوم والاستجمام، ثم الخروج إلى أصدقائهم؟! ويرى “محمد” أن الزواج كالقافلة التي تسير لا بد أن تعترضها بعض المصاعب، وبالنسبة لخروج الرجل من البيت فإنه يجب أن يكون مقنناً ويجب أن يحترم الرجل تواجد زوجته في البيت وعنايتها بأطفاله، ولا يستطيع أحد أن يقول بصحة غير هذا، ولكن هناك مشاكل حقيقية يواجهها الرجل في بيته وتضطره للخروج إلى أصدقائه ولعل من أبرزها حديث الزوجة المتواصل في الهاتف لساعات، بعض الزوجات يغرقن في نوم عميق أثناء تواجد الأزواج في المنزل، حضور الصديقات الدائم إليها، كثرة التشكي والطلبات، وكل هذه الأمور تجعل الزوج يهرب من البيت. ولكن التحدي الحقيقي يكمن في ان يستطيع الزوجان أن يتغلبا على كل الظروف القاسية التي تهدد سعادتهما، ومثلما أن المرأة تحتاج إلى رجل يحبها، فالرجل أيضاً يحتاج إلى امرأة تحبه وتعطف عليه، وكذلك هو بحاجة إلى امرأة يلجأ إليها ويسكن إليها ويجد الطمأنينة بجوارها، إذن المسألة لا بد أن يكون فيها تكافؤ، ولا بد أن يكون فيها عطاء من الطرفين ولا بد أن يضحي الرجل وكذلك المرأة كي تسير القافلة. ولكن ينبغي أيضاً أن يعقدا بشكل دوري اجتماعاً يناقشان فيه سير حياتهما، وما هي الأخطاء المفروض تلافيها كي يكونان أسرة ينعمان فيها بالراحة والحب والديمومة السعيدة. تحسين العلاقة الداخلية يحد من نظيرتها الخارجية «السلام” من جهتها التقت بالطبيبة النفسية الدكتورة “لانيا” التي حدثنا حول هذه القضية بقولها: “في البداية أحياناً لا تكون المسألة أن أحد الزوجين يفضل أصدقاءه على الطرف الآخر، ولكن تكون العملية هروباً أو لجوءاً أو تأقلماً مع وضع ما، وأقصد هنا أن الزوجة التي تذهب إلى صديقاتها في أغلب الأحيان تكون مدفوعة إلى ذلك نتيجة ابتعاد زوجها عن المنزل، الصديق أو الصديقة قد لا يكون مفضلاً جداً ولكن يكون أفضل من الوضع الرتيب الموجود في المنزل الذي يحسه الزوج أو الزوجة، والقضية قد لا تتعلق بتحطم العلاقة الزوجية، وإن كان تحطمها سيكون نتيجة لما سيحدث. بحيث في البداية الرجل عندما يتزوج أو المرأة يسكن كل واحد منهما إلى الآخر، ولكن ماذا يريد الرجل عدا السكن واللجوء إلى زوجته، فالمسألة لها علاقة بأن الرجل يريد أن يشارك انسانة في الحياة، والمشاركة هذه عادة ما تحدث بين شخصين متكافئين من نواح علمية أو معرفية أو ثقافية أو حتى من التواصل على الأقل أو الحب، وإذا فقد التكافؤ والحب، ما الذي يدفع أحدهما أن يلجأ إلى الآخر؟؟” فيسعى فقط كل واحد منهما إلى أداء الواجب المطلوب وهو أن يكون في المنزل في أوقات معينة، وأن يؤدي أموراً معينة. والحقيقة أن بعض الأزواج والزوجات موجودون في المنزل بشكل جسدي شكلي وغير موجودين بشكل روحي. إذاً التواصل يتطلب أموراً معينة، إذا لم تتوافر في الطرفين لن يتحقق التواصل المطلوب. ويدفع هذا أحد طرفي العلاقة الزوجية للجوء إلى آخرين - كالأصدقاء - ونقول إن هؤلاء الآخرين قد لا يكونون أفضل الموجودين وقد لا يحبونهم كثيراً، ولكن فقط يريد أحدهما أن يخرج عن الوضع الرتيب أو