عبوب محمد أمين (أبو نزار) أستاذ الاعلام والاتصال بجامعة حسيبة بن بوعلي
يَأخُذ مصطلح الرويبضة معناه من حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي يعرف من خلاله صحابته بنص صريح فقد ورد "عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنِ النَّبِيّ ِصَلَّى اللَّهُ عليه وسلم َ،قَالَ: "سَيَأْتِي على النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ, وَيُكَذَّبُ فِيهَاالصَّادِقُ, وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ،وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا ا لرُّوَيْبِضَةُ،قِيلَ: يَا رَسُول َاللَّهِ،وَمَاالرُّوَيْبِضَةُ؟قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أمْرِالْعَامَّةِ"،فالرويبضة فئة من الناس التافهين والفارغينثقافيا وعقديا، تفسح لهم المنابر وتسخر لهم الوسائل حتى يناقشون أمور العامة ويقررون مصائرهم، وقد اعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم الرويبضة من علامات السنوات الخداعات التي نبأنا بها. وانا اتأمل واقع الحال بعد أن سيطرت عليه التكنولوجياتأكد لي انتقال الظاهرة الى المجال الالكترونيأو بالأحرى تفشيها داخله، وهي تلك الفوضى القائمة والجدل العقيم الدائر عبر وسائط الاعلام والاتصال الجديدة بصورة علنية أو مستترة، حول أمور عامة دون تحديد نوعية ولا مستوى ولا هدف الأفراد الفاعلين في النقاش، فتجد هذا يعلق دون تمحيص في القضايا وذاك يشتم ويسب وثالث يحب نفسه عالما أو فيلسوفا، ويكون هذا اللغط باستغلال الحرية التي توفرها أدوات وتطبيقات الوسائط الجديدة لنشر سموم افكارهم المريضة والمتطرفة أحيانا، حيث تعتبر الرويبضة الالكترونيةواحدة من مظاهر سوء استغلال الحرية التي يمنحها الفضاء الالكتروني للمستخدمين، وهذا ما يخلق نوعا من التشويش والفوضى والتعتيم الاعلامي. مع كل هذه السلبيات فإن هذا لا يُعْتَبَرُ سببا لتَكميم أفواه المستخدمين أو منعهم من ممارسة حقهم في التعبير، وإنما يعد الاتجاه نحو التربية الإعلامية والتكنولوجية من أهم الطرق للتغلب على هذا المشكل، وكذا الالتزام بشروط الحوار البناء الذي يرقى بالذوق العام، وكما قال الاستاذ "سعد بوعقبة" في إحدى مقالاته عن قادة الرأي،والذين أكد أنهم يَنشَؤُون في ظل مجتمع معلوماتِّي منبطح ثقافيا وإعلاميا ومعاق فكريا ولغويا والذي أضحى يسبح في مستنقعات الفضاءات الفايسبوكية الزرقاء، والتي أرى أنه سَيُنتِجُ مجتمعا عقيما تُسْتَنفُذُ فيه الأفكار. الإيميل: [email protected]