تحدث الصحفي والمدون ابوبكر بلقاسم ،عن التحديات التي يواجهها الاعلام الجزائري خلال سعيه لمواكبة التطور الكبير الذي يشهده العالم في هذا المجال، مؤكدا في حديثه للحوار ان ميدان الاعلام الالكتروني سيكون البوابة الأولى التي يتلقى منها المواطن اخباره مستقلا ،في ظل الاستعمال الكبير للانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وهو ما يحتم على الصحافة المكتوبة والمرئية الاستثمار في المواقع الالكترونية سعيا خلف القراء و المتابعين الباحثين عن الخبر وقت حدوثه . * كيف كانت الانطلاقة الأولى للصحفي بلقاسم بوبكر في ميدان الاعلام ؟ دخلت الاعلام من باب الترجمة والتدوين الالكتروني فانا حائز على شهادة الليسانس في الترجمة ،وكانت أول تجربة لي مع مشروع الأصوات العالمية حيث كنت أقوم بترجمة المحتوى للموقع الالكتروني من اللغتين الانجليزية والفرنسية للعربية ،وبعدها بدأت تجربة التدوين الالكتروني في مواقع عربية ،حيث كنت اهتم أكثر بميدان الأدب والثقافة وبعد عملي لسنوات في ميدان الترجمة قررت خوض تجربة جديدة وفتح أفق جديد مع موقع الطريق نيوز "الإخباري" . -كيف تقيمون واقع الإعلام الإلكتروني في الجزائر وهل نجح في كسب ثقة المواطن الجزائري؟ وما مدى مصداقيته ؟ الاعلام الالكتروني وافد جديد على المشهد الاعلامي في الجزائر،وهو واقع طرحه التطور الكبير في ميدان الصحافة في العالم ،فعلينا ان نعترف أننا تأخرا كثيرا في ولوج هذا المجال مقارنة بدول شقيقة تجربة الاعلام الالكتروني في الجزائر لازالت فتية إذ لا تزيد عن سبعة أو ثمانية سنوات كما ان غالبية العاملين بميدان الصحافة يفضلون العمل في وسائل الاعلام التقليدية كالصحف والقنوات التلفزيونية ،لكن في السنوات الأخيرة طرحت المواقع الالكترونية الاخبارية نفسها كبديل وكرقم مهم في مستقبل الاعلام في الجزائر وصنعت لنفسها حيزا من الاعتراف والقبول لدى القراء والمتابعين بل وصار بعضها مصدرا للمعلومة لوسائل أكثر خبرة . –ماهي أهم الصعوبات التي تعيق عمل المواقع الالكترونية الاخبارية في الجزائرية ؟ المشكلة الأولى التي تواجهها جميع المواقع الاخبارية في الجزائر تشريعية بحتة ،فمن الناحية القانونية وضعية هذه المواقع غامضة رغم تطمينات وزراة الاتصال عن مشروع قانون سيرى النور قريبا ،فعديد الصحفيين الذين يعملون لدى هذه المواقع يجدون صعوبة في تغطية بعض الإحداث خاصة الرسمية منها بسبب غيبا الترخيص مما يتسبب لهم في مضايقات في بعض الأحيان ،ويضاف لهذا مشكل نقص التمويل فبسبب هذه الوضعية القانونية تبقى المواقع الالكترونية محرومة من الإشهار العمومي عكس الجرائد الورقية ،مما جعل القائمين على هذه المواقع يبحثون عن مصادر تمويل بديلة متمثلة في الشركات الخاصة التي قد تقبل الإعلان على الموقع ،كما تقوم بعض المواقع الأخرى بتقديم خدمات اخرى خارج حيز الاعلام والعمل الإخباري،كتنظيم الملتقيات والتظاهرات ونشاطات اخرى تسمح لها ولطاقمها بمواصلة العمل على وجه مقبول . -وماذا ينقص الإعلام عندنا حتى يصل إلى ما وصل إليه الإعلام العالمي خاصة في ميدان الأخبار؟ الفضاء الاعلامي في الجزائر عاش حالة من العزلة ،إذ بقي لوقت طويل منحصرا في الجرائد والتلفزيون العمومي ،الجزائر تأخرت كثيرا في فتح المجال الاعلامي أمام الخواص ،الانفتاح الاعلامي الذي شهدناه مؤخرا وظهور بعض القنوات الخاصة جاء متأخرا مقارنة بدول عربية وحتى مقارنة بالجارتين تونس والمغرب اللتان شهدتا ثورة إعلامية لا نظير لها في الإذاعة والتلفزيون فصار من الصعب جدا اللحاق بركبها رغم توفر الجزائر على طاقات يعترف لها الجميع بالمهنية وطالما أثبتت جدارتها في فضاءات أعطتها فرصة وحرية التحليق ،مشوار طويل ينتظر وسائل الاعلام الجزائرية وكثير من العمل تتطلبه المرحلة القادمة وسط عالم يتغير كل لحظة . ألا تعتقد أن فتح قطاع السمعي البصري أثر على الصحافة المكتوبة والتي لم تعد السباقة لنشر الخبر ؟ طبعا التأثير واضح من القنوات من وسائل الاعلام الثقيلة والتي صار لها النصيب الأوفر من المتابعة والمشاهدة ،لكن يبقى دائما للصحافة المكتوبة أوفياؤها وجمهورها ،مع تواجد القنوات الاخبارية صار الحدث متاحا للمشاهد حين وقوعها في حين تنتظر الجرائد صدور عددها بعد يوم من الكلام عن الحدث ذاته ،لكن الفرق ان الجرائد ترفق الحدث بقراءات وتحاليل من أقلام اعتاد الجزائري على رؤية الحدث بعيونها ،مسألة التأثير موجودة لكنها تبقى نسبية وتختلف من واقع لأخر . – حسب تجربتك هل تعتقد ان الصحافة الالكترونية ستطغى يوما ما على نظيرتها الورقية؟ من الواضح جدا ان الصحافة في الجزائر تعيش أعقد مرحلة لها من الناحية الاقتصادية مع تزايد الأزمة وانحسار مورد التمويل فغالبية المتتبعين يرون ان المستقبل كله للأعلام الالكتروني فقد لاحظنا مؤخرا توجه حتى اكبر الجرائد للاستثمار في تحسين صورة مواقعها الالكترونية وكذا تكثيف تواجدها على مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت تشكل السوق الجديدة لمستقبل الاعلام ،كما انه من الناحية الاقتصادية فان فتح موقع إخباري على الانترنت بات سهلا وأقل تكلفة من الاستثمار في جريدة ورقية مع مراعاة سرعة الانتشار التي يمنحها موقع الالكتروني يتم الاشتغال عليه بشكل جدي ،وأخيرا فان هامش الحرية متاح أكثر من الجرائد الورقية لاعتبارات كثيرة. –ما هو تقييمكم لمستوى جريدة الحوار وما تقدمه من محتوى اليوم؟ طرحت جريدة الحوار نفسها كاسم مهم في الواجهة الإعلامية ،ما تتميز به الجريدة هو غزارة الحوارات التي يجريها صحفيوها مع عديد الوجوه المعروفة ،كما تشكر الجريدة على إتاحتها المجال لأسماء شابة ،إذ تعد من الجرائد التي يديرها طاقم شاب بالكامل ،كما انفردت الجريدة في عديد المرات بالسبق في إخبار بالغة الأهمية وهو ما يدل على العمل الجاد والإستراتيجية الواضحة للجريدة التي نتمنى ان تتواصل وتتلاحق النجاحات والانجازات وأن تشكل نقطة مضيئة في فسيفساء المشهد الاعلامي الجزائري . حاورته : سهام حواس