مراقبون: على المغرب التعامل بحنكة سياسية في مثل هكذا ظروف المخزن يتيه وسط السياسات الضيقة والأفق المعتم اختلفت الأسماء وتضاربت المسميات حول الانتفاضة التي يدور رحاها في الشمال المغربي لكن الأكيد أن الحراك الذي يقوم به أبناء الريف في الحسيمة ضد ما وصفوه بالسياسات الإجحافية في حقهم من قبل السلطات المغربية، إذ يرجع أول حراك لمنطقة الريف إلى السنة الماضية 2016 أين شهدت المنطقة وما جاورها سلسلة من المظاهرات الشعبية بعد مقتل بائع السمك محسن فكري داخل شاحنة نفايات الأمر الذي زاد الجو سوادا هو التعامل الذي أبدته السلطات المغربية إزاء هذه الحادثة، هذا وشهدت ذات المنطقة مطلع السنة الجارية عدة تصادمات مع القوى الأمنية الداخلية، الأمر الذي أدى الى تصعيد من نوع آخر أين خرج المدعو ب"متحدي البلاط الملكي" ناصر الزفزافي والذي قام بمقاطعة خطبة الجمعة، مذكرا السلطات المغربية بجدية الحراك واصفا الحكومة بالعصابة، متهما نظام المخزن بممارسته لسياسة التمييز وغياب الانصاف والمصالحة الحقيقية التي يتغنى بها اعضاء الحكومة اين ابتعد في نعت ذات الاعضاء واصفا إياهم بالعصابة التي تعيش مراهقة سياسية وجنون عظمة، الامر الذي يجعلهم مصرين على استنساخ التجربة السورية في الحسيمة.
* الدكتور يسعد مقداد رئيس جمعية يوغرطة للاندماج المغاربي لجريدة "الحوار": التضاربات في السياسات المغربية نتيجة الحراك في الحسيمة. أكد رئيس جمعية يوغرطة للاندماج المغاربي الدكتور مقداد يسعد ان المنطقة المغاربية تشهد ظرفا سياسيا وأمنيا حساسا إزاء بعض السياسات غير الحكيمة ما ينبئ بانفجار الوضع في أي دقيقة، وهذا ما تشهده منطقة الريف المغربي والحسيمة على وجه الخصوص، هذا وأشار الدكتور إلى أن الجمعية تضع في اهتمامها جميع الأحداث الإقليمية والتي في الأول والآخر تؤثر وتتأثر بالهدف الذي تريد الوصول اليه على أرض الواقع والمرجو في تحقيق عملية التكامل والاندماج المغاربي، داعيا السلطات المغربية التعامل مع هكذا ظروف بعقلانية وعدم التطرف في مواجهة موجات الغضب التي تشهدها المنطقة منذ العام المنصرم، مؤكدا أن لغة الحوار أساس الحل السياسي السلمي للنهوض بالعملية التنموية التي يريدها النظام المغربي في المنطقة، وفي حديثه عن تداعيات الأزمة على المستوى الإقليمي فقد أكد الدكتور أن التوجه الخارجي للسياسة المغربية مؤخرا هو نتيجة الضغوطات الذي شهدها الداخل المغربي ما قد يؤثر في مستوى العلاقات بين الدول، مؤكدا أنه بات الآن الاستماع إلى أفكار جديدة لها القدرة على إيجاد الحلول للإشكاليات والاختلالات الموجودة داخل المغرب.
* الخبير الدبلوماسي والسياسي فريد بن يحيى ل"الحوار": الاختلال في التوازن الجهوي سبب مشكلة الريف المغربي أكد الخبير الدبلوماسي الأستاذ فريد بن يحيى أن ما تشهده منطقة الحسيمة راجع إلى الإهمال الذي يعرفه الشمال المغربي مقارنة مع الجهة الأخرى من البلد، إذ يرجع هذا الاختلال الجهوي في توازن التنمية داخل المغرب الأمر الذي رجع بصفة سلبية الى ما تشهده المنطقة منذ السنة الفارطة اضف الى تصاعد الهوية البربرية المطالبة في جزء كبير منها الى الاستقلال الذاتي عن المغرب، في حين ترغب فئة قليلة منها البقاء تحت النظام الملكي، وفي حديثه عن الاجتماع الأخير وعن اللجنة الطارئة التي شكلها المخزن لوضع دراسات اقتصادية في المنطقة، أكد فريد بن يحيى أنها جاءت متأخرة نوعا ما نتيجة للتراكمات وحالة الاحتقان التي يشهدها سكان الريف، أين ستبقى غير كافية لمواجهة هذا الحراك الكبير والذي لم يكن البلاط ينتظره، من جهة أخرى أكد الخبير الدبلوماسي أن المخزن في مواجهة كبيرة الآن مع المعارضة والتي لا تشبه معارضة أمس، فشباب الثمانينات ليسوا بهذا الجيل المتشبع بالأفكار التحررية من القمع والاستبداد، مذكرا أن على المغرب الآن إعادة رسم الخريطة التنموية والسياسية داخل حدوده والتي لم يستفد منها إلا سكان الغرب المغربي في حين يقبع بقية الشعب تحت خط الفقر. أما على المستوى الإقليمي فقد ذكر الخبير الدبلوماسي أن تداعيات هذه الأزمة قد تشهدها الساحة الخارجية المغربية ما يعود بالآثار السلبية على المنطقة.