المألوف”. وتضيف الدكتورة: “إن الذي يضع حداً للصداقة الخارجية هو تحسين العلاقة الداخلية، وهنا ينبغي على كل زوج أن ينظر إلى ما يعجب الطرف الآخر ويفعله، فكما أن الزوجة مطالبة بالتزين والتجمل للزوج، فكذلك على الزوج أن يتحمل من أجلها، وأن يكون الاحترام والتقدير بينهما متبادلاً، ومن المناسب أن يتبع الزوجان بعض التوصيات التي تساعد في دعم العلاقة الأسرية وتحسين العلاقة الزوجية: * احترام كلا الطرفين لبعضهما البعض، والإيمان بأن كل طرف له حقوق متساوية، وكل طرف مطالب بتأدية واجباته. * ألا يعتقد أحد الطرفين أنه أفضل من الآخر لأي سبب من الأسباب. * تحسس كل طرف لاحتياجات الطرف الآخر بجميع أنواعها. * تقديم التنازلات أحياناً أو في الأوقات المطلوب فيها تقديم تنازلات، والإصرار دوماً أن المنزل أهم. * منح آفاق أرحب للحوار والنقاش والاستماع بهدوء. * شعور كل طرف أنه مسؤول أمام الله عن الطرف الآخر مسؤولية كاملة، وأن عليه أن يتفهم جميع أوضاعه، وأن يكون عوناً للطرف الآخر. * تنمية الأحاسيس والعبارات اللطيفة والمشاعر الصادقة تجاه الآخر، والإيمان بأن الحب ركيزة أساسية في أي علاقة زوجية. * الشعور بأهمية الطرف الآخر في حياتنا وأنه لا غنى عنه. * معالجة الأخطاء الشخصية ومحاولة الانتباه للأمور الذوقية والعائلية و للحب شروط وأخيرا وصلت إلى حل كل مشاكلي ومشاكل عائلتي.. امنحوني فرصة.. دعوني أحدثكم لمرة .. كم من الأشياء نحتاج لنصنع حبا؟ أنا لا أعرف لا صورة الأرض ولا وجه السماء الا بالحب، فكيف أعرف ماتضمره لي الحياة والأصدقاء؟ كيف يمكنني أن أعرف و أنا لا أعرف الا بأشواقي كيف.. وكيف .. والحب قد أصبح ثوبا ترتديه الفتاة تزيده طيبة ومقاما لتجلب به الفتى الى نهاية المطاف أي ما يعرف بالزواج، هل هذا الزواج غاية أم قتلا للحب؟ أم هو سبيل لتزكية مجريات كل منهما دون مراعاة للأحاسيس والمشاعر الفياضة؟ لهذا أصبح زواج اليوم مغايرا تماما لزواج الأمس، فهوية الزواج قد تغيرت وأصبحت مبنية على الماديات فغابت معاني الحب والود وأصبحت العلاقة الزوجية مبنية على خط هش سريع التمزق، حتى أصبحت صورة الزوجين تخيف العزاب مما نفّر شبابا كثيرا من فكرة الزواج. غايتي ليست النصح فحسب بل نيتي هي المعالجة وان لا نجعل للحب شروطا لأنه هبة من عند الله، خلقت مع الانسان فدعوا الحب يعيش ولا تقبروه بين طمعكم وجشعكم المادي.. اتركوا لمشاعركم فرصة الظهور فكل الأشياء المادية تزول لكن الحب سيظل عالقا في ذلك القلب إلى الأبد أحببت في حياتي شخصا وكانت حياتي جميلة ودخلت في صراعات مع الحياة وركضت وراء الماديات انتهى مالي وفيلاتي الفاخرة.. وسئمت الدنيا رغم انني اخذت منها الكثير زوجا صالحا وابناءا أصحاءا ومركزا مرموقا لكنها للأسف الشديد سلبتني أجمل مالدي حبيبي ولوعتي ودقات قلبي.. وكل مشاعري واحاسيسي، فأنا جسد بلا روح ندمت كثيرا و حاولت العودة لكن الاوان قد فات وانتهى كل شيء.. فليتني أعرف دواءا يعيد للحب كرامته أو أن يدلني أحدكم على غذاء يعيد للحب صحته